لمواجهة تداعيات أزمة كورونا، قال الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، بخصوص دور قطاع الصحة، انه لا بد من جيل جديد من التعاقدات في الصحة سواء في القطاع الخاص او العام.
واكد نزار بركة في سؤال وجهته ” سياسي”، لنزار بركة في ندوة صحفية عن بعد، ان لاصلاح قطاع الصحة ودعمه لابد من مخططات استراتيجية، تهم احداث مستشفيات جامعية في كل الجهات، وابراز البعد الأمني للصحة، بوضع مخطط ترابي للأمن الصحي في كل اقليم، وتكامل حركية القطاع وتكوين الاطر الصحية.
وقال نزار بركة، ان في عهد الوزير الاول السابق عباس الفاسي تم خلق ثلاثة مستشفيات جامعية، في حين في الحكومة السابقة والحالية تم احداث مستشفين.
واكد بركة، انه لا يعقل ان يقوم اساتذة الطب العام بالعمل في القطاع الخاص، مبرزا انه من الضروري ان يقوم اطباء القطاع الخاص بالعمل في العام.
وأشاد حزب الاستقلال بالمقاربة الاستباقية والشجاعة التي اعتمدتها بلادنا بقيادة جلالة الملك محمد السادس ، من أجل مواجهة جائحة كورونا، وبروح الإجماع الوطني والتضحية والتضامن الذي ميز التدبير العمومي ومجهودات المجتمع المدني.
و يحذر حزب الاستقلال في مذكرته التي تحمل عنوان” “إنعاش اقتصادي مسؤول وحماية اجتماعية قوية لبناء المستقبل” من مظاهر الهشاشة التي تعاني منها بلادنا على مستوى التراجع المستمر للنمو ومعه محتوى الشغل، وضعف قدرة المقاولات المغربية وخاصة الصغيرة والمتوسطة على الصمود والمنافسة، بالإضافة إلى هشاشة منظومة الحماية الاجتماعية، واستفحال الفوارق الاجتماعية والمجالية.
وقال نزار بركة في هذا السياق ، “فيروس كورونا عمق هذه الهشاشة، وسنواجه أزمة اجتماعية واقتصادية خطيرة ستشهد بالتأكيد زيادة مخيفة في البطالة، وستؤدي ذلك إلى تقهقر الطبقة المتوسطة، وإلى ازدياد حدة الفقر” وأضاف ” إن حوالي 10 ملايين شخص في وضعية هشة معرضون لخطر العيش تحت عتبة الفقر، مما سيؤدي إلى اتساع الفوارق الاجتماعية، إذا لم تتحرك الحكومة بالسرعة والفعالية اللازمة لمعالجة الأمر، وإطلاق خطة شجاعة للإنعاش الاقتصادي.
ويقترح حزب الاستقلال، في مذكرته التي وجهها إلى رئيس الحكومة ، ستة محاور استراتيجية لتحقيق الإنعاش الاقتصادي، وتقوية الحماية الاجتماعية، وبناء المستقبل.
ويتعلق المحور الأول بتعزيز وتقوية دور الدولة، وجعل المواطن في صلب أدوارها الأساسية، وضمان فعلية التمتع بالحقوق المنصوص عليها في الدستور، وإقرار تكافئ الفرص، وضمان الأمن الصحي والتعليم الجيد للجميع، وتقوية السيادة الوطنية وتحقيق الأمن الغدائي والطاقي والصحي، ومنح الأفضلية الوطنية في الصفقات العمومية.
ويتعلق المحور الثاني بإعطاء دينامية جديدة لمحركات النمو الاقتصادي وتقوية ومواكبة النسيج المقاولاتي الوطني ، ودعم القطاعات المتضررة وإنشاء بنك عمومي وطني للاستثمارات من أجل المساعدة في تمويل وإعادة هيكلة المقاولات الصغيرة جداً و المقاولات الصغرى والمتوسطة، و وضع علامة “صنع في المغرب” وعلامة “المسؤولة صحيا” لاستجابة للمعايير الصحية لفترة ما بعد الجائحة، والعمل على ضمان تموقع بلادنا في الخريطة الاستثمارية والاقتصادية الجديدة لأوربا، وكذا في طريق الحرير الجديد.
أما المحور الثالث فيركز على إعطاء دينامية جديدة للشغل والمحافظة عليه، وتكييف المناصب المالية حسب الحاجيات المستعجلة لبلادنا بعد مرحلة كورونا، و إطلاق أوراش كبرى ذات منفعة عامة كالبنى التحتية الصحية والماء ،و فك العزلة عن العالم القروي.. ومنح تحفيزات للمقاولات مرتبطة بقدرتها على توفير فرص الشغل، ودعم برامج التكوين والتأهيل بالنسبة للشباب والمقاولات الذاتية والصغيرة جدا والصغيرة ، بالإضافة إلى دعم المقولات.
ويركز المحور الرابع على دعم القدرة الشرائية للمواطنين، وتقوية الطبقة الوسطى ، و الاستهداف المباشر للأسر الفقيرة ودعمها، والقيام بالإصلاح الضريبي بتخفيف العبئ الضريبي على هذه الفئات، وخصم عددا من التكاليف من قاعدة الإلزام الضريبي.
وفيما يخص المحور الخامس فقد ركز على تقوية التماسك الاجتماعي، عبر تقليص الفوارق الاجتماعية والترابية وفيما بين الأجيال، وضمان سلة ناجعة للخدمات الاجتماعية وتقوية الرعاية والحماية الاجتماعية، وإقرار التضامن المجالي والاجتماعي.
ويؤكد المحور السادس على ضرورة تحقيق التحول الرقمي لبلادنا، وتوفير الخدمات والمعاملات الإدارية عن بعد، والنهوض بالتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى حتمية إنجاز الانتقال البيئي لتحقيق التنمية المستدامة، وتأمين حقوق الأجيال المقبلة.