محاكمة بوعشرين: محاكمة عادلة لصحافي إستغل “الجنس” لممارسة نزواته و لمراكمة ثروة المال والسلطة والسياسية
مرة أخرى يقدم القضاء المغربي صورة نموذج لاستقلال القضاء المغربي على كل السلط الأخرى ويوضح مدى قدرة المحاكم المغربية على ابراز صورة مشرفة في المحاكمات الكبرى والمثيرة للجدل والتي تعرف تتبع جزئ من الرأي العام الوطني .
وتأتي محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين مدير نشر جريدة اخبار اليوم واليوم 24، لتوضح مرة اخرى ان المحاكمة ورغم طول جلساتها والجدل الذي صاحبها سواء من قبل هيئة دفاع المتهم او المشتكيات، انها محاكمة بسطت كل اشكال الدفوعات والطعون وتقديم الخبرة العلمية، وقيام هيئة المحكمة بالالتزام بكل ما يمليه القانون في هذا الشأن.
واجمع المهتمون ومتتبعو المحاكمة في القول ان محاكمة بوعشرين المتهم الاتجار بالبشر والتحرش الجنسي والاغتصاب…انها محاكمة مرت في أجواء المحاكمة العادلة والسلطة كانت فيها لهيئة الدفاع والحكم…، بعيدا عن التأويلات التي حاول البعض الصاقها بالقضية، وهي قضية جنائية ولا علاقة لها بمهنة بوعشرين الصحفية…
فالأفعال التي وجهت للمتهم دعمت بحجج وأدلة من خلال شكايات الضحايا والفيديوهات الشاهدة على ممارسة بوعشرين لنزواته الجنسية بمكتبه بالدار البيضاء حيث مقر جريدته.
بوعشرين : صحافي بلابوس مجرم
توبع الصحافي مدير نشر يومية اخبار اليوم والموقع الالكتروني 24، بتهم ثقيلة جدا، واعتقل بناءا على شكايات لضحايا من بينهن عاملات لديه في شركته وفي جريدته وهي شكايات قالت ان بوعشرين مارس عليهن أبشع استغلال جنسي وتحرش وهن تحت سيطرته باعتباره “باطرون” يوظف وينقل ويمنح تعويضات وأشياء اخرى لمن تريد ان تقدم له عرض جنسي وليس مادة اعلامية لنشرها على جريدته، بل حول “كنبته” للقاء فتيات شاءت الصدف ان يقعن في شباك شخص مريض نفسي ويعيش بإضرابات جنسية، كما اكد ذلك تصريحات العديد من المحامين ..
وكان بوعشرين وجه اعلامي وصحفي، يكتب افتتاحيات ويوجه مدفعيته بقلمه الصغير في كل ألاتجاهات وتحول من صحفي صغير جاء الى العاصمة الرباط قادما من مكناس ليكمل دراسته العليا، ليجد نفسه في حضن مهنة شريفة، لكن طغيان الغرور والجبروت والإحساس بالنفس والكبرياء..حول شخص بوعشرين من شاب قادم يطمح لاستكمال دراسته لغور السلطة الرابعة واستغل جوانب منها للتقرب لشخصيات ومعانقة شيء من النجومية لينتقل الصحفي البسيط المغرور من يوميات ورقية الى صاحب مؤسسة اعلامية جمع ما لم يجمع، واستغل الربيع العربي ليرتمي بين احضان عشاق الهدم والثورة والانقلاب متجولا بين دول لها اجندات محددة في دعم ما سمي بالربيع العربي، ليوقع على شيك من بياض لإطلاق أنبوب المال في الصحافة ويعانق الاسلاميين في الحكم، وهذا ما ظهر في مبايعته لعبد الاله بنكيران في رئاسته الحكومة ومدحه ودافع عنه بكل قوة، ولم يدافع عن طبقات الشعب المغربي المقهور والسياسات الاجتماعية التي ساهمت فيها حكومة بن كيران في ضرب القدرة الشرائية وارتفاع البطالة وبيع مؤسسات الدولة وقضية المقاصة…ليتحول بوعشرين الى بوقا لابنكيران رغم ان المرحلة البنكرانية انتهت..
ونحن نستحضر هذه المعطيات لنبين مدى أصولية وانتهازية بوعشرين الذي حكم عليه ب 12 سنة سجنا، في كون اصبح يمارس براغماتية وجبروته بكل الطرق، وحتى انه استغل فتيات بريئات على كنبته، واستغل زوجة صديقه ابشع استغلال وهي حامل.
محاكمة بوعشرين: الجنس اقوى من السياسة
ملف بوعشرين، قضية جنائية صرفة ولا علاقة لها بما يكتب وما يدعيه، بل لها علاقة بممارسات إجرامية يعاقب عليها القانون، وكون الرجل صحافي ومعروف وله علاقات مع علية القوم، فهذا ليس ظرف تخفيف بل ظرف تشديد.
فمن يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية عليه أن يكون نموذجا لما يدعيه وليس العكس.
فهذه من الكبائر، والعلي القدير يقول في كتابه العزيز “كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”.
كما كشفت محاكمة بوعشرين مدى غرابة المشهد السياسي المغربي خصوصا من قبل بعض انصار حزب العدالة والتنمية والعدل والاحسان ، في دفاعه عن بوعشرين الذي توبع في قضايا جنائية وليس صحفية، ومارس جرائم بقلمه الجسدي وليس بقلمه في الكتابة.
وهذا ما ظهر في دفاع المستشار البرلماني القيادي في حزب العدالة والتنمية حامي الدين على بوعشرين وهو الذي متابع في قضية جريمة قتل اليساري ايت الجيد بنعيسى وما زالت قضيته معروضة الى اليوم من قبل محكمة فاس.
ولم يجد عبد العالي حامي الدين من قول عند النطق بالحكم وهو بالمحكمة سوى مجانبة الحقيقة والقول ان بوعشرين برئي بشهادة المغاربة والعالم؟ اليس هذا عبث صادر عن سياسي ينتظر منه احترام المؤسسة القضائية ؟
كما كشفت محاكمة بوعشرين مدى دفاع الاسلاميين في حركتهم العدل والإحسان الاصولية وأتباع العدالة والتنمية عن جرائم جنسية وليس دفاع عن ضحايا من بنات الشعب المغربي تعرضوا لأبشع صور الاستغلال الجنسي.
كما ان محاكمة بوعشرين أوضحت انها كنا أمام قضية جريمة وليس قضية سياسية كما حاول المتهم قول ذلك او عبر احد محاميه.
محاكمة بوعشرين: استقلال السلطة القضائية في خدمة الحقيقة ونصرة العدالة
محاكمة بوعشرين هي محاكمة عادية مثل العشرات او المآات من القضايا المعروضة امام المحاكم المغربية يوميا ويتابع فيها متهمون لارتكابهم جرائم يعاقب عليها القانون، لكنها لا تسلط عليها عدسات الكاميرات..
لكن، في حالة بوعشرين وباعتباره صحافي وليس بمواطن عادين تجمهر حول محاكمته كاميرات المواقع وكتبت عنها صحف وطنية ودولية، في محاولة ابراز اننا امام قضية كبرى لصحافي مشهور، في حين ومع مسايرة 80 جلسة من جلسات المحاكمة واثبات الادلة والاشرطة داب الجليد وأصبحنا امام قضية تعرض على محكمة الدار البيضاء لشخص ارتكب جرائم وتم اصدار الحكم، وتوضح بكل قوة مدى استقلالية السلطة القضائية عن السلطة الحكومية ووزارة العدل، وهذا هو عنوان توفير المحاكمة عادلة توفر في ضمانات المحاكمة العادلة بتوفير كل الاجراءات والمعدات لهيئة الدفاع والمتتبعين والضحايا.
فبوعشرين، هو الذي استغل ضحاياه وقادهن إلى الكنبة وهو لم يرحم لا الحامل ولا العذراء ولا زوجة الموظف بنفس اليومية؟
كل هذه الطرق الملتوية والأكاذيب والحقائق الباطلة واستغلال المأساة الإنسانية لقضية جمال خاشقجي من أجل إطلاق سراح بوعشرين، ولتشرب ضحاياه من ماء البحر، والابتعاد عن جوهر القضية وتأويلها سياسيا واعلاميا..
المقارنة بين “اعتقال” بوعشرين ومقتل خاشقجي بسبب “مؤامرة” سعودية هو تحقير لذكاء العقل المغربي، واستبلاد نضج المغاربة بإبراز أن قضاة المغرب مجرد أعوان ملحقين بمؤسسة”الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” السعودية.
كما أن المقارنة تسفيه لشكايات ضحايا مغربيات باحثات عن العدالة لإنصافهن من الاستغلال الذي تعرضن له.
ليس لأن بوعشرين هو ناشر يومية “أخبار اليوم”، ومن ثم يضعه كاتب المقال في صورة “ملاك”، ويكتب عن “طهرانية” متهم بقضايا جنسية وأخلاقية ثقيلة بتزوير الحقائق وتلفيق التهم ونشر الأكاذيب.
فشتان بين جمال خاشقجي الذي “اغتيل” بناء على مواقف سياسية ضد سلطة بلاده، وبين توفيق بوعشرين الذي “اعتقل” من مقر جريدته ومن فوق كنبة كان يوظفها لغزواته الجنسية.
كلاهما صحافيان، لكن حاشا أن نقول إن بوعشرين معتقل “رأي” وبقانون الصحافة، بل بتهم الفساد الأخلاقي و بتهم الاتجار بالبشر، وهذا هو الفرق!!
لم يعد لدى متتبعي قضية توفيق بوعشرين المتابع بتهم الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي والاغتصاب، شك في كون محاكمته تحولت فعلا إلى مهزلة بسبب تصرفات أعضاء دفاعه وما يمليه عليهم من خطط تبعث على السخرية.
من هذه الخطط التي تفتقت في ذهن المتهم…، تتمثل في محاولة يائسة لاتهام زوج إحدى الضحايا والادعاء ظلما وجبنا أنه من كان يقترف تلك الأفعال الشنيعة والشاذة على مستخدمات بالمؤسسة وعلى صحفيات ونساء أخريات، وأن هذا الشخص هو من يظهر في الفيديوهات القذرة التي كان توفيق بوعشرين يوثق بها أفعاله الدنيئة والشاذة ويبتز بها ضحاياه.
والحال أن الفارق شاسع بين المتهم وبين هذا الشخص الذي يريد عبثا أن يلصق به هذه الممارسات.
فمن حيث الشكل، لا يوجد أدنى وجه للشبه بين المتهم وبين هذا الشخص.
فتوفيق بوعشرين، صاحب أخبار اليوم معروف بسمنته وبكرشه المتدلي، وبلونه الأبيض الفاقع الغريب، بينما الثاني نحيف ولا كرش له ولونه يميل إلى سمرته أبناء هذا الشعب.
كما يختلف الاثنان في الصوت.
فصوت المتهم بوعشرين معروف بنبرته النسوية، بينما صوت الشخص الذي يريد أن يلصق به عبثا تلك التهم البغيضة له صوت رجولي لا تخطئه الأذن.
وهناك فرق آخر مهم بين الاثنين يتمثل في كون الشخص الثاني يعلو على المتهم ثقافة بكثير، وصاحب “أخبار اليوم” يدرك هذا الامر جيدا وطالما لجأ إليه لتصحيح معلوماته وحتى أخطائه اللغوية الفادحة. ويفوقه خصوصا أخلاقا واستقامة، والمتهم يدرك ذلك جيدا، ويعلم جيدا كل الخدمات التي كان هذا الشخص يقدمها لجريدة “أخبار اليوم” طيلة السنين التي اشتغل فيها، وكيف كان يشتغل بجد وبنزاهة ودون حساب.
فكانت مكافأته طبعا هي غدره والاعتداء على عرضه، والآن محاولة اتهامه بأفعال شنيعة وخطيرة لا يأتيها سوى المجرمون العتاة.
وحسب مصادر من محيط الشخص الذي سعى المتهم بوعشرين إلى اتهامه ظلما، فإنه تلقى هذه التطورات المثيرة للسخرية، بمرارة واستياء عارمين، ولكن سرعان ما استعاد حسه العالي بالسخرية وراح يسخر من هذه الحلقة الجديدة من الكذب.
وأضافت المصادر أن الرجل، المعروف بنزاهته واستقامته، بسط أمام أقاربه المسلسل الطويل من الكذب الذي سلكه المتهم بوعشرين منذ اعتقاله: في الأول أنكر وجود أي فيديوهات، ثم قال إنه ليس من يظهر فيها، ثم قال إن إنها مفبركة وأن جهة أخذت ملامحه ووضعه على شخص آخر .. و.. و..و.
فقد كان في كل جلسة يأتي برواية جديدة.
وحاول عبثا إخراج قضيته من طابعه الجنائي الصرف وربطها بعمله كصحافي، وجند لذلك فلولا من أتباعه والطامعين في أمواله، الذين أسسوا “جبهة النصرة لبوعشرين”، التي راحت تنظم الندوات تلوى الأخرى في محاولات يائسة للتأثير على الرأي العام بعد أن تأكد للمتهم ولهؤلاء الأتباع أن القضية محسومة أمام القضاء.
والخطير أن مصادر قريبة من القضية كانت قد كشفت أن المتهم حول يائسا استمالة رجال الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لما حلوا بمكتبه القذر بالدار البيضاء في 23 فبراير الماضي، وأبدى استعداده لدفع كل ما يطلبون مقابل عدم قيامهم بحجز كل الاجهزة التي توثق لأفعاله المقيتة، وهو الأمر الذي أشار إليه بذكاء الوكيل العام خلال مرافعته القانونية الدقيقة الجمعة الماضية.
مايبعث على السخرية المريرة حقا في الكذبة الجديدة المتهم بوعشرين، أنها تأتي بعد يوم أو يومين فقط من تنظيم النقيب الشهير عبد اللطيف بوعشرين، الذي كان ضمن فريق دفاع صاحب أخبار اليوم وشاهد الفيديوهات القذرة كلها، بتنظيم ندوة صحافية مصورة جديدة أقر فيها بلسانه وبصريح العبارة بأن توفيق بوعشرين هو الذي يظهر في الفيديوهات ! فماذا بقي بعد هذا بالله عليكم؟
إن هذا التناقض والتضارب في مواقف محامي المتهم ينم عن شيء واحد فقط: هناك تيه كبير وعجز واضح أمام الأدلة الدامغة على تورط صاحب أخبار اليوم في كل التهم التي يتابع بها.
وتكمن خطورة الخطوة الهوجاء الأخير للدفاع بوعشرين، في كونها:
أولا، تتهم بشكل غبي بريئا لا علاقة له بالأفعال الخطيرة التي اقترفها المتهم في مكتبه القذر، بل هو ضحية لها لأن زوجته بين اللواتي تعرضن للاعتداء على يد بوعشرين.
وهذا فيه ظلم وتهجم إضافي على هذا الشخص الذي يحتفظ لنفسه بحق المطالبة برد الاعتبار.
ثانيا، تستخف كثيرا بل وتستغبي بشكل غير مقبول هيئة الحكم، التي تحلت بصبر كبير وتجلدت لتشاهد كل الأشرطة القذرة، واحدا واحدا، وتبين بشكل كامل من يظهر فيها، وقارنته مع المتهم الماثل أمامها الذي لم يكف عن الاستهانة بسعة صدرها طيلة جلسات المحاكمة، وكان يقلل احترامه لها في الكثير من المناسبات.
وككل المحاولات السابقة، انقلبت بسرعة هذه الخطوة السمجة لدفاع بوعشرين ضد مؤازرهم، لسبب بسيط هو أن الوسط الصحافي المغربي يعرف جيدا المتهم، والشخص الذي يريد أن يلصق به أفعاله، ويدرك البون الشاسع بينهما ثقافة وأخلاقا ونزاهة….
انتهت اذن فصول مسلسل طويل من محاكمة جنسية لصحافي استغل مهنته الشريفة في لممارسة نزواته المرضية على ضحاياه بشكل بشع….