الإعلامية التي أسقطت عزيز أخنوش
سياسي: الرباط
في اليوم العالمي للمرأة آثرت الإعلامية لبنى الفلاح، إلا أن تنشر تقريرها وتضعه بين أيدي محمد زيان المنسق الوطني للحزب المغربيالليبرالي وأعضاء المكتب السياسي، وكافة وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية،
وكأنها تريد بذلك أن تثبت بأن المرأة المغربية لا يستحيل عليها الوصول إلى هدف أو حلم أو طريق حتى وإن كانت مشقتهم لن تأتي إلا بمعلومة أكيدة تنور الرأي العام.
إنها لبنى الفلاح، شابة أشرفت على إنهاء عقدها الثاني،
آمنت بالعمل السياسي منذ نعومة أظافرها، إذ وُلدت وترعرعت بمدينة تاهلة بإقليم تازة وسط أسرة محافظة، حصلت على دبلوم الدراسات الجامعية الخاصة في شعبة الدراسات العربية من الكلية المتعددة التخصصات بتازة، ثم دبلوم في المعلوميات بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية، لتغادر بعدها مدينتها نحو مدينة الرباط، حيث تدرجت في استيعابها أبجديات الصحافة بعدد من المؤسسات الإعلامية الكبرى أبرزها النهار المغربية والأسبوع الصحفي والقناة الصحافة الإلكترونية شوف تيفي، وذلك عبر تقلدها مجموعة من المسؤوليات كالتصحيح والتدقيق اللغوي ثم التحرير لتصبح بعدها متخصصة في صحافة التحقيق.
وَلَعُها بالسياسية جعلها تختار منذ سنة تقريبا، الحزب المغربي الليبرالي دون غيره من الأحزاب، إيمانا منها بأن حزبا صغيرا قد يصنع الحدث
في ظل منظومة سياسية هشة، ما ألهمها المشاركة في مجموعة في الأنشطة والمبادرات الحزبية، إلى جانب مناضلي ومناضلات الحزب الليبرالي، والذي يعتلي الأسد شعاره،
هناك وعبر كفاءتها وسرعة استيعابها للصغائر قبل الكبائر، تسلقت المناصب بسرعة ليتم تعيينها رئيسة للجنة حماية المال العام نظرا لموهبتها المنقطعة النظير في البحث والتحري وإعداد التحقيقات الصحفية،
مباشرة بعد بروزها في الحزب إثر اشتغالها على ملف النفايات الإيطالية، ورصدها للخروقات التي شابته آنذاك.
ولعل الضجة التي أثاراها التقريران الصادران، أخيرا، عن لجنة حماية المال العام التي تترأسها السياسية الشابة، بمختلف وسائل الإعلام
الوطنية والعربية، دليل على كل ما سبق ذكره، لأن التقريرين فتحا الباب على مصراعيه لأول مرة، أمام العديد من التساؤلات حول مصير الأموال الضخمة من الدعم الحكومي، وكذا اللوبيات المستفيدة منه في قطاع المحروقات، مرورا ببعض القرارات الموازية التي اتخذها عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عندما ان وزيرا للاقتصاد والمالية، فور انسحاب حزب الاستقلال من حكومة عبد الإله بنكيران سنة 2013.
لقد حققت المناضلة الشابة في ظرف قياسي ما لم يحققه العديد من دعاة النضال من أجل حماية المال العام،
إذ كسرت إمبراطورية آلِ أخنوش المسيجة بأسوار عالية من المال والسلطة والنفوذ، وبذلك تؤكد ألا شيء مستحيل أمام المرأة المغربية عندما تتسلح بالعزيمة والإرادة.
افتخر بك يا بنت بلادي