في تطور خطير يستخف ويستغبي هيئة الحكم….بوعشرين يحاول عبثا إلصاق أفعاله بزوج إحدى الضحايا
رضا الاحمدي
لم يعد لدى متتبعي قضية توفيق بوعشرين المتابع بتهم الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي والاغتصاب، شك في كون محاكمته تحولت فعلا إلى مهزلة بسبب تصرفات أعضاء دفاعه وما يمليه عليهم من خطط تبعث على السخرية.
آخر هذه الخطط التي تفتقت في ذهن المتهم…، تتمثل في محاولة يائسة لاتهام زوج إحدى الضحايا والادعاء ظلما وجبنا أنه من كان يقترف تلك الأفعال الشنيعة والشاذة على مستخدمات بالمؤسسة وعلى صحفيات ونساء أخريات، وأن هذا الشخص هو من يظهر في الفيديوهات القذرة التي كان توفيق بوعشرين يوثق بها أفعاله الدنيئة والشاذة ويبتز بها ضحاياه.
والحال أن الفارق شاسع بين المتهم وبين هذا الشخص الذي يريد عبثا أن يلصق به هذه الممارسات.
فمن حيث الشكل، لا يوجد أدنى وجه للشبه بين المتهم وبين هذا الشخص.
فتوفيق بوعشرين، صاحب أخبار اليوم معروف بسمنته وبكرشه المتدلي، وبلونه الأبيض الفاقع الغريب، بينما الثاني نحيف ولا كرش له ولونه يميل إلى سمرته أبناء هذا الشعب.
كما يختلف الاثنان في الصوت.
فصوت المتهم بوعشرين معروف بنبرته النسوية، بينما صوت الشخص الذي يريد أن يلصق به عبثا تلك التهم البغيضة له صوت رجولي لا تخطئه الأذن.
وهناك فرق آخر مهم بين الاثنين يتمثل في كون الشخص الثاني يعلو على المتهم ثقافة بكثير، وصاحب “أخبار اليوم” يدرك هذا الامر جيدا وطالما لجأ إليه لتصحيح معلوماته وحتى أخطائه اللغوية الفادحة. ويفوقه خصوصا أخلاقا واستقامة، والمتهم يدرك ذلك جيدا، ويعلم جيدا كل الخدمات التي كان هذا الشخص يقدمها لجريدة “أخبار اليوم” طيلة السنين التي اشتغل فيها، وكيف كان يشتغل بجد وبنزاهة ودون حساب.
فكانت مكافأته طبعا هي غدره والاعتداء على عرضه، والآن محاولة اتهامه بأفعال شنيعة وخطيرة لا يأتيها سوى المجرمون العتاة.
وحسب مصادر من محيط الشخص الذي سعى المتهم بوعشرين إلى اتهامه ظلما، فإنه تلقى هذه التطورات المثيرة للسخرية، بمرارة واستياء عارمين، ولكن سرعان ما استعاد حسه العالي بالسخرية وراح يسخر من هذه الحلقة الجديدة من الكذب.
وأضافت المصادر أن الرجل، المعروف بنزاهته واستقامته، بسط أمام أقاربه المسلسل الطويل من الكذب الذي سلكه المتهم بوعشرين منذ اعتقاله: في الأول أنكر وجود أي فيديوهات، ثم قال إنه ليس من يظهر فيها، ثم قال إن إنها مفبركة وأن جهة أخذت ملامحه ووضعه على شخص آخر .. و.. و..و.
فقد كان في كل جلسة يأتي برواية جديدة.
وحاول عبثا إخراج قضيته من طابعه الجنائي الصرف وربطها بعمله كصحافي، وجند لذلك فلولا من أتباعه والطامعين في أمواله، الذين أسسوا “جبهة النصرة لبوعشرين”، التي راحت تنظم الندوات تلوى الأخرى في محاولات يائسة للتأثير على الرأي العام بعد أن تأكد للمتهم ولهؤلاء الأتباع أن القضية محسومة أمام القضاء.
والخطير أن مصادر قريبة من القضية كانت قد كشفت أن المتهم حول يائسا استمالة رجال الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لما حلوا بمكتبه القذر بالدار البيضاء في 23 فبراير الماضي، وأبدى استعداده لدفع كل ما يطلبون مقابل عدم قيامهم بحجز كل الاجهزة التي توثق لأفعاله المقيتة، وهو الأمر الذي أشار إليه بذكاء الوكيل العام خلال مرافعته القانونية الدقيقة الجمعة الماضية.
مايبعث على السخرية المريرة حقا في الكذبة الجديدة المتهم بوعشرين، أنها تأتي بعد يوم أو يومين فقط من تنظيم النقيب الشهير عبد اللطيف بوعشرين، الذي كان ضمن فريق دفاع صاحب أخبار اليوم وشاهد الفيديوهات القذرة كلها، بتنظيم ندوة صحافية مصورة جديدة أقر فيها بلسانه وبصريح العبارة بأن توفيق بوعشرين هو الذي يظهر في الفيديوهات ! فماذا بقي بعد هذا بالله عليكم؟
إن هذا التناقض والتضارب في مواقف محامي المتهم ينم عن شيء واحد فقط: هناك تيه كبير وعجز واضح أمام الأدلة الدامغة على تورط صاحب أخبار اليوم في كل التهم التي يتابع بها.
وتكمن خطورة الخطوة الهوجاء الأخير للدفاع بوعشرين، في كونها:
أولا، تتهم بشكل غبي بريئا لا علاقة له بالأفعال الخطيرة التي اقترفها المتهم في مكتبه القذر، بل هو ضحية لها لأن زوجته بين اللواتي تعرضن للاعتداء على يد بوعشرين.
وهذا فيه ظلم وتهجم إضافي على هذا الشخص الذي يحتفظ لنفسه بحق المطالبة برد الاعتبار.
ثانيا، تستخف كثيرا بل وتستغبي بشكل غير مقبول هيئة الحكم، التي تحلت بصبر كبير وتجلدت لتشاهد كل الأشرطة القذرة، واحدا واحدا، وتبين بشكل كامل من يظهر فيها، وقارنته مع المتهم الماثل أمامها الذي لم يكف عن الاستهانة بسعة صدرها طيلة جلسات المحاكمة، وكان يقلل احترامه لها في الكثير من المناسبات.
وككل المحاولات السابقة، انقلبت بسرعة هذه الخطوة السمجة لدفاع بوعشرين ضد مؤازرهم، لسبب بسيط هو أن الوسط الصحافي المغربي يعرف جيدا المتهم، والشخص الذي يريد أن يلصق به أفعاله، ويدرك البون الشاسع بينهما ثقافة وأخلاقا ونزاهة….