عَلَى أَعْتَابِ الإصلاح الجامعي: وَقَعَتِ الوَاقِعَة والبَحثُ عَن الرَّافِعَة.!!!!
بقلم: د. عبدالكبير بلاوشو / كلية العلوم – جامعة محمد الخامس الرباط
اعْلَمُوا أيها الناس أنّ ممارسة الفهم الإجرائي والقراءة الاستراتيجية على الوقائع والأحداث في مجالات الحياة المهنية وخاصة في القطاعات الحيوية والحساسة هي من اختصاصات الكتلة الحرجة أو ما يُطلَق عليها بالنخبة المثقفة أو القيادة الفكرية وليس الكائنات الإيديولوجية وهذه المهارة والتقنية في الفهم والقراءة غير مرتبطة بالصفات والسلطات والألقاب أو الكراسي وإنما هي ذكاءٌ فِطري/طبيعي (خُذ مَا اعْطَاك الله) وليس ذكاءا اصطناعيًا كما يحلو لبعض المسؤولين التَّغَنِّي به وبالتالي أضحَى لِزَاماً علينا تفعيل ورشات تدريبية للمسؤولين في تحليل المنظومات وإدارة النُّظُم قبل تَفَضُّلِهم بإعطاء دروس بيداغوجية لأهل الإختصاص في المجال وذالك من خلال استيعاب العناوين والرسائل التالية:
1- أن الواقعية في المقاربة السياسية لأي إصلاح في مجالات الفعل الإنساني تفترض مسائلة مواقع المسؤولية قبل التأسيس لإصلاح الواقع حتى لا نقع مرة أخرى في إنتاج نفس الأخطاء والوقائع بالتوقيع السياسي تحت يافطة الترقيع الوظيفي أنذاك لا يسعنا إلا أن نقرأ سورة الواقعة والرحمان على المجال ومَا يحتويه
2- ينبغي إدراك قاعدة أساسية مفادها أن البناء الإنساني في منظومة الإصلاح شبيهة بالبناء المعماري تحتاج إلى هندسة وتخطيط وخارطة طريق وخريطة ذهنية وقواعد وسواعد ومؤشرات لقياس المخاطر والأثر واجتراح أدوات للتعمير وليس لممارسة التدمير
3-المفروض وجود حدّ أدنى من الوعي الاستراتيجي لاستيعاب الفارق بين المنظومة التربوية والنظام التعليمي والسياسة العامة في المجال حتى يتسنى إقامة نُظُم إصلاحية وتقويم انحرافات إدارية واستقامة خط تشغيلي
4- أَمَّا إذا جعلتم من الخطاب الإصلاحي رافعة لكل السياقات والأنساق ومرافعة في كل الاستحقاقات تحقيقًا للموقع والرّفعة فالجدير أنذاك فِعلُه هو:
– رفع الضريبة على البحث العلمي
– رفع الضغط والإملاء والوصاية والإكراه على المؤسسات الجامعية
– رفع نسبة التأطير البيداغوجي
– رفع أجور السيدات والسادة الأساتذة والإداريين
– رفع الحصانة عن المسؤولين وتفعيل آلية المحاسبة
– رفع السلطة القهرية لوزارة المالية على ميزانيات الجامعات ومواردها الذاتية
– رفع منسوب الجرأة في التعامل مع منظومة الإصلاح الشمولي
– رفع مستوى الأداء الوظيفي
في الختام لا يبقى لنا إلا أن نرفع أكفّنا للدعاء بالهداية للمسؤولين إيماناً مِنَّا أن الله يرفَع الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات وبالتالي نحن لسنا في حاجة لدرجة “دال” مع مرارة الإهانة المهنية والمساس بالكرامة الإنسانية.
انتهى القول.