بولتون: ترامب طلب من الصين مساعدته في الفوز بانتخابات 2020
واشنطن (رويترز) –
في تصوير محرج لأحداث دارت في الكواليس، اتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون الرئيس دونالد ترامب بارتكاب أخطاء فادحة منها أنه طلب صراحة من الرئيس الصيني شي جين بينغ مساعدته في الفوز في الانتخابات بفترة رئاسية ثانية.
وقال بولتون أيضا إن الرئيس الأمريكي عبّر عن استعداده لوقف تحقيقات جنائية وإسداء ”معروف شخصي لطغاة يحبهم“، وذلك وفقا لما ورد في مقتطف نشرته صحيفة نيويورك تايمز من كتاب بولتون (من قاعة الحدث: مذكرات من البيت الأبيض).
وبولتون أحد صقور السياسة الخارجية الأمريكية، وقد أقاله ترامب في سبتمبر أيلول في خضم خلافات حول السياسات.
ورد ترامب على بولتون ووصفه بأنه ”كاذب“ في مقابلة مع وول ستريت جورنال. ونشرت الصحيفة كذلك مقتطفات من الكتاب يوم الأربعاء كما فعلت واشنطن بوست.
وقال ترامب لقناة فوكس نيوز في مقابلة منفصلة إن بولتون خرق القانون بإدراجه معلومات في غاية السرية في الكتاب.
وتصور المقتطفات ترامب رئيسا يسخر منه كبار مستشاريه ويعرّض نفسه لاتهامات بعدم الأهلية أشد بكثير من تلك التي دفعت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون للسعي لمساءلته وعزله العام الماضي.
وبرأ مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون ساحة ترامب في أوائل فبراير شباط. وكان ترامب يواجه اتهامات بتعليق مساعدات عسكرية لأوكرانيا العام الماضي للضغط على رئيسها فولوديمير زيلينسكي كي يكشف عن معلومات تضر بمنافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقال بولتون في مقتطفات من الكتاب نشرتها وول ستريت جورنال يوم الأربعاء ”لو لم ينشغل الديمقراطيون المؤيدون للمساءلة بشكل مفرط بقضية أوكرانيا في 2019، ولو أنهم ترووا في التقصي بأسلوب أكثر منهجية في مسلك ترامب في مجمل سياساته الخارجية، لربما جاءت نتيجة المساءلة مختلفة تماما“.
ويشير منتقدو بولتون إلى أنه أحجم عن الشهادة في استجواب بمجلس النواب في وقت ربما كان حديثه فيه في غاية الأهمية.
وشن النائب الديمقراطي آدم شيف، الذي قاد فريق الادعاء في قضية مساءلة الرئيس الجمهوري ترامب، هجوما على بولتون الذي هدد في ذلك الوقت بأنه ”سيقيم دعوى قضائية إذا استدعي للمثول أمام لجنة التحقيق“.
وقال شيف في حسابه على تويتر ”لقد فضل الاحتفاظ بالمعلومات من أجل كتاب… ربما كان بولتون مؤلفا، لكنه يفتقر للحس الوطني“.
غير أن كتاب بولتون يقدم ذخيرة جديدة لمنتقدي ترامب قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، بما في ذلك ما يرويه عن حوارات منسوبة لترامب مع الرئيس الصيني تطرقت في إحدى المرات لموضوع الانتخابات الأمريكية.
وفي أكثر الروايات إضرابا بترامب من جانب أحد المطلعين على ما يدور في دهاليز إدارته وذلك بعد أيام فحسب من اتهام وزير الدفاع السابق جيم ماتيس لترامب بأنه يحاول تقسيم أمريكا كتب بولتون ”ثم حوّل ترامب، ويا للعجب، دفة الحديث إلى الانتخابات الرئاسية القادمة بالولايات المتحدة، ملمّحا إلى قدرة الصين الاقتصادية ومناشدا شي أن يعمل على فوزه“.
وقال تشاو لي جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لدى سؤاله عما قاله بولتون أثناء إفادة صحفية يوم الخميس إن الصين لا تعتزم التدخل في الانتخابات أو في أي شأن داخلي أمريكي.
وقال بايدن في بيان ”إذا صدقت هذه الروايات، فلن تكون بغيضة أخلاقيا وحسب، بل تمثل انتهاكا لواجب دونالد ترامب المقدس تجاه الشعب الأمريكي“.
وقال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر في إفادة أمام مجلس الشيوخ إن رواية بولتون ”غير صحيحة على الإطلاق“.
وتابع قائلا ”كنت حاضرا في الاجتماع. ألا أتذكر شيئا بهذا الجنون؟ بالقطع كنت سأتذكره“. وأضاف ”من المؤكد أن هذا لم يحدث قط في الاجتماع. هذا جنون مطلق“.
ورفعت الحكومة الأمريكية دعوى لمنع بولتون من نشر الكتاب استنادا إلى مخاطر تمس الأمن القومي، وهي تسعى إلى انعقاد جلسة بالمحكمة يوم الجمعة.
ورفضت دار النشر سايمون آند شوستر الاتهامات وقالت إنها وزعت بالفعل ”مئات الآلاف من النسخ“.
كتب بولتون يقول ”وفقا لمترجمنا، قال ترامب إن على شي أن يمضي قدما في بناء المعسكرات وهو ما رأى ترامب أنه الشيء الصحيح الذي يجب عمله“. وأضاف أن مسؤولا بارزا آخر بالبيت الأبيض قال إن ترامب أدلى بتصريحات مماثلة خلال زيارته للصين في نوفمبر تشرين الثاني عام 2017.
واستشهد بولتون بعدد لا يحصى من المحادثات التي أبدى فيها ترامب ”سلوكا غير مقبول على الإطلاق على نحو قوض شرعية الرئاسة ذاتها“.
على الرغم من انتقادات ترامب العلنية للصحفيين، نسب كتاب بولتون للرئيس الأمريكي تصريحات من أكثر أحاديثه مدعاة للتوقف. فخلال اجتماع انعقد في نيوجيرزي في صيف 2019 قال ترامب حسب رواية بولتون إن الصحفيين يجب إيداعهم السجون حتى يكشفوا عن مصادرهم: ”هؤلاء يجب إعدامهم. إنهم حثالة“، حسبما ورد في مقتطفات أخرى نشرتها صحيفة واشنطن بوست.