فتيحة سداس… مرشحة في اللائحة الوطنية لنساء الاتحاد الاشتراكي…إمرأة نضال وكفاح وإلتزام وجرأة
مرة أخرى يتوفق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في اختيار مرشحاته ومرشحيه لانتخابات التشريعية، ليبرهن مرة اخرى انه حزب الكفاءات والنخب المثقفة، والاطارات الاقتصادية والفكرية والمجتمعية والحقوقية….
وهذا، ما يظهر في اللائحة الوطنية لنساء الاتحاد الاشتراكي، التي كان لنساء حزب الوردة، النضال في اخراج اللائحة الوطنية للنساء لتكون قيمة مضافة لنضالات النساء المغربيات، وليجدن من يدافع عنهن في البرلمان، وليست ريعا كما في بعض الاحزاب التي حولت لائحة الوطنية الى مطية لاستفادة من مصالح ضيقة، ومنح التزكية لنساء لا علاقة لهن بالنضال الحزبي.
عكس ذلك، اختار حزب الاتحاد الاشتراكي، ان يبقى حزب المؤسسات، وحزب يدافع عن مناضلاته ومناضليه، وهذا ما تبين بكل وضوح في اللائحة الوطنية للنساء، والتي ضمت بالاظافة الى وكيلة لائحة، نساء لهن قيمة كبرى في تاريخ الحزب، ومن بينهن الاستاذة فتيحة سداس، التي ناضلت على أكثر من واجهة، وخبرت العمل السياسي عن قرب، وصادقت رجالات النضال والدولة، وناضلت حقوقيا وفكريا ومجتمعيا من اجل ان يصل المحتجع المغربي الى المجتمعات الديمقراطية والحكامة وحقوق الانسان.
فتيحة سداس عضوة المكتب السياسي، التي توجد في المرتبة الثالثة في لائحة الاتحاد الاشتراكي، لا تحب الاضواء، وتعتبر النضال مسألة موقف واختيار وعزيمة واستمرارية، وهي التي كانت قريبة من الزعماء الكبار كالزعيم عبد الرحمان اليوسفي وعبد الواحد الراضي…
اليوم، فتيحة سداس، اختار لها حزبها ان تكون في لائحة النساء، من اجل ان تواصل عملها النضالي، من داخل المؤسسات،
وكما نشرت “سياسي” سابقا، ففتحية سداس صعب ان تكتب عن سيدة وامرأة خبرت العمل السياسي والجمعوي والحقوقي خصوصا في أصعب المراحل واللحظات التاريخية لمغرب التحولات.
وصعب ان تختزل تاريخ امرأة مغربية في سطور وسيرة ذاتية مختصرة، لكن حال المناضلة والفاعلة السياسية فتيحة سداس، شيء اخر، فهي المرأة الخبيرة في المجال الاعلامي والتواصلي، لكنها تحب ان تبقى خلف الستار باعمالها ومواقفها وقربها من العديد من الشخصيات.
فتيحة سداس، خرجت الى هذا العالم تحمل مشعل الحرية والحب والسلام،… وفتحت قلبها لمغرب الحياة والديمقراطية والحداثة…ليس بالمفاهيم الشمولية، ولكن من يعرف فتيحة ينتابه شعور انه امام سيدة من القلائل في المغرب من حملت عبئ التاريخ والسياسة منذ نعومة اظافرها.
يوم 8مارس، ليس بعادي عند فتيحة، انه ثاني ايام زواجها، وبداية شهرها العسل، الذي لم تقضيه مع حبيب عمرها، بل لم تذهب في شهر العسل، لانه كان يوم الأحد، و كانت خرجة مع أطفال وشباب إلى المعمورة لأنها كانت تتحمل مسؤولة عن فرع الرباط لجمعية المواهب والتربية الاجتماعية.
فتيحة سداس، تزوجت يوم 7مارس، وقالت عن زواجها، ” زواجي الذي دام 35 ثلاثين سنة منذ 7 مارس 1981، الذي كان ثمرته كل من إبني المهدي 30 سنة ويوسف 26 سنة، وعشرة عمر مع زوجي ورفيق دربي كمال، الذي تحملني كل هذه المدة، ولم يسبق له أبدا أن عنفني لا ماديا ولا معنويا، وصبر على غيابي للاتزاماتي المهنية و الجمعوية والسياسية والنسائية والنقابية، ولم يحاسبني ابدا، بل كان سندا قويا في كل محنة أتعرض لها في اي مجال اشتغل به.وكان يستقبل كل ضيوفي نساء ورجالا بمحبة وتفهم…..لهذا فكل من بعث أو سيبعث لي تهنئة بمناسبة 8 مارس ساهديها له مع تقديري واحترامي لهذا الرجل الكبير بفكره وانتماءه للصف اليساري الحقيقي وقلبه الحنون الذي اتسع لي كل هذه السنوات…”
كانت هذه شهادة من قلب فتيحة لقلوب المغاربة نساءا ورجالا، لزواج دام لعقود، كان من ثماره ذرية صالحة وعلاقات انسانية وحب وسلام وحوار ديمقراطي في بيت الزوجية.
من لم يعرف فتيحة، فهي مناضلة صدمت كثيرا رغم التحولات والانجرافات التي وقعت في اليسار المغربي، اختارت الصمود في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ترفض التصنيفات والتشخيص، فهي عضوة المكتب السياسي لحزب الوردة، ومناضلة في منظمة النساء الاتحاديات منذ ظهور القطاع النسائي الاتحادي، وهي فاعلة قوية في الحقل الحقوقي والنسائي من خلال نضالها في جمعية جسور وشبكة ” عائشة”، ولجنة العلاقات الاشتراكية وحضورها الفاعل في عدة منتديات دولية بفرنسا ومصر والادرن…
فتيحة، رغم، الزمن السياسي الرديئ، ما زالت تدافع عن قيم الحداثة بكل تجلياتها، والديمقراطية والدولة الوطنية، والصحراء المغربية ومغرب التنمية والحكامة…بحنكة وتجربة راكمتها في العمل الميداني الجمعوي والسياسي وفي عملها المهني في المكتب الوطني للنقل حيث بقي اسمها مكتوبا من ذهب في المكتب الذي تحملت فيه مسؤوليات كبار.
لكن لفتيحة، لحظات شغف منطقي، ترفض المحاباة، والتنازل والاتكالية، امراة تظهر، من بعيد انها “حديدية” وصلبة، وبنظراتها القوية، لكن في القرب منها، تجد الحضن الدافئ والقلب المفتوح، والاذن الصاغية، والكلمات التاقبة.
فتيحة سداس، في الحديث اليها، تجد الفاعلة السياسية الاشتراكية اليسارية، ترصد لك لحظات تاريخية بكل دقة، عن حكومة الزعيم عبد الرحمان اليوسفي وزعماء الاتحاد، ومن كان يتآمر على حزب الاتحاد الاشتراكي، قلبت الطاولة على الفيسلوف حميش لما كان وزيرا للثقافة، تركت ادراة ديوانه، وخرجت معززة، في القول ان المستقل يبقى لنساء الصمود وليس للخنوع.
فتحية، فتحت قلبها للاجيال الصاعدة، وضعت خبرتها في تدبير الموارد البشرية وفي العلاقات العامة والتواصل العمومي والمؤسساتي رهن الجميع، بعيدة عن الصراعات الحزبية الضيقة، والكواليس التي قتلت اليسار، اختارت الأفق المنشود.
فتيحة سداس، يقول المقربون منها، ان جديتها اضاعت عنها فرصا كثيرة، وانها اختارت التواضع و قول الحقيقة ومجابهة من يريدون النيل من حزبها ومبادئها، و من لا يعرف التاريخ بكل دقة.
سداس، فتحت قلبها وعقلها لاختزال حياة المغاربة، والتقرب من المهمشين والنساء دفاعا عن الحق في التعليم والصحة..تبكي لوحدها في صمت لما تجد الوطن “يباع” في المزاد، وتصمت كثيرا في حزن عميق، بعد تجد ان الجميع يجري من اجل المكاسب، وتركوا الوطن حزينا جريحا، لفتيحة قدمت الكثير في صمت، وفي زمن التسابق الاعلامي….
فتيحة، حصلت على تكريم من مدرسة الحياة، ومن مدرسة النضال الحقيقي، في العمل المهني، بوزارة النقل وفي وزارة التقافة والمعرض الدولي للكتاب وفي المجال الاعلامي التواصلي.ومن المدرسة الاكبر تسمى” الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”…فتيحة اليوم في لائحة نساء الوردة لحزب الاتحاد الاشتراكي