خريبكة تحتضن فعاليات الدورة 21 لمهرجان السينما الإفريقية
خريبكة/المغرب : سعيد العيدي
تحتضن مدينة خريبكة المغربية والعاصمة العالمية للفوسفاط فعاليات الدورة الواحدة والعشرون لمهرجان السينما الإفريقية والتي ستنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في الفترة الممتدة مابين 15 و 22 دجنبر 2018. هاته الدورة التي التي ستكرم السينما الأنغولية باعتبارها دولة شرف الدورة سيعرض خلالها خمسة عشر شريطا مشاركا للأشرطة الروائية المطولة من أجل نيل الجوائز المخصصة للمهرجان وعلى رأسها الجائزة الكبرى للمهرجان وهي جائزة ” عثمان صامبين ” ( 1927- 2007)، وجائزة لجنة التحكيم التي تحمل هذه السنة اسم الناقد السينمائي المصري “سمير فريد” ( 1943-2017)، وجائزة الاخراج التي تحمل لأول مرة اسم السينمائي البوركينابي “ادريسا ويدراغو” (1954 – 2018 ) بالإضافة الى جائزة أحسن دور رجالي التي تحمل اسم السينمائي المغربي المرحوم “محمد البسطاوي” ( 1954-2014) والجائزة الثقافية الموازية “دونكيشوط – سينيفليا” الخاصة بالأندية السينمائية المغربية، وجوائز أخرى يخصصها المهرجان كل دورة. وهذه الأشرطة تمثل 13 دولة إفريقية وهي: تونس، الجزائر، الكاميرون، إفريقيا الجنوبية، البنين، رواندا، كينيا، زامبيا، مالي، ساحل العاج، تنزانيا، غانا والكونكو برازافيل.
و المسابقة الرسمية تشمل الأشرطة التالية : “تقاطع الطرق- ت” لأميل شيفيجي من تنزانيا، وشريط “السعداء” لصافية بن جبار من الجزائر، وشريط ” نانغاما” لارنتيس دو بونالي من ساحل العاج، وشريط “سفر المنسيين” لسينامي بيتهوكبي من البنين، وشريط ” رأفة الغابة” لجويل كاريكيزي من رواندا، وشريط “صوبا مودو” لأوكاريون وانينا من كينيا، وشريط “الحصادات” لايتان كالوس من إفريقيا الجنوبية، وشريط ” فتوى” لمحمد بن محمود من تونس، وشريط “كتيكيتي” للمخرج بيتر سدوفيا من غانا، وشريط “روبيل بيلغريم” للمخرجين صامبا بول و شينيبوه كوسون من الكاميرون، وشريط “لست ساحرة” لرينغانو نيوني من زامبيا، وشريط “كوساو / العاصفة رملية” لإبراهيما توري من مالي، وشريط الونك / انتصار لايزيبيت مابيالا من الكونكو برازافيل، وشريط ” مباركة ” لمحمد زين الدين، وشريط “انديكو/ طفل النجوم” لسلمى بركاش من المغرب.
هذا وتستضيف الدورة 21 للسينما الإفريقية السينما الأنغولية كضيفة شرف وستعرض أربعة أفلام خارج المسابقة ويتعلق الأمر بفلم “هذا الأمور على أحسن مايرام” إخراج بوكاس باسكول، وفيلم “بطل” من إخراج زيزي غامبوا، وفيلم “أنغولا سنة الصفر”، من إخرج إيفر ميراندا.
و تتكون لجنة تحكيم المسابقة الكبرى الرسمية للمهرجان التي يرأسها السينمائي الكونغولي بالوفو باكوبا كاليندا، الذي ولد سنة 1957 في كينشاسا، وهو خريج جامعة بروكسيل تخصص علم الاجتماع والتاريخ والفلسفة، درس السينما بفرنسا تخصص الإخراج وبالولايات المتحدة الامريكية وقام بإخراج اول شريط سينمائي سنة 1991 عشر آلاف سنة من السينما، وخلال الفترة الممتدة مابين 1991 و 2001 كان عضو لجنة دعم الأشرطة السينمائية القصيرة بالمركز الوطني للسينما بفرنسا وهو عضو مؤسس لجمعية السينمائيين والمنتجين الأفارقة وتضم عضوية لجنة التحكيم كل من السينمائية البوركينابية ابولينا طراوري، والمشخصة المغربية بنشهيدة نفيسة، و عمر صال سينمائي من السنغال، والسينمائي الانغولي زيزي كامب، والصحافية المغربية ياسمين بلماحي.
أما بالنسبة للجنة تحكيم جائزة سينيفيليا “دون كيشوط” التي تمنحها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب فتترأسها الأستاذة فاطمة الفوراتي من جمعية النادي السينمائي بخريبكة، والسينمائي احمد الكوال عن نادي التواصل السينمائي ببرشيد، والسينمائي ادريس ليعقوبي من النادي السينمائي بالقنيطرة.
وخلال الدورة الواحدة والعشرون لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سيتم تكريم وجهان سينمائيان من المغرب: السينمائي محمد خيي والمخرجة البوركينابية ميمونة انداي.
وقد جاء اختيارهما لموقعيهما ضمن الانتاجات السينمائية والمسرحية بالقارة الافريقية، وتعد المكرمة الأولى ميمونة انداي التي تنحدر من أصول بوركينابية والتي لدت بباريس سنة 1977 وعاشت متنقلة بعدد من الدول الافريقية بما فيها بلدها الاصلي بوركينا فاسو بالإضافة إلى السنغال و الكونغو وساحل العاج البلد الذي كانت فيه انطلاقتها الاولى في مجال المسرح مع فرقة ” يماكو “.
وقد حققت حدوتها بعد أداء دور محامية في شريط ” عين الإعصار ” للمخرج البوركينابي سيكو طراوري سنة 2014، والذي حصلت به على أحسن دور نسائي في كل من مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة (الدورة 18/2013)، وأيام قرطاج السينمائي بتونس، ومهرجان واكدوكو للسينما ببوركينا فاسو بنفس السنة، الأمر الذي كان حافزا قويا لها للمضي نحو عالم الفن السابع فكرمت بعدد من المناسبات السينمائية، كما انها دخلت لمجال الاخراج السينمائي فأنجزت عدد من الاشرطة الوثائقية القصيرة. وبالدورة 19 / 2016 كانت ضمن لجنة تحكيم الجائزة الكبرى لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة والتي ترأسها الفيلسوف الفرنسي ادغار موران.
وكانت شخصية الدورة 20 / 2017 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة التي خلد فيها المهرجان ذكراه الاربعون.
ومن فيلموغرافيتها كمشخصة: نجد: 1987- الباكلوريا او الزواج، 1988- أطفال الرب، 1999- مطاردة الفراشات، 1997- يوم لميكبان، 2005- تحرك، 2008- حديقة الخريف، 2015- امرأة مختلفة.
أما من فيلموغرافيتها كمخرجة: نذكر: تكلم معهم، الأحجار الثلاثة، المدن الشجاعة، شذرات مدن الحياة و حضر التجول.
وفي ما يخص المكرم الثاني السينمائي محمد خويي الذي هو من مواليد مدينة قلعة السراغنة سنة 1960، ويعيش حاليا بالرباط منذ سنة 1969. يقول: ” بداية مساري الفني كانت من التعليم الثانوي في الأنشطة الموازية بعدما كنا نشاهد أعمالا تلفزيونية مغربية آنذاك وأعمالا عربية أيضا من هنا بدأ الإحساس يغمر نفسي، تقارباً بيني وبين الميدان الفني، و بدأت المشاركة بالمسرح بدار الشباب إلى سنة 1973، .. ” المرحلة الثاني من مشواره الفني كان بقسم الثقافة المسرحية بمسرح محمد الخامس مع فرقة عباس إبراهيم، وبعدها ب «محترف المسرحي الى جانب عدد من الوجوه الفنية في عالم التشخيص التي حققت لنفسها موقعا بالعائلة الفنية المغربية. ودخل الى “موطن التشخيص أمام الكاميرات”.
ومن بين اعماله في المسرح: حياة الوحل، الفرقة، الطاحونة، ديما جيران، الصعود إلى المنحدر الرمادي…
ومن بين الأعمال التي شارك فيها امام الكاميرات: نذكر 1991 – حب في الدار البيضاء لعبد القادر لقطع، 2003 – ثمن الرحيل لمحمد الشريف الطريبق، 2003 – جوهرة بنت الحبس لسعد الشريبي، 2005 – الطريق الصحيح لعبد الكريم الدرقاوي، 2002- ولد الحمرية ( مسلسل ) لعادل الفاضلي، 2009 – حياة قصيرة لعادل الفاضلي، 2010- سميرة في الضيعة للطيف لحلو ( جائزة أحسن دور رجالي بالمهرجان الوطني للسينما )، 2011 -عين النسا لرادو ميهايلينو، 2011 – اليد اليسرى لفاضل شويكة، الذي نال عنه جائزة أفضل ممثل في مهرجان الفيلم المغاربي بمدينة وجدة، 2012– اندورما .. من دم وفحم عزا لعرب العلوي، 2014- زينب زهرة اغمات لفريدة بورقية، 2014 – فداء لإدريس شويكة، 2014 – كل ما يريده الرجال لنور الدين دكنة ( تلفزي)، 2015- الشعيبية ليوسف بريطل، 2016- المسيرة الخضراء ليوسف بريطل، كما كانت له أدوار في العديد من الأفلام ألأجنبية منها دوره في فيلم علي بابا والأربعين لصا لبيير أكنين…
وفي إطار البرنامج العام للمهرجان وفي كل دورة تبرمج إدارة المهرجان مجموعة من الورشات التكوينية التي يستفيد منها الشباب والمهتمين في عالم السينما يتم تأطيرها من طرف كفاءات مغربية مختلفة، ويؤطر ورشات هذه السنة في إدارة التصوير، المونتاج، التوضيب الرقمي، كتابة السيناريو، والتحليل الفيلمي … كل من السادة: محمد حافظي، مجيد السداتي، ضمير ياقوتي، فاضل شويكة، نجود جداد و زينب الهردوز.
وستشهد الدورة 21 للمهرجان السينمائي الإفريقي بخريبكة تنظيم مائدة مستديرة حول ” النقد السينمائي في زمن شبكات التواصل الاجتماعي ” والتي يتنظم بالخزانة الوسائطية يوم الأحد 16 دجنبر 2018 بمشاركة الناقد السينمائي والصحفي الفرنسي ” سيرج توبيانا”، والناقد السينمائي والصحافي السينغالي “بابا ديوب”، والأستاذ والناقد السينمائي المغربي “بوبكر حيحي”.
ويعتبر مهرجان السينما الافريقية بخريبكة، من اقدم المهرجانات السينمائية بالمغرب، ويعود تاريخ اول دورة له سنة 1977 ويعتبر ثالث مهرجان للسينما الافريقية قاريا، حيث يعتبر من طرف كافة المشتغلين وصناع السينما بالقارة مناسبة للقاء والتواصل والتداول في قضايا السينما الافريقية ومستجداتها قطريا وقاريا ودوليا. وقد يعتبر مهرجان خريبكة اهم محطة سينمائية أعطت الانطلاقة لعدد من الأسماء السينمائية في مجالات ومهن سينمائية على مستوى الإخراج، والتصوير والنقد، وأداة ثقافية لتنشيط الحقل السينمائي والثقافي بالمدينة.