سلا: أسرة المقاومة تخلد ذكرى انتفاضة العدوتين
نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الاثنين 29 يناير بمقر الجماعة الحضرية لمدينة سلا، مهرجانا خطابيا بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لانتفاضة ساكنة العدوتين يوم 29 يناير 1944، حيث شارك في تلك التظاهرة الحاشدة ولي العهد انذاك جلالة المعفور له الملك الحسن الثاني بعدما تخطى اسوار القصر الملكي ، لينضم الى المحتجين على ما اقدم عليه المستعمر من تصفية في صفوف رجال الحركة الوطنية المطالبين بالحرية والاستقلال والموقعين على وثيقة 11 يناير من نفس السنة.
وبالمناسبة ، وكما جرت العادة لدى المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير، يتم تكريم بعض المقاومين الذين هم على قيد الحياة، وذوي الحقوق للشهداء ، عرفانا لما اسدوه من تضحيات جسام بالارواح والدماء والغالي والنفيس في سبيل استقلال هذا الوطن، بتوجيهات ملكية سامية ، وفي جميع المناسبات التي تؤرخ لنضال المقاومين والوطنيين وعلى رأسهم المقاوم الاول ، وبطل التحرير جلالة المغفور له الملك محمد الخامس ، مؤازرا فيما بعد بولي عهده ووارث سره ، جلالة الملك الحسن الثاني.
وهذه السنة الحميدة التي يسهر عليها المندوب السامي الدكتور مصطفى الكثيري، ويعممها على جميع مناطق المغرب من طنجة الى الكويرة، ليحتفل رفقة اسر المقاومين واعضاء جيش التحرير مع ابناء الشعب المغربي الوفي لوطنه ولملكه ، من خلال مهرجانات خطابية تستحضر مناقب رجال الحركة الوطنية الابرار، لتلتقط الاجيال الحالية والقادمة معاني بطولات المغاربة للدفاع عن الوحدة الترابية، فارتأى مصطفى الكثيري ان يكون المهرجان الخطابي ليوم 29 يناير ـ أي امس ـ بسلا، لاعتبارات تاريخية ولرموزها الذين ابلو البلاء الحسن، منهم من وقع على وثيقة الاستقلال ، ومنهم من قضى نحبه خدمة للعرش والشعب والوطن.
لكن هذه المناسبة التي احتضنتها قاعة جماعة المدينة ، حضرتها اسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، وثلاثة جمعيات من المجتمع المدني وعلى راسهم جمعية ابي رقراق، وغاب “مول الدار” ومن معه ( !) من منتخبين جماعيين ، وبرلمانيين، ومسؤولين ترابيين، ما عدا رئيس دائرة باب لمريسة، وقائد، حيث تجاهل الجميع نشاط المندوب السامي ، ورمزية المناسبة، وكانها لا تعنيهم في شيء، ما عدا مرافقة الكاتب العام لعمالة سلا للمندوب الى مقبرة سيدي بنعاشر، ومن هناك الى (…)، الشئ الذي احرج الكثيري، حينما وجد نفسه امام معرض للصور الناذرة تؤرخ لمرحلة منفى بطل التحرير المغفور له جلالة الملك محمد الخامس واسرته العلوية الشريفة في مدغشقر، ولم يكن بجانبه الا المقدم ، و”كاتب السطور” ، وبحسرة قال: ” فين هذا الناس ؟ ” الشئ الذي جعلني واياه ، نستعرض تلك الصور الملكية وتاريخها ، وللتريث شيئا ما قبل الولوج الى القاعة بدون “موالين الدار” بدأنا نبحث عن وجوه نعرفها ، لاننا “هرمنا” ولا زلنا نتذكر بعضها ، لكن !.
ولم يتنفس المندوب السامي الصعداء، الا بعد ولوجه القاعة ، التي كانت مملوؤة عن آخرها بابناء الشعب “المقاومين”، والبعض من رجالاتها ، ووجوه وطنية بارزة منها الصديق معنينو، ونور الدين اشماعو، وايضا رئيس جمعية الصور، ورئيس جمعية تعنى باسر المقاومة واعضاء جيش التحرير، حيث القى كلمته بالمناسبة (محتواها في مكان آخر).
وابرز ما ذكر في خطب المتدخلين، هو ما جاء في الكلمة المرتجلة للاعلامي الكبير، والكاتب العام السابق لوزارة الاعلام، الصديق معنينو ، حيث تجنب لغة الخشب وثارت ثائرته من الوضع، على المندوب السامي، لانه كان يريد ان يثور في وجه المسؤولين عن شؤون المدينة، واكد على “ضرورة مراجعة وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تم التوقيع عليها يوم 11 يناير 1944، والتي تحكم فيها حزب الاستقلال الذي استثنى خمسة وطنيين، انضموا الى لائحة 13 يناير، وكان من الاجدر ان تفتح الوثيقة امام جميع المناضلين”، مضيفا بانه “يتعين ان يتم الاحتفال يومين 11 و 13، واذا تعذر ذلك فيجب ان يكون يوم 29 يناير لان هذا اليوم يجمع بين الانتفاضة واللائحتين الموقعتين على المطالبة بالاستقلال” يقول معنينو.
ومن الملاحظات المثيرة، والتي صفق لها الجميع، هي ” ضرورة توفير مقبرة محترمة لشهداء الشعب والمقاومين، الغير منتمين لحزب من الاحزاب، لصيانة كرامتهم ، وهذا الكلام موجه لعمدة المدينة والسيد العامل” مؤكدا على” انه من العار ان لا تتوفر المدينة العريقة في النضال على مقبرة تكون في مستوى سلا وشهدائها على الاقل”.
والسؤال المطروح: هل في علم المسؤولين بان معنينو كان مصمما على فضح المسكوت عنه؟، ام منتخبينا في قرننا هذا لا تعنيهم المناسبة في شئ؟.. الجواب للغيورين على الاوفياء لهذا الوطن والعرش العلوي المجيد.
المصدر: حدتكم