هل ستسقط أوراق الحكومة تباعا؟
فنجان بدون سكر:
هل ستسقط أوراق الحكومة تباعا:
بقلم عبدالهادي بريويك
بات من المؤسف له ونحن نتتبع الاخبار اليومية للمغرب وواقعه وآفاقه؛ الاحساس باليقين أن الحكومة الحالية تعاني اعطابا حقيقية على مستوى كبير في بعض قطاعاتها والتي كشفها الوباء المفاجئ كوفيد 19 واظهرت لنا عجزها المطلق في ظل الحكومة الاسلامية الحالية .
فبعد الشطحات الاعلامية في تصريحات اعضاء الحكومة عقب التصويت في مجلسها الحكومي على مشروع قانون 20.22 الذي لقي رفضا شعبيا قاطعا بمختلف مكوناته الحقوقية والسياسية والجمعوية ..وما سمعناه ٱنذاك من تصريحات قطعت لنا الشك باليقين حول الجدية التي يفتقدها بعض اعضاء الحكومة الحالية وقد وقعوا في شراك التناقض و في تدبيرها للملفات الحساسة في فترة الذروة واشتداد الاختناق الشعبي والازمة ..وبدت كأنها تقامر بل أرادت حينها أن تغامر بسلامة أمة .
أمام ملف المرحومة جميلة ووضعيتها القانونية بمكتب المحامي وزير حقوق الانسان وزميله وزير التشغيل وعدم التصريح بالعمال والمستخدمين العاملين بمكاتبهم الخاصة لدى صندوق الضمان الاجتماعي في الوقت الذي يدافعون فيه أمام كاميرات الاعلام العمومي عن تفعيل قانون الخادمات ..ويتبجحون بضرورة الدفاع عن هذه الفئة المهضومة.. مما يبرز المعنى الحقيقي للمسؤولية؛ والتشبت بالقانون من أجل الدفاع عنه ..لا لتجاوزه وهضم حقوق التابعين لهم؛ استغلالا لظروفهم الاجتماعية ؛ ولانعدام افاق الشغل بالمملكة ..واستغلالا للسلطة؛ واستغلالا للفقر والحاجة …
فالزمن ( الكوروني) وضعنا أمام الصورة الحقيقية لجهازنا الحكومي الذي لولا تدخل صاحب الجلالة على قدر كبير من المستوى لكان المغرب لا قدر الله أكثر إصابات من طاعون الاربعينيات التي اصابت المغرب ولكنا اليوم نعيش الطامة الكبرى..
وعلى نحو ثالث من هم المسؤولين الحكوميين والمسؤولين الجهويين والاقليميين والمحليين وراء انفجار بؤرة جمعة لالة ميمونة الواقعة ضواحي المرجة الزرقاء والمحمية الطبيعية لمدينة مولاي بوسلهام ..؟؟ماهي الاليات التي اعتمدوها في السماح بنقل العاملات في ضيعات الفراولة او التوت الارضي ( لفريز) ووسائل النقل المستعملة؛ وعدد الطاقات الاستعابية للركاب مع توفير شروط احترام بعد المسافة الجسدية وكل شروط الوقاية والسلامة؟ اليس كان من حريا القيام بزيارة تفقدية للضيعات الانتاجية مسبقا والتي تشغل العشرات من اليد العاملة والجائحة مازالت بيننا كائنة.. والتأكد من سلامتها وخلوها من مثل هذه الفيروسات القاتلة ولاسيما أنها تشغل العشرات من النساء والرجال ؛ بمعنى؛ العشرات من الاسر والعائلات المتعددة الأفراد؛ ناهيكم عن المناطق المختلفة التي يسكنونها بالعالم القروي ونسبة المخالطة؛ فما دور وزارة النقل والتجهيز وما دور وزارة الداخلية ايضا الى جانب وزارة الصحة وباقي السلطات العمومية والمجالس المنتخبة؟
أين رئيس الجماعة الترابية ومادوره ؟وما مدى حجم مسؤلياته في انفجار هذه البؤرة الوبائية؟ التي بعثرت حسابات الجميع ..والذي كان الأجدر به تقديم استقالته الفورية …!!!
ما حجم الخسائر البشرية المتوقعة؛ المادية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية التي كلفت وستكلف خزينة الدولة؟؟
حكومة مثل حكومة اليوم لا يمكن أن تراهن عليها في بلورة نموذج تنموي جديد؛ نموذج متحرر؛ وطني بأبعاد قيمية مثلى مبنية على الذكاء وحسن التدبير وحسن العطاء..نموذج قادر على المعالجة والمواكبة وتخليق الحياة العامة وتنشيط الدورة الاجتماعية والاقتصادية…
حكومة برهن بعض مسؤوليها عن عشقهم الكبير بحب الاستيلاب ..وسلب الاخرين من حولهم حقوقهم؛ ويسيؤون الاحتكام لميزان العقل والحكمة و الحق والعدل …فكيف هم لعهدهم واماناتهم تجاه الوطن محافظون؟
هاهم اليوم في ريب من أمرهم ونتمنى أن نكون نحن المخطئون..