الإعلام في زمن كورونا
محمد المشهوري
أصدر ثلاثة من قيدومي الصحافيين(مصطفى العراقي، عبد الرزاق مصباح و سعيد عاهد) نداء مشتركا حول دور الإعلام في التعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد إلى جانب باقي الفاعلين في المجتمع من جيش ملكي وقوات أمن وسلطات عمومية وأطر طبية وتمريضية وغيرها.
قوة هذا النداء تكمن في صدقيته ومصداقية أصحابه الذين اختاروا مهنة المتاعب في الأزمنة الصعبة، ومارسوها كمبدأ وكقضية، ولم يسبق لهم في مرحلة الصراع السياسي الحاد أن حادوا عن أخلاقيات المهنة أو استغلوها للنهش في الأعراض أو في الابتزاز.
لقد دق الزملاء، عبر هذا النداء، ناقوس الخطر، بعد أن تحولت الصحافة في السنوات الأخيرة إلى مهنة من لا مهنة له، بمساهمة وتواطؤ جهات معروفة عملت على تفريخ المواقع وتعميم الملاءمة على كل من هب ودب.
في خضم أزمة كورونا، ورغم صعوبة ظروف الاشتغال، أصبح المتتبع قادرا على التمييز بين الصحافة الرصينة والمسؤولة التي تتحرى صدقية المعلومة، وتخرج بتعليق بناء وانتقادات مسؤولة وبين “صوحافة”الرداءة والتمييع والإشاعة وابتزاز الإشهار والدعاية من منطلق بؤس فكري وأخلاقي “اعطيني ولا نشوهك”!!!
لقد جاء نداء الزملاء الثلاثة في الوقت المناسب لفضح واقع إعلامي غزاه الدخلاء. فلا التحسيس بالوباء يهمهم ولا التنوير هاجسهم، لأن كل الظروف عندهم”هوتة” لا يجب أن تفلت من بين أيديهم.
النداء سيكون له ما بعده إذا ما توحد الإعلاميون الحقيقيون من أجل محاربة فيروس أخطر من كورونا استشرى في الجسم الصحفي منذ سنوات في ظل صمت مريب يشبه صمت القبور .