المواكبة النفسية والاجتماعية في زمن كوررونا!
بقلم رشيد سليماني
#مواكبة النفسية والاجتماعية في زمن كوررونا!
مع استفحال وباء كورونا* كوفيد 19 *وانتشاره بالعالم وبلادنا والذي فاجأ الجميع بظهوره وانتشاره الواسع وسرعة تنقله وفتكه بالكائن البشري أي كان هذا الانسان كبيرا صغيرا مثقفا أميا عالما متعلما غربيا شرقيا ، قهر هذا الوباء أكبر المنظومات الصحية والعلمية واللوجيستيكية وأكثر وقاية والدقيقة الأبحاث حيث أن هذا الوباء لا يبقي ولا يدر عافنا الله وإياكم والبشرية جمعاء منه ومن صنيعه ، وهو ما تطلب تدابير وقائية واحترازية منه ومن عدواه ومقاربات استباقية للحد منه ومحاربته وكان لزاما أن تعرف ثلث ساكنة المعمور ما سمي بالحجر الصحي الذي دخلت فيه بلادنا كإجراء وقائي واحترازي يمثل القاعدة الذهبية وأكثر نجاعة للحد من الوباء الفتاك وهو ما عبأت له كل المؤسسات الصحية وأمنية والمالية والاعلامية من أجل انجاح هذا السلوك الوقائي رغم تكاليفه الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على الأفراد والجماعات وهي تكاليف جندت لها مؤسسات الدولة صندوق خاص بمواكية هاته الجائجة وكذا لجان خاصة للمواكبة والتتبع ….
وهو الأمر الذي صفق له الجميع للحد من مضاعفات الحجر الصحي الذي له كلفة على النسيج الاجتماعي والنسيج الاقتصادي وتأثيره على الحاجيات الأساسية للساكنة وعلى دورة الإنتاج بفعل دخول الجميع في الحجر الصحي
كما كان للإعلام دور مهم في التحسيس والتوعية بمخاطر الوباء المستجد وكذا مواكبة كل المستجدات حول الوباء وإنتاج وصلات توعوية للأخصائيين وأطر صحية لتوجيه إرشاداتهم ونصائحهم للعموم للحد من العدوى وهو الامر الذي استحسنه الجميع وكذا كيفية وطرق الوقاية بالغسل المنتظم والتعقيم وعدم ملامسة والاحتكاك بأشياء تحمل الفيروس وتنقله ، وهي كلها تدابير من شئنها الحد ومحاربة الوباء اللعين وهاته المواكبة الدائمة والمقاربة الاستباقية للحد من انتشار الوباء جيدة وذات نفس ايجابي لدى مؤسسات الدولة وعموم المواطنين لأنها مقاربة ادماجية تشاركية إلتقائية همت كافة القطاعات المتدخلة من صحة و سلطات محلية ومنتخبين وفعاليات مدنية وكذا أبناك للضمان وتخفيف العبىء على المواطن البسيط والمتوسط وحمايته من آثار السلبية للحجر الصحي ، كل هذا جميل ومشجع لكن الحماية الاجتماعية لا تكفي خصوصا وأن للحجر الصحي له مضاعفات على الصحة النفسية للإنسان المواطن وهو الجانب الذي لم يأخذ نصيبه من الاهتمام اللهم بعض المبادرات المحتشمة هنا وهناك وغالبا ما تكون نخبوية ليس للعموم .
ليست بعيدة على هاته الآثار النفسية لهذا الحجر الصحي الذي دخلته البلاد منذ الأمر الذي يشكل مناعة نفسية واجتماعية للفرد والعائلة عامة لكن تأثير الحجر الصحي يبقى وارد وحاضر بقوة لأننا اعتدنا ظروف عادية في الحركة والنشاط والتواصل والتعبئة وهو لم يحصل مع هاته الظروف الاستثنائية التي وجب أن تواكبها دعم نغسي واجتماعي من خلال تبني مقاربة علمية للصحة النفسية للفرد وأسرة وهو ما سنجيب على بعض عناصره:
العادة والاعتياد يصبح جزء من الكيان البشري في وجدانه وسلوكه ويطبع حركته وسكونه حيث من عادتنا الخروج الى العمل الى المدرسة الى الجامعة الى السوق الى التجارة الى الترفيه الى قضاء اغراض الى صلة اارحم الى التطبيب الى الخ
هذا السلوك الاعتيادي لم يصبح سلوك عادي ويومي أصبح استثناء والقاعدة هي المكوث بالبيت لوقت أطول ولزومنا للبيت يسبب لكثير منا صغيرنا وكبيرنا اختناق نفسي ووجدلني لأنه لم يعهد نفسه بين جدران البيت اعتاد الخروج والدخول وقت ما شاء وكيفما شاء ويصبح الفرد منا أسير بيته تم الحد من علاقاته بمحيطه ولم يعد الواحد منا يتصرف كما يحلو له
فقد قيمة الحرية وهي قيمة جوهرية في الكائن البشري ومع هذا الحجر الصحي وجب استثمار هذا الاستثناء ببرنامج للمطالعة والمدارسة وقراءة القرآن والتفاعل الايجابي مع الوضع حتى لا ينعكس على الصحة النفسية للفرد منا واستغلال فضاء الانعزال على المحيط بتجديد الأفكار والقناعات والمسلمات ومراجعة الذات ومحاسبتها وإعادة اعتبار لعلاقتنا ببيوتنا التي سلبت منها الحميمية والدفء والاحتضان وساد فيها الهاتف المحمول والمكسور والصبيب انترنيت الذي نستنشقه كالأوكسيجين وانعزالية بعضنا داخل السقف الواحد.
من الآثار السلبية للحجر الصحي على الصحة النفسية العنف اللفظي والمعنوي والمادي لسلوك غالبية أطفالنا وكبارنا وشعورهم بالاحتجاز الذي لم يعتادوه من قبل وهو ما يجب مراجعة سلوك أطفالنا بتهديبه وتلقينه قيم الصبر والمصابرة وقص القصص عليهم ومحاورتهم بالكلمة الطيبة الايجابية وعدم معاكسة إرادتهم في الآمور المشروعة وعدم التشدد المبالغ فيه.
من آثار السلبية للحجر الصحي على الصحة النفسية ومضاعفاته الشعور بالإكتئاب الملازم للفرد لأنه نتيجة طبيعية للفراغ الروحي والوجداني للكثير منا لأن انشغالنا بتوافه الأمور وعدم ترتينا للأولويات وانصهارنا مع السلوك الاستهلاكي ومع متع الحياة انسانا الاهتمام بأهم والمهم في حياتنا الفردية والاجتماعية.
من الاثار السلبية للحجر الصحي والذي يحتاج لمواكبة نفسية الزيادة في الادمان المرضي على وسائط التواصل الاجتماعي وعلى جهاز التلفاز تجد الواحد منا لا ينتهي مع هذا السلب المتواصل للادمان على استهلاك الصورة وعلى صبيب انترنيت صغارنا وكبارنا ادمنوا إدمان حاد على الصورة وعلى عوالم الافتراضية حتى توهموا أنها عوالم حقيقية وأنها الحقيقة المطلقة وأنها مصدر المعلومة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها .
وإنما هي سحر الصورة وسلبها لخيالنا الجماعي .يجب تقنين استهلاكنا للفضاءات الافتراضية والتعامل معها بحذر شديد
من الاثار السلبية للحجر الصحي والتي تحتاج لمواكبة نفسية
الانعزالية والفردانية لكثير من الشباب وأطفال زيادة على الادمان المرضي للوسائط الاجتماعية التي تزيد في بث العزلة للفرد على أسرته ونسجه لخيوط عنكبوتية من علاقات افتراضية تؤسس لعالمه الفريد وتعزله على محيطه الداخلي البيت نجد الكثير من شبابنا لا يتحاورونا داخل البيت لا يتفاعلون مسلوبي الارادة من طرف عالمهم الفريد وبالتالي وجب على الاسرة تحمل مسؤوليتها على هذا السلوك الشاد بمشاركة جل أفرادها وتفاعلهم وتساكنهم الاجتماعي فيما بينهم وخلق الحميمية والتآزر فيما بينهم كالجسد الواحد
كل هاته العناصر ليست وصفات جاهزة ولا تمتمات للعلاج والمواكبة الفورية للصحة النفسية لأبنائنا وبناتنا بل هي عناصر لا ستنهاض هممنا لاستثمار هذا الوضع الاستثنائي لإحدات رجة نفسية اجتماعية داخل اسرنا وعائلتنا ومجتمعنا ومحيطنا في كل ماهو سلوك ايجابي يعود بالنفع والخير على أنفسنا وبلدنا وأمتنا ونسترجع بها إرادتنا المسلوبة مع فتن الحياة ومشاغلها
دعوة للتجديد والمصالحة مع أنفسنا
نسأل الله أن يعافي الجميع وبشفي المرضى
دمتم سالمين
يتبع في حلقة قادمة حول المقاربة الدينية للتخفيف من آثار النفسية للحجر الصحي