أبرز مشاركون في ندوة علمية حول موضوع “الصلات العلمية المغربية الافريقية وإسهام علماء الصحراء المغربية في التلاقح الثقافي”، نظمها نادي الثقافة المواطنة يوم السبت 9 نونبر بمدينة فاس، الأدوار التي لعبها المغرب على مر التاريخ بالقارة الإفريقية التي ساهمت في تعزيز روابطه بهذه القارة التي ينتمي إليها، داعين في الوقت نفسه إلى ضرورة تعزيز الروابط المغربية الإفريقية والانفتاح على كل المبادرات ذات الصلة.
وأثنى المصطفى المريزق الناطق الرسمي باسم حركة قادمون وقادرون، على أهمية أندية الثقافة التي كانت تشتغل جنبا إلى جنب مع المؤسسات التعليمية والثقافية، وتساهم في التربية على المواطنة وحقوق الإنسان ونشر الوعي حول مختلف القضايا، منوها في الوقت ذاته بالمجهود الذي يقوم به نادي الثقافة المواطنة بفاس في استمرار تجربة نشر الفعل الثقافي بين صفوف الأجيال الحالية.
واعتبر المصطفى المرزيق، أن موضوع الندوة مازال يشكل عند بعض المثقفين “فوبيا” وذلك لكون النقاش والتداول في الموضوع مازال محتشما حسب تعبيره، حيث بين أن الصور النمطية التي نقلت عبر وسائل الإعلام وقنوات أخرى حالت دون الانتفاح والتعرف على الثقافة الإفريقية الغنية والمتنوعة، بقيت قضايا ومواضيع مثل الهجرة وقوارب الموت سائدة عند الرأي العام حول القارة الافريقية.
وأكد الناطق الرسمي باسم حركة قادمون وقادرون، على أن مستقبل المغرب حاليا يكمن في القارة الإفريقية، مبررا ذلك بالقواسم المشتركة التي تجمع المغرب بافريقيا، فضلا عن كون إفريقيا تشكل أرضية خصبة على جميع المستويات، ويمكن أن تضمن القارة الافريقية العيش للأجيال وأجيال بفضل الثروات التي تتوفر فيها.
وقال المصطفى المرزيق، أن حركة قادمون وقادرون التي تأسست في دجنبر 2017 ووصلت إلى تأسيس أزيد من 40 فرع تابع لها عبر ربوع المملكة المغربية، تطالب بالحق في الثروة والوطنية والعدالة المجالية، مذكرا في الوقت ذاته أن الحركة اجتماعية ترافعية نخبوية وليست جماهيرية ودورها يتجلى في السعي إلى توفير فضاءات العلم والمعرفة والتكوين والتأطير، وتهيئة فضاءات رحبة لكل الطاقات للتعبير بحرية.
وقال رشيد بلبوخ رئيس نادي الثقافة المواطنة، إن النادي الذي تأسس سنة 2016، يحتفل بالذكرى الثالثة لتأسيسه، مشيرا إلى أن النادي افتتح أنشطته بندوة حول موضوع مسارات حقوق الإنسان تم فيها تكريم رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، والندوة الثانية تطرقت لموضوع الاحتجاجات الاجتماعية، والندوة الثالثة لموضوع العلمانية المواطنة، مؤكدا أن النادي سيواصل القيام بدوره في طرح مواضيع ذات راهنية وأكثر جرأة لتعزيز دور أندية الثقافة داخل المجتمع.
ودعا الباحث يحيى عمارة مدير مختبر دكتوراه استراتيجيات صناعة الثقافة والاتصال والبحث السوسيولوجي ، في حديثه عن العلاقة الرابطة بين المغرب و إفريقيا ثقافية ، إلى ضرورة تعزيز هذه العلاقة الثقافية في شتى المجالات مع الدول الافريقية وتثمينها، و الانتقال من طور التعرف إلى طور الكشف عن السمات الكبرى المميزة للثقافة الإفريقية و أبعاد ها الكونية، مؤكدا في السياق نفسه على أن المغرب تفاعل دوما مع الهوية الافريقية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من هويته الموسعة و المتعددة الروافد.
أما خالد التوزاتي، الباحث في الأدب الرحلي والفكر الصوفي، فقد سلط الضوء في مداخلته المعنونة ب “الصلات العرفانية بين المغرب وافريقيا”، على التواصل الروحي بين المغرب وجمهورية السينغال، حيث أنه توجد عدد كبير من الطرق الصوفية بهذا البلد الافريقي.
وأكد الباحث خالد التوزاني، أن العلاقات المغربية السينغالية، ليست وليدة ظروف العصر، بل هي علاقات تعود إلى أكثر من ألف سنة، وبالضبط في عهد المرابطين، وقد تعززت هذه العلاقة بتبادل الزيارات بين البلدين وزيارات ملكية على الخصوص للسينغال في الفترة الأخيرة
وأبرز الباحث اسماعيل علالي، خصائص الصلات العلمية التي نشأت بين أمازيغ سوس وعلماء الصحراء المغربية، مع تنصيصه على أن الاتصال العلمي السوسي الصحراوي ازداد عمقا وتنوعا مع الرعيل الثالث، حيث حافظت الأسر الصحراوية على أواصر المحبة مع الجنوب المغربي، مشيرا إلى وجود أشكال ومظاهر متنوعة تحكم العلاقة العلمية التي ربطت السوسيين بالصحراويين،في مختلف المجالات، يزدوج فيها البعد الفكري بالسياسي بالاقتصادي.