المواطن ضحية نفسه قبل غيره
فنجان بدون سكر:
المواطن ضحية نفسه قبل غيره
بقلم عبدالهادي بريويك
في غمرة انشغالنا بتداعيات كورونا وظروف الحجر الصحي والامتثال المواطناتي لحالات الطوارئ.
نسينا أنفسنا كمواطنين ونسينا دورنا الذي عشناه ومسؤوليتنا حول ما نلتقط ثماره اليوم من سوء الاختيارات السياسية و النفور من المشاركة في دمقرطة الحياة وحول ما يعرفه الشأن الحكومي من مفارقات .
بارعين في تسليط اللوم على الاخرين حول ما الت اليه الاوضاع بالبلاد ..
سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا ورياضيا.. متخذين مكانا فرجويا في ملعب الديمقراطية دون اللعب فيها دور البطولة.
علقنا ونعلق فشلنا المشترك على الزمان والمكان والماء والسماء ..
حتى صرنا ضحية لكل شيء..ضحية لسياسات لم تضع الانسان في محور التنمية ؛ ضحية لاختياراتنا الانتخابية التي لم ترق الى مستوى تمثيليتنا والدفاع عن حقوقنا؛ ضحية للسماح بالمفسدين الانتخابيين بتحويلنا الى سوق النخاسة واستشراء الارتشاء والمتاجرة في احلام اجيال من شعبنا ..
ضحية ابتعادنا عن المشاركة السياسية وابتعادنا عن دورنا الدستوري الكامل كمواطنين لهم الحق في تغيير مجريات الأحداث.
فإذا كان كل يوم هو مولود جديد؛ فهو على حالتنا ومواقفنا ومبادراتنا كما على نكوصيتنا وخمولنا شهيد ..
يوم جديد يحمل في ثناياه فرصة للتجديد الفكري والروحي؛ فرصة للنماء والبدء من جديد بخيارات وقرارات نحن اهلها وأسيادها..مدركين هدفنا والغاية من وجودنا على هذه البسيطة والواجبات المنوطة بنا.
فقد حان وقت التغيير ..
لكي ندرك الغاية من وجودنا في الحياة ..ولن يتغير يومنا عن غدنا ولا سنتنا الحالية عن السنة المقبلة إلا إذا ما نزعنا عن فكرنا دور الضحية وقمنا بواجبنا كمواطنين من خلال عملنا المشترك ووعينا الجماعي بمسؤولياتنا تجاه وطننا وانفسنا في صناعة التنمية ..
فنحن البديل ونحن التغيير المنتظر.