تقرؤون على صفحات جريدة”المساء” في عدد نهاية الأسبوع تحقيقا حول ممتهنات الجنس الحاملات للسيدا بالمغرب..في التحقيق شهادات حية لمصابات بالداء بعضهن اخترن طريق العلاج وبعضهن اخترن طريق الانتقام. في الملف أيضا أرقام عدد الحالات بالشمال المغربي
أعداد الملف: محمد أحداد
السيدا مرض لم يعد يقتل، لكنه يقتل على جرعات كما قال طبيب فرنسي يوما، لكنه في المغرب أصبح يقتل في صمت. يقتل بعيدا عن أعين الأطباء وعن أعين المجتمع بمبرر الخوف من الفضيحة ومن العار ومن نظرة دونية تعتبر السيدا “داء” ينمو في مساحات”الحرام”. هؤلاء الذين يموتون بعيدا عن كل شيء: بدون شكوى، بدون نحيب كما تموت القطط الوديعة في غابات الدنمارك كما قال الكاتب الروائي التشيكي ميلان كونديرا، أما إذا ارتبط المرض بممتهنات الجنس الحاملات لداء فقدان المناعة المكتسبة، فإن “العار” يصير مركبا. وهنا بالذات يستعصي العلاج رغم كل السرية التي تتعامل بها مراكز العلاج مع مثل هذه الحالات.
قد يبدو موضوع مثل “السيدا” موضوعا مستهلكا كتب عنه الكثيرون بطرق مختلفة وبزوايا متباينة، لكن موضوع عاملات الجنس الحاملات للداء ما يزال ينتمي إلى خانة “الطابو” ليس لأن الحكومة لا تتوفر إلى حدود هذه اللحظة على أرقام دقيقة حول العدد الحقيقي للواتي يحملن الداء دون أن يعرفن ذلك بل لأن كل شرائح المجتمع بمن فيهم المثقفين والطبقات التي توسم بكونها تنتمي إلى الخاصة تعتبر الأمر”حشومة” رغم أن الكل أصبح مهددا بأن يحمل الداء في الاتصال الجنسي الأول أو الثاني أو الثالث حتى.
Get real time updates directly on you device, subscribe now.