هل أخطأت فرنسا في عدم توشيح المدير العام لاستخبارات المغربية اثناء زيارة هولاند للمغرب؟
خص الخبير الأمني المغربي محمد اكضييض موقع” سياسي” بمقال عن زيارة هولاند للمغرب بعنوان” المغرب وفرنسا:
ادركت فرنسا بعد ضربة شارلي ايبدو الارهابية وتضامن المغرب كدولة ذات سيادة معها وليست محمية فرنسية ، وانسحاب وزير الخارجية المغربي من مسيرة باريس بعد تقديمه التعازي والتضامن في قصر الاليزيه جعلت فرنسا تغير تصورها السياسي..بدرجة 90….في علاقتها مع المغرب منها ……الزيارة نفسها التي قام بها رئيس الدولة الفرنسية وبالخصوص الى طنجة تبين مايلى …فرنسا في حاجة الى المغرب وهذا الاخير في حاجة الى فرنسا على قدم المساواة
….خلاصات العمليات الارهابية التى تعرضت اليها فرنسا وخاصة شارلي ايبدو وكوباني ..جعل هذه الاخيرة تخرج بشيئ اساسي وهي ان المغرب حليف اساسي متقدم بالنسبة لامنها القومي ……………
عبر الرئيس الفرنسي بكل وضوح عن حاجة فرنسا الى حماية اراضيها من الارهاب ووقع وزير الخارجية الفرنسي مع وزير الاوقاف اتفاقية تكوين ائمة المساجد بفرنسا …في المغرب وهذا ما يبين ان المغرب وامارة المؤمنين واذاعة محمد السادس للقران الكريم وغيرها مما يدخل في الامن الروحي بالنسبة للمغرب مدرسة مغربية بامتياز …
في المجال الاقتصادي المغرب كذلك شريك متقدم من خلال اولا البعد الافريقي الان له داخل افريقيا وخاصة الزيارات الملكية الى عدد من هذه الدول الافريقية ونتائجها وشراكات اقتصادية من خلال مشاريع حملتها هذه الزيارات الى هذه الدول وبالتالي فان فرنسا التي تجمع الدول الفركوفونية على طاولتها تعلم ان المغرب شريك اقتصادي بامتياز وفي مجال الارهاب سواء في علاقتهالثنائية مع الكثير من الدول الا فريقية …مثال امن مالي …..او من خلال مشاركته كذلك في عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في العمق الافريقي ……………………………………………………………………….
…..ادركت فرنسا الان ادراكا تاما انها سوف لاتترك بعض المناوشات والتشويش على هذه العلاقات الاستراتيجية لان التجربة من الفتور في هذه العلاقات شكلت ضررا على فرنسا نفسها اكثر بكثير من المغرب ولاحظت الهوة السحيقة اثناء برودة العلاقات ونتائجها السلبية على امن فرنسا وعلى اقتصادها نفسها بحيث انها تستفيد من التجربة الان المغربية في محاربة الارهاب ثم ان المغرب يمكن ان يتجه الى شركاء اخرين من دول صديقة بعلاقاته المتميزة …
….ادركت فرنسا وبقوة ان الاستخبارات المغربية الان في اوجها وهي تمثل مدرسة مغربية لها خصائصها الذاتية المتميزة وهي جزء من الامن القومي الفرنسي وهذا ما عبر عنه البعض من الخبراء والسياسين عندما تم توقيف التعاون الامني المغربي الفرنسي قبل ضربة شارلي ايبدو الارهابية التي اخرجت الرئيس الفرنسي نفسه وكبار رجال السياسة في فرنسا وبعض رؤساء الدول العظمى في مسيرة باريس ضد الارهاب ..
اليوم ترك الرئيس الفرنسي كل تلك التشويش الذي يحاول البعض ان تتخلى فرنسا عن هذه العلاقة المتقدمة مع المغرب ويتجه الى ماهو اساسي في العلاقات دون الاكثرات بهذا التشويش الجانبي والدليل انه ارجع التعاون الامنى المغربى الى سكته الصحيحة وقد عبر الرئيس الفرنسي اثناء زيارته لبلادنا انه يرغب ان يرى هذه العلاقات الثنائية متقدمة اكثر مما هي عليه الان .
نتمنى وفرنسا لها من السياسة المحترفة ان يكون لها المزيد من الدفع بالعلاقات وتقويتها كما جاء على لسان الرئيس الفرنسي …وخاصة في مجال الامن بين البلدين وبالخصوص امنها القومي وستدرك لاحقا ان توشيح المدير العام للاستخبارات المغربية كان لابد منه كدفع معنوى من حليف استراتيجي وان تدارك التوشيح الى وقت قادم ليس في محله …………..