هكذا ساهمت الأجهزة الأمنية والإستخبارتية المغربية في نجاح زيارة البابا للرباط
“هكذا ساهمت الأجهزة الأمنية والإستخبارتية المغربية في نجاح زيارة البابا للرباط”
زيارة البابا فرنسيس: رجال الحموشي كانو في الموعد …و حدث سلط الضوء على قيم التعايش الذي يزخر بها المغرب
سياسي: الرباط
كانت زيارة بابا الفاتيكان للمغرب محطة وحدث تاريخي، حول أنظار العالم إلى المغرب، بما يتميز به من أرض الانفتاح والاختلاف والتسامح وحوار الأديان وبلد الاستقرار والأمن.
وبزيارة البابا وما واكبها من تغطية إعلامية دولية وحضور تاريخي للبابا وتجوله في شوارع العاصمة الرباط وزيارته لضريح محمد الخامس وخطابه به، ولقاءه الملك محمد السادس والأسرة الملكية ومشاركته حفل ديني بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله….وحضور الآلاف من المتتبعين والمسيحيين والأديان السماوية التوحيدية، يبرز المغرب مرة أخرى مدى قدرته على استيعاب الأحداث الكبرى، وقابليته أن تكون الجوانب التنظيمية في مستوى الحدث العالمي.
وعبرت مختلف وسائل الإعلام الدولية والمراقبين عن مدى إعجابهم بالمغرب أرض الاستقرار والأمن وقبول الأخر، حيث تم تناقل الخبر على نطاق واسع دوليا، وتحولت عدسات الكاميرات الى العاصمة الرباط، عاصمة الأمن والاختلاف والتنوع الثقافي والحضارة…
بزيارة البابا فرنسيس يكون المغرب أعطى صورة للعالم بأكمله عن مدى قوة وكفاءة الأجهزة الأمنية المغربية و قدرتها العالية في حفظ الأمن وحسن ضمان التنظيم والتعبئة لمرور هذه الحدث العالمي في أحسن صورة.
وبالفعل، أجمع المراقبون على الكفاءة العالية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية من فرق السير والجولان وحراسة الوفود ..ورجال ونساء الأمن بولاية أمن الرباط وسلا، ورزانة وسهر عناصر مديرية مراقبة التراب الوطني في حنكتها في تتبع كل صغيرة وكبيرة تتعلق بزيارة البابا وما يواكب الزيارة من إشعاع دولي ووطني.
فلا يمكن أن يمر تنظيم حفل وحدث كبيرين بالمغرب دون الرجوع الى مدى حضور الأجهزة الأمنية المغربية في السهر على سير العملية بكل ما هو مطلوب منها، وهو ما أبانت عنه باستحقاق وتنويه من أعلى سلطة بالبلاد، وهذا تشريف وتشجيع لكل أسرة الأمن الوطني في ما تقوم به من الدفاع عن وحدة الوطن واستقراره ومكافحة كل أشكال الجريمة والإرهاب والخارجون عن القانون..
جاء، البابا للرباط، ورجع للفاتكيان، وقدم المغرب، أجمل صورة معبرة تشكل التنوع الحضاري وقبول الآخر، واحتضان كل الأديان على أرض السلام والأمن والاستقرار والمستقبل.
وقبل البابا، نظم المغرب العشرات من المؤتمرات الدولية والعالمية، واحتضن ملتقيات سياسية وحقوقية وفنية ورياضية وبيئة…بحضور دولي وازن، ومر التنظيم على أحسن صورة، بفضل يقظة الأجهزة الأمنية المغربية وحنكتها الدائمة في السهر على ضمان سير الأحداث على أحسن ما يرام.
كما تسهر الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية على تتبع دقائق الأحداث والمتغيرات ، وظهر ذلك في وقوفها أمام الخلايا النائمة للارهابين، وجنبت المغرب ودول أخرى الخطر الإرهابي العابر للقارات، وهذا راجع كما قلنا لعيون الأمن المغربي المتميز دوليا بخبرتها وتجاربها المتراكمة.
و لا يختلف إثنان أن زيارة البابا فرنسيس للمملكة المغربية كانت لها دلالة كبيرة لروح التعايش و التسامح الذي يزخر به المغرب , و كذلك للأمن و الإستقرار الذي يحضى به البلد, وشاهد زيارة البابا أكتر من المليار و نصف عبر كل القنوات الناقلة للحدث وهو ما يعد إشعاعا للمملكة .
وفي السياق ذاته و بشهادة الحاضرين للحفل لا يستطيع أحد إنكار المجهودات الجبارة التي قامت بها المديرية العامة للأمن الوطني قيادة و أطر و موظفين , من أجل مرور زيارة البابا فرنسيس للمغرب في أحسن الظروف , حيث أبانت على إحترافية و حنكة عاليتين في تنظيم سير الموكب الرسمي للملك محمد السادس و ضيفه قداسة البابا فرنسيس .
حنكة و إحترافية نالت إستحسان ملك البلاد وذلك من خلال رسالة نقلها عبد اللطيف الحموشي , المدير العام للأمن الوطني وجهت لكل المراكز, وجاء فيها : “بهذه المناسبة الكريمة أتشرف بأن أنقل لكم سابغ الرضا والعطف وموصول العناية الملكية، التي تفضل مولانا المنصور بالله دام له العز والتمكين وأنعم بها على موظفي المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تنويها من جلالته الكريمة بالتنظيم الأمني المحكم الذي تميزت به هذه الزيارة، التي شدت أنظار العالم إلى المملكة المغربية كأرض للتعايش والتسامح وكبلد ينعم بالأمن والاستقرار”.
وعبر المدير العام للأمن الوطني عن إعتزازه وفخره بالتنويه الملكي : “وإذ نفتخر جميعا بهذا التنويه الملكي السامي الذي هو أبلغ تشريف للمؤسسة الأمنية، وأيضا أكبر حافز لمزيد من التضحية والتفاني في الإخلاص للعرش العلوي المجيد، والوفاء للعهد الثالث، يصون الأمن وضمان سلامة الأشخاص والممتلكات وتوفير الأجواء الآمنة للتمتع بالحقوق والحريات لرعايا الجناب الشريف أسماه “الله وأعز أمره”” .
هذا و قال الخبير الأمني محمد أكضيض في تصريح خاص لــ”سياسي.كوم” : “بحكم تجربتي في سنوات كمسؤول عن الترتيبات الأمنية حول تأمين الملك في مدينة سلا إلى حدود إختصاص الرباط عبر مدارين مدار داخلي من إقامة جلالته بسلا إلى الرباط أو مدار خارجي عبر الطريق السيار ثم حي الرياض وذلك أثناء مروره العادي ومن خلال تجربتي كذلك أن زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب تعتبر حدث عالمي بإمتياز لشخصية البابا الكونية وهذا ما يعنيه أن إجتماعات ماراطونية من أجل تهيئ الزيارة و الترتيبات الأمنية و الممر الرسمي على أرض الواقع بقيادات مختلفة من مصالح الأمن” .
وأضاف أكضيض “وهذه الزيارة بالخصوص ليست بالسهلة إذا نظرنا من جانبين أولا شخصية البابا فرنسيس كما قلت سابقا العالمية و الكونية و كذلك الحشود الغفيرة التي حجت لإستقبال صاحب الجلالة و أمير المؤمنين و البابا “.
وتابع المتحدث في تصريح ل”سياسي” “أما الترتيب و هذه نقطة رائعة و هي مراكن للحافلات العمومية التي لم تحرج هذه الحشود ولا هذا الكم الهائل من النقل العمومي هذه الترتيبات الأمنية , الأمن بين عن علو كعبه سواء الإستخبارات أو الشباب الذين قاموا بتأمين الممر الذي كان يمر ببطئ الذي مر بسلاسة و إنسياب و كذلك تجاوب عميق مع أمير المؤمنين و ضيفه الكريم .
أما بخصوس رسالة التنويه الملكية التي نقلها المدير العام للأمن الوطني للموظفين و الأطر بالمديرية قال أكضيض “لا يمكن أن نقول أكثر من ما جاء في الرسالة, الترتيبات الأمنية لم تكن بالسهلة و التهييئ للزيارة قبل الإستقبال , حيث كانت ماراطونية و فيها ضغط كبير و ترتيبات تثلج الصدر وتستحق هذا التنويه و هو ما عبر عليه صاحب الجلالة و في رسالة للمدير العام للأمن الوطني “.
وختم الخبير الأمني تصريحه “لقد عاينت كل هذه الترتيبات و شاهدت تقنيات جديدة و حديتة و لا حاجة لذكرها , أمن المغرب بقيادة المدير العام الحموشي، نحن سعداء بهذا التحول في عمل رجال الأمن من شباب هذا الوطن الذي لم يظهر عليهم التعب الذين كانوا واقفين دون تعب ولا كلل و كاناو في الموعد أتناء هذه الزيارة التاريخية عملت كل درجات و كان هناك سيولة و كذلك ذكاء في صناعة ممر رسمي للملك محمد السادس و ضيفه البابا فرنسيس ” .
المجهودات الأمنية المبذولة كانت مركز انتباه محطات إعلامية دولية , حيث نقلت وكالة سبوتنيك الروسية تدخلات رجال الحموشي لمرور زيارة البابا في ظروف جيدة .
ووفقا لمصادر “سياسي.كوم” بولاية أمن سلا فإن الأخيرة جندت رجالها و معداتها لمرور الزيارة في أحسن الظروف حيث أن بوليس سلا كانوا في الموعد بتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني لترتيب زيارة الباب و تأمين الممرات .
هذا من جهة و من جهة أخرى قال فادي وهو إسم مستعار لشخص مسيحي مقيم بمدينة الرباط في حديثه لــ”سياسي.كوم” : “نحن مسرورون لهذه الزيارة قداسة البابا فرنسيس رفقة جلالة الملك و لا يمكننا إلا أن نرحب به في بلدنا المغرب و زيارته هي إشارة واضحة أن بلدنا يقبل كل الأديان و كل المعتقدات و الملك محمد السادس هو ملك كل المغاربة بإختلاف أديانهم “.
و تابع المتحدث كلامه :”حضرت للقاء مع البابا فرنسيس و كنت ضمن الحاضرين لإستقبال جلالة الملك و قداسة البابا فرنسيس وكانت المرة الأولى التي أشاهد هكذا , و أعجبت بالمغاربة و الحشد الذي أتى لإستقباله” .
أما بخصوص التنسيق الأمني الذي سبق إستقبال البابا و أثناء إستقباله رفقة الملك محمد السادس فقال فادي المسيحي:”كان تنسيق محكم عاينت الترتيبات أثناء زيارتي و المغرب و كان و سيبقى بلد الأمن و الإستقرار تحت القيادة الرشيدة للجلالة الملك محمد السادس الذي كان دوما رمزا لأمير المؤمنين بكل الأديان و المعتقدات ” .
وفي ذات السياق قالت دنييلا حروب ممثلة راهبات جمهورية لبنان عن البابا فرنسيس للمغرب : “أحيي الملك محمد السادس و الشعب المغربي على حفاوة الإستقبال و هذا يظهر أن الإسلام و المسيحية يجمعهم الإيمان و أن هناك وحدة الإيمان” .
وتابعت المتحدثة ” إنشاء الله الأمن و الاستقرار يعم على البلاد و ينتقل للبنان , و الذي يحب المغرب يحب ملكه و شعبه و مصالحه الأمنية ” .
ودائما حول زيارة البابا فرنسيس للمغرب رحب مسؤولون سياسيون حضروا لقاء الملك محمد السادس بالبابا فرنسيس بصومعة حسان بالرباط و قال الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر :هذه هي الزيارة الثانية لبابا فرنسيس للمغرب , وأنا من المتتبعين لتصريحاته وأعجبني كثيرا تصريحه حول التطرف عندما قال أن المتطرف يعيش إزدواجية , ولا يمكنه أن يبرز تطرفه” .
وتابع المتحدث “وهذا يؤكد أننا بلد التسامح وبلد الوسطية و نحن نقدم اليوم نموذجا لبلد متعايش يقبل كل الأديان و المعتقدات ولا سيعنا إلا أن نقول لضيف جلالة الملك مرحبا مرحبا مرحبا ” .”
وزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران قالت كذلك على هامش الزيارة : “سعداء بهذه الزيارة التاريخية التي ترسخ بأن المغرب بلد التسامح و التعايش و المحبة و هذا اليوم هو تاريخي , و سعداء بلقاء قداسة البابا فرنسيس و الملك محمد السادس ” .
أما والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري قال حول زيارة البابا : “هذه زيارة تاريخية و كنت شاهدا على زيارة البابا الثاني و ها أنا اليوم أحضر للبابا فرنسيس مع الملك محمد السادس و هم الذين (الملك و الباب) سيرسخون قيم التعايش و التسامح وأنا أنتظر الدعوات” .
أحمد عصمان قال هو الآخر في تصريح على خلفية زيارة البابا فرنسيس : “هذه الزيارة تاريخية و تذكرنا بلقاء ات البابا مع الراحل الحسن الثاني والذي يستمر فيها الملك محمد السادس ” .
ويذكر أن كل القنوات الدولية سلطت الضوء على زيارة البابا فرنسيس للمغرب بدعوة من الملك محمد السادس و ذلك في إطار تعزيز قيم التعايش و التسامح الذي يحضى بها المغرب, و وصلت نسبة المشاهدة فقط في القنوات لأكثر من مليار و النصف وهو ما يعد إشعاعا للبلاد , و سلطت الضوء المحطات الإعلامية للتنسيق الأمني المحكم الذي رافق الزيارة و التي مرة في أحسن الظروف .