الوزير أمزازي يفشل في تدبير أزمة “الساعة” وحذاري من احتجاجات التلاميذ
يبدو ان وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين الأطر امزازي، لم يعش لحظات تاريخية من تاريخ المغرب الحديث والمعاصرة في خروج التلاميذ في الاحتجاج على سياسات اقصائية وتهميش في حق المدرسة العمومية، والتي يبدو ان الوزير الوافد على الحركة الشعبية لا يعرف فصولها وأقسامها ومداشرها وهو الذي اشتهر باحتجاجاته على مدارس البعثات الفرنسية حيث درس ابناءه بالملايين، تبعث ل”خالتي فرنسا” وليس لابناء هذا الوطن حيث الفقر والبرد القارس والخروج من بيوتهم القصديرية وبعد صلاة الفجر لالتحاق بالمدارس والثانويات..
بالتوقيت الجديد، الذي أربك أسر وأولاء التلاميذ، وحتى الاسرة التعليمية تعيش على سخط كبير وهي التي تحاول جبر الضرر النفسي والاجتماعي على التلاميذ تنفيذا لبلاغات الوزارة العقيمة.
فالعديد من الاتصالات التي تلقتها ” سياسي.كوم” عبرت الأطر التربوية عن عدم قبولها لهذا التوقيت المتدبدب والمتغير حسب كل جهة، وهو توقيث جاء نتيجة الابقاء على ساعة، وفرض في العطلة المدرسية وسينفذ يوم الانين المقبل، في حين خرج بعض التلاميذ يوم الاربعاء للتعبير عن سخطهم من التوقيث، وهو الموقف الذي ردت عليه وزارة امزازي باستخفاف وقالت انها حالات معزولة.
فليس الامر بعزل حالات الاحتجاج والاضرابات، لكن الخطير هو انعكاس الامر على نفسية التلاميذ والاطفال، وفرض عليهم سياسات تربوية مستبدة بتوقيث يرفضه الجميع، خصوصا ان العالم القروي يعيش اكراهات الهدر المدرسي وغياب التنقل والمطاعم……
فهل يعرف الوزير كم هي نسب الهدر المدرسي وان من أسبابها وعورة الالتحاق بالمدارس والاعداديات، وغياب وسائل النقل والداخليات، والمنح، وصعوبة الطرق والمسافات وبعد المدارس خصوصا في فصل الخريف والشتاء والثلوج والبرد…انها معاناة يوميية لا يجب التعامل معها بسياسات من مكاتب مكيفة بمقر وزارة امزازي، بل بالنزول الى المدارس والقرى والمدارش لمعرفة ان المدرسة المغربية تعيش موتا سريريا…
وكتبت النائبة البرلمانية حنان رحاب تدوينة :
اعتقد أن التعامل مع احتجاجات التلاميذ على ” تغيير الساعة” يجب يكون بمنتهى الجدية والمسؤولية..احتجاجات التلاميذ تؤكد أنه لم يحدث التواصل والتوضيح بالشكل اللازم من أجل اقناعهم والعديد من الأسر بالاجراءات والخطوات التي اتخذتها الحكومة…
لا بد من الاستماع إلى التلاميذ والجلوس إليهم واقناعهم بالتي هي أحسن.. ولما لا الأخذ بعدد من مقترحاتهم…
احتجاجات التلاميذ تؤكد مرة أخرى أن هذه الفئة تهتم بالسياسة وتتفاعل مع محيطها..
فالمطلوب ان يتم التعامل مع هذه الحركة عبر آليات الحوار والاقناع بعيدا عن أي مقاربة قد تتسم بالعنف..
وقالت وزارة التربية الوطنية في بلاغ لها:
على إثر ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكذا من خلال بعض المنابر الإعلامية الإلكترونية من معطيات بخصوص توقف الدراسة في بعض المؤسسات التعليمية بسبب التوقيت المدرسي الجديد، فإن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، حرصا منها على توضيح كل ما من شأنه أن يغالط الرأي العام التعليمي والوطني، تؤكد أن الأمر يتعلق فقط بحالات معزولة، التحق فيها التلاميذ والتلميذات بأقسامهم في أغلب الحالات بعد تدخل الفرق التربوية التابعة للمديريات الإقليمية لإعطاء التفسيرات اللازمة بخصوص هذا التوقيت.
والوزارة إذ تقدم هذه التوضيحات، فإنها تشيد بروح المسؤولية والالتزام التي أبانت عنها الأطر التربوية والإدارية من خلال القيام بواجبها المهني النبيل وكذا التعبئة الكبيرة التي قامت بها جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ والشركاء الاجتماعيون وكافة المتدخلين.