السياسة الأمنية المغربية سبيل انجاح السياسات العمومية
سياسي/ عبدالهادي بريويك
بات من المفروض التأكيد ؛ أن المنظومة الأمنية المغربية على مدى نجاعتها لما راكمته من تجارب واعدة استطاع المغرب من خلالها أن يحظى بمكانة رفيعة المستوى على مستوى تحقيق الاستقرار وذرء المخاطر الداخلية والخارجية المحدقة به.
واستحضارا للدور الأساس الذي لعبته وتلعبه إدارة التراب الوطني بمختلف اسلاكها في محاربة ظاهرة التطرف والارهاب الذي يقض مضجع دول متعددة؛ فإن هذه المنظومة هي بالأساس المحور والمرتكز الذي تبنى عليه السياسات العمومية بما يشجع على انتعاش الدورة الاقتصادية في ظل الاستقرار للمجتمع . وبالتالي فإن أي دولة ذات سيادة حقيقية لا يمكن أن تبني أسسها في ظل أوضاع تسودها الريبة والهلع والخوف مما يسبب في اعطاب على مستوى الاستثمار الاقتصادي ويؤثر على الدورة الاقتصادية وجلب العملة الصعبة مع ما يرافق ذلك من انتشار البؤس والفقر والهشاشة مع انتشار عادات وسلوكات مسيئة الذات وللقيم التي تؤمن بها الدولة.
فمواجهة التطرف الاسلاموي ببلادنا شكل حافزا لتنمية الحس المواطناتي لدى المغاربة المعروفين بالتفافهم حول ثوابت الأمة؛ ووضعت المغرب اليوم قبل أي وقت مضى في مواقع متقدمة من الناحية الأمنية بين بلدان العالم ولاسيما على مستوى القارة الأفريقية وشمالها .
فتتريب الجناح الأمني الوطني واغناءه بطاقات وكفاءات تمرست الخبرة المهنية لذرء المخاطر ومواجهة العداء الخارجي وبعض حالات الطيش الداخلي لا يمكن بماكان الا تدعونا للوقوف وقفة احترام وتقدير واجلال وإكبار لهذه الفئة الاجتماعية التي وضعت نفسها رهن إشارة سلامة الشعب واستقرار الوطن؛ ومكنت المغرب في مختلف مراحله التاريخية من تعزيز مكانته الأممية وشكلت مهد اطمئنان لأرض ألمغرب ..أرض السلام ..
وان أية استراتيجية ومنظومة اقتصادية قوية لا بد بأن تأخذ بعين الاعتبار هذا المرتكز الذي يمكن اعتباره ثروة قوية ومحفزا في خلق دعامات السياسات العمومية بثقة كبرى وبتجرد تام من أية انطوائية نقابية أو نظرة حزبية ضيقة.
لأن هذا السرح من البناء والتقدم الديموقراطي وما تحقق من هامش كبير من الحريات العامة بفضل هذه الأحزمة الأمنية التي سببت مصدر ثقة للمستثمرين الأجانب الذين يضخون اموالا ضخمة في الدورة الاقتصادية الوطنية.
على المغرب اليوم استثمارها بما يفيد هذا الشعب الوفي للثوابت والقيم وتكون مصدر انبعاث التفاؤل في نفوس الشباب اليائس الذي نعول عليه في حمل مشعل هذا الوطن في الحاضىر والمستقبل ومحرك مادي ومعنوي في تحقيق هذا النماء الذي تريده لمغرب اليوم مع استثماره أحسن استثمار لبلورة نموذج تنموي مغربي جد متقدم .