بعد الاستغلال الجنسي للعاملات والصحافيات بوعشرين يغتصب باقي العاملين لديه في أرزاقهم
رضا الأحمدي
مع دخول محاكمته مرحلة المرافعات، بعد أكثر من أربعين جلسة من تماطل دفاعه، انتقل المتهم توفيق بوعشرين المتابع بتهم الاتجار في البشر والاغتصاب والاستغلال الجنسي، إلى لعب ورقة آخرى تكشف أنه فعلا “لا وازع له” كما قال لحبيب حجي محامي الضحايا، وأنه لا يفكر إلا في نفسه، ولا يهمه البتة الآلام والمآسي التي تسبب للضحاياه وسيتسبب فيها للآخرين.
بعد أن استغل عدد من العاملات في مؤسسته أبشع استغلال واعتدى عليهن جنسيا لسنوات، وبعد أن حاول عبثا توريط دول أجنبية في قضيته الجنائية الصرفة، وبعد أن جرب كل المماطلات المختلفة والمتنوعة، هاهو ينتقل إلى مستوى آخر غير مسبوق من الأنانية، وقرر المقامرة بكل العاملين في مؤسساته الإعلامية، الذين كانوا مضطرين للدفاع عنه رغم معرفتهم بأنه متورط في التهم التي يتابع بها.
فهو لم يأبه لمصيرهم ولا مصير أسرهم، وقرر اللعب بورقتهم في محاولة يائسة أخرى للتملص من ورطته القضائية التي قد تكلفه سنوات من السجن النافذ حسب فصول المتابعة.
منذ شهور والعاملون في المؤسسات الإعلامية للمتهم توفيق بوعشرين لا يتلقون أجورهم في الوقت المحدد حسب القانون، وتحملوا بآناة هذا التأخير الذي وصل إلى أسبوعين فيما يخص أجرة شهر غشت الماضي، إذ لم يتلقوا رواتبهم سوى في منتصف شهر شتنبر الماضي.
ولكن المفاجأة الكبيرة كانت في نهاية شهر شتنبر، إذ قامت إدارة المؤسسة، وبتعليمات من المتهم، بخصم 20 في المائة من أجور كل العاملين ( من صحافيين وتقنيين وإداريين) بدون سابق إنذار.
وغير خاف أن الغرض من هذه الخطوة هو محاولة يائسة لتأليب العاملين، والإيحاء بأن الأزمة التي يعيشونها سببها القضاء الذي يحاكم بوعشرين بتهم جنائية صرفة لا علاقة لها بمجال اشتغاله، كما يسعى المتهم عبثا إلى إيهام الرأي العام بأن محاكمته هي التي أدت إلى الوضع الصعب لمؤسساته الإعلامية، والحال أن هذا الرأي العام وحتى العاملين في تلك المؤسسات يدركون جيدا أن هذه “الأزمة المفتعلة” ليست سوى مناورة أخرى من مناورات المتهم اليائسة.
وكما انقلبت كل المناورات السابقة ضده، تسير هذه المناورة كذلك لتنقلب عليه.
فحسب مصادر “سياسي.كوم ” اتجه العاملون إلى التكتل والاتحاد للدفاع عن حقوقهم التي لا تقبل التصرف، وسلك كل المساطر القانونية الكفيلة بالحفاظ على مستحقاتهم ورواتبهم.
وحسب مصادرنا، فالعاملون مستاؤون ويستنكرون بشدة مقامرة المدير بهم وبمصائرهم دون أن يرف له جفن.
وأضاف المصدر ذاته أن العاملين يحسون بأن المتهم انتقل إلى “اغتصابهم في أرزاقهم وأرزاق أبنائهم” بعد أن انتهى من اغتصاب عدد من العاملات والصحفيات مستغلا سلطته الإدارية عليهم، ولم يأبه البتة إلى كون هذه المنابر الإعلامية كانت “تدافع عنه رغم موقفه الضعيف والضعيف جدا في القضية” خاصة بعد ظهور الخبرة العلمية للدرك الملكي التي أكدت صحة الأشرطة التي توثق لاعتداءت توفيق بوعشرين على تلك العاملات والصحافيات، ولممارسته الشاذة.
إن هذه المحاولة الجديدة للمتهم ليست سوى هروب إلى الأمام، وستذهب جفاء ولن تفيد المتهم في شيء، بل فقط ستؤلب عليهم هؤلاء العاملين الذين يحسون وعن حق أنهم يتعرضون فعلا لـ”الاغتصاب” في أرزاقهم.