نانيس القاضي تكتب: لا تتزوجوا
نانيس القاضي تكتب: ل
ا تتزوجوالا تتزوجوا زواج صالونات ولا أنتريهات ولا أي زواج قطع أثاث أخرى، فكيف تحكم على نفسك بقضاء ما تبقى من عمرك مع من جاء لتناول الجاتو في صالون أحدهم، فقط لأنك على مشارف الثلاثين مثلا – أو ربما تتسرّع في اتخاذ القرار خوفا من طيران العروس لزبون صالون آخر، أو خوفا من العودة للعمل في الخارج دون إتمام الزيجة المطلوبة في تلك الإجازة القصيرة.
لا تتزوجوا خوفا من رحيل قطار الزواج دونكم، فقطار الزواج لا يرحل، حيث إنه قطار بلا عجلات (ثابت لا يتحرك) فنحنُ نركب ونجلس بالداخل منتظرين الفرج -يمكنك أن تدخل في أي وقت شئت، المُهم أن تدخله برفقة الشخص المناسب لك.
لا تتزوجوا من أجل فكرة “الجواز علينا حق” أو مبدأ “نص ديني”، فقد يأتي من يفقدك هذا النصف، وربما دينك كله.
لا تتزوجوا من أجل مستوى معيشة أفضل دون النظر إلى شخص شريك عمرك “يا واخد القرد على ماله”.
لا تتزوجوا تحت ضغط الأهل أو تلبية لرغبة الست الوالدة التي ترى فلانة هي الأنسب لك، فليس بالضرورة أن تكون أمك على صواب، فمن الممكن أن تكون جوازة الندامة بالنسبة لك، وإذا أصرّت أمك على العروس، فدع أباك يلبي لها رغبتها ويتزوجها هو.
لا تتزوجوا كمالة للشكل الاجتماعي “برستيچ” أو في لحظة غضب انتقاما من شخص وعدك بالزواج واخلف مثلا، وأيضا لا تتزوج كي تنسى قصة حُب فاشلة، ولا تتزوج من باب تصحيح أخطائك مع من سبقوا، فما ذنب شخص جديد لا يعرف ماضيك الأسود أن يتحمل مشاكلك وعقدك النفسية؟!
الزواج رباط مقدس، أسمى وأرقى من ذلك بكثير.. الزواج مودة ورحمة.. أنا ارى أرقى معاني الحب في هذه المودة والرحمة.. الزواج سكن وراحة واستقرار نفسي وهدوء.. حياة لسنين طويلة.. منزل ومسئولية وأطفال.. الزواج مشاركة في الأفكار والأحلام وفي كل شئ في السراء والضراء، فهو يُدعي شريك العُمر.
استفت قلبك وعقلك معا في اتخاذ القرار، فقد يُخطيء عقلك في الحُكم على الأمور، لكن قلبك نادرا ما يخدعك.
إذا احببتم حقاً وإن استوعبتم جيدا معنى جملة “المودة والرحمة”، فتزوجوا.
عن موقع زايد18