رئيس مجلس النواب يتباحث مع نظيره رئيس مجلس الدوما لفيدرالية روسيا الاتحادية
على هامش مشاركته على رأس وفد برلماني هام من مجلس النواب في أشغال الدورة الثانية للمنتدى البرلماني “تطوير الممارسة البرلمانية” الذي تحتضنه العاصمة الروسية موسكو ايّام 1و2 و3 يوليوز الجاري، تباحث الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب رفقة الوفد المرافق له، وبحضور لشهب عبد القادر سفير صاحب الجلالة بموسكو، مع نظيره Viatcheslav ViktorovitchVolodineرئيس مجلس الدوما لدولة فيدرالية روسية الاتحادية يوم الاثنين فاتح يوليوز 2019.
في بداية اللقاء هنأ المالكي نظيره الروسي بنجاح الجلسة الافتتاحية للمنتدى وطبيعة الحضور الوازن الذي يمثل عدة برلمانات دولية، كما أثنى على مداخلة رئيس مجلس الدوما خلال هذه الجلسة معربا عن اتفاقه التام مع كل الاقتراحات والمبادرات التي عبر عنها من أجل تطوير الممارسة البرلمانية خدمة لقضايا الشعوب.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، نوه رئيس مجلس النواب بالمستوى المتميز الذي يطبع علاقة المملكة المغربية وفيدرالية دولة روسيا الاتحادية في العديد من المجالات، مشيرا إلى أن جلالة الملك حفظه الله حريص على توطيد هذه العلاقة وتنويع مجالاتها خدمة لمصالح البلدين، وهو ما عكسته الزيارتان التي قام بهما جلالته لروسيا سنة 2002 و2016، والتي عرفت توقيع مجموعة من الاتفاقيات في مجلات متعددة، وعلى رأسها التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين البلدين، هذا بالإضافة الى الزيارات المتبادلة بين حكومتي البلدين.
وأكد المالكي أن المغرب يستحضر زخم التاريخ المشترك بين البلدين، ويعتبر روسيا الاتحادية شريكا استراتيجيا موثوقا، “لذلك وجب العمل سويا من اجل تقوية المبادلات والشراكات بين الطرفين خاصة في مجال محاربة الاٍرهاب، والمغرب أصبح من الدول التي راكمت تجربة هامة جعلته ينفتح على مجموعة من الدول الصديقة ويعمل على تكامل الاستراتيجيات الاستباقية للتدخل وتبادل المعلومات في اتجاه القضاء على هذه الافة الاجرامية”.
واستعرض المالكي مجالات واعدة للتعاون بين البلدين، وأوضح أن المغرب يعتبر مجال الطاقات النظيفة من الأساسيات الذي يرتكز عليها في مخططاته التنموية المستقبلية ويجعلها من الاولويات،إلى جانبمجال التبادل التجاري والاقتصادي والطاقيوقطاع الفلاحة والصيد البحري، هذا بالإضافة الى مجال التكنولوجيا والبحث العلمي.وشددعلى ان هذه المجالات متاحة وتتميز بإمكانات هائلة وجب استثمارها من الجانبين، “سيما وان المغرب بعد رجوعه الى حظيرة الاتحاد الافريقي ما فتئ يقوم بمجهودات متنوعة ومتعددة من أجل رفاه شعوب القارة وتثبيت دعائم السلم والسلام والتنمية المستدامة، والشراكة جنوب-جنوب من أولويات واهتمامات جلالة الملك، وروسيا بدورها مهتمة بإفريقيا،مما يفتح مجال الشراكة والتعاون الثلاثي مع الأخذ بعين الاعتبار للموقع الجغرافي المتميز للمملكة”.
وفِي الجانب السياسي أعرب المالكي عن التقدير للموقف الحكيم لروسيا فيمل يخص قضية الوحدة الترابية للمملكة، وأضاف ان قوة العلاقات التاريخية وامتدادها الى الحاضر فسحت المجال للأصدقاء الروس للاطلاع على الحقائق الثابتة تاريخيا وحاضرا. وبخصوص القضية الفلسطينية وباعتبار مكانتها لدى جلالة الملك رئيس لجنة القدس ولدى الشعب المغربي بصفة عامة، أشاد السيد رئيس مجلس النواب بموقف روسيا واعتبره “موقف التوازن والشرعية الدولية لإنصاف الشعب الفلسطيني”.
وعلى الصعيد البرلماني دعا المالكي الى ترجمة التفاهم السياسي إلى تعاون وثيق بين المؤسستين التشريعيتين عبر تعزيز تبادل التجارب والممارسات الفضلى، ووجه في ذات السياق دعوة لنظيره رئيس مجلس الدوما بروسيا من أجل القيام بزيارة عمل للمغرب ستشكل مناسبة لمواصلة الجهود لتوطيد التعاون بما يخدم مصالح البلدين.
من جانبه رحب Viatcheslav ViktorovitchVolodineبلقاء رئيس مجلس النواب المغربي، واعتبر حضور الوفد المغربي رفيع المستوى باسم المؤسسة التشريعية المغربية للمنتدى البرلماني المنعقد بموسكو إشارة واضحة تدل على عمق وتقدم العلاقات الثنائية بين البلدين، وأكد ان “فيدرالية روسيا الاتحادية تعتبر المملكة المغربية بلدا مهما في منطقة شمال افريقيا وشريكا أساسيا، وقد أبانت المملكة عن مستوى تنموي جيد من خلال مجموعة من الاوراش على مختلف الأصعدة”.
وثمن رئيس مجلس الدوما لدولة فيدرالية روسية الاتحاديةالاقتراحات التي تقدم بها المالكي بهدف تقوية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والطاقية والثقافية والعلمية، واعتبر ان “انفتاح البلدين على بعضهما البعض مفروض اليوم بالنظر لطبيعة العلاقة السياسية القوية بين قائدي البلدين”، ورحب بالمناسبة ” بدعوة السيد رئيس مجلس النواب المغربي لزيارة المملكة المغربية قبل متم السنة الحالية، مؤكدا بدوره ان البرلمان الروسي يرحب دائما بالبرلمانيين المغاربة وبالأطر الإدارية في اطار تبادل التجارب.
كما استقبل الحبيب المالكي من طرف نائب رئيسة مجلس الفيدرالية (مجلس الشيوخ) Ilyias UMAKHANOV، حيث تبادلا التحية والشكر على حسن الاستقبال وعلى زيارة الوفد المغربي،وأعربا عن الرغبة الأكيدة للطرفين لتطوير العلاقات الثنائية إن على المستوى البرلماني والسياسي، او على مستوى التبادلات التجارية والعلاقات الاقتصادية.