التلقيح والفكر القبيح
بقلم الفاعل المدني: سدي علي ماء العينين ،أكادير دجنبر 2020.
كتبنا في أكثر من مناسبة عن نجاعة المبادرات المغربية منذ ظهور وباء كورونا ، و تحدثنا مطولا عن الإكراهات التي تعرفها بلادنا بسبب تهالك قطاع الصحة الذي راكم الخيبات على مر السنوات.
و تتجلى نجاعة المبادرات المغربية، في السياسة الإستباقية التي نهجها المغرب بداية من غلق الحدود، و مرورا بتغليب صحة المواطنين على حساب الإقتصاد الوطني الذي تكبد خسائر مهمة في الثلاثة أشهر الأولى،
كما اعتمدت الدولة مقاربة الدعم التضامني بخلق صندوق كوفيد الذي كان خير معين للأسر أثناء فترة الحجر الصحي، وحتى الآن.
هذه عينة من المبادرات التي اشادت بها دول العالم والتي حدت من انتشار الفيروس، قبل أن يحل عيد الأضحى وليلة الهروب الكبير، وبعدها الرفع التدريجي للحجر الصحي لتنتج عنه أرقام صاروخية من حيث عدد المصابين وعدد الوفيات.
المغرب الذي سارع بتقديم الدعم إلى الصين فور اعلان إكتشاف الوباء بها، وقبل ان ينتشر بكل ربوع العالم، لقيت مبادرته كثيرا من اللغط والقيل والقال ممن كانوا يرون ان الصين لا تحتاج لدعم بلد لا زال يتعثر في مؤشرات التنمية.
لكن الدبلوماسية المغربية، وحنكتها، و عراقة العلاقات بين المغرب و الصين والتي تعود إلى آلاف السنين جعلت المبادرة تدخل في صلب سياسة البلدين.
و ذائما في إطار السياسة الإستباقية للمغرب ،فلم تكتفي بلادنا بمحاصرة الوباء، بل إمتد عملها إلى الإنخراط المبكر في إيجاد لقاح وذلك بإجراء الفحوصات السريرية، و إستعداد بلادنا للإنخراط في كل لقاء ينال شهادة النجاعة من منظمة الصحة العالمية.
اليوم بلادنا وبفضل تعاونها المثمر مع الصين، إستطاعت ان تكون السباقة حتى على دول أوروبية مرتبطة بلقاح أمريكا، و إستطاعت بلادنا كما بينت ذلك كل التقارير الدولية من إنشاء معمل لشوكات التلقيح هو الأول أفريقيا وسيصل إنتاجه إلى مليار شوكة/إبرة في السنة،
والمغرب يقدم نفسه كممثل اول للقاح الصيني بإفريقيا، وهو امر لا ينظر اليه خصوم وحدتنا الترابية بعين الرضى ،خوفا ان يحصل المغرب بفضل هذا اللقاح على مراكز متقدمة في زعامة القارة السمراء.
هذا على المستوى الخارجي، أما على المستوى الذاخلي فإن من عجائب الإستثناء المغربي، أن فئة من الجهال و عديمي الوطنية يشككون في هذا اللقاح، و يحرضون بعدم تناوله ،بل الاذهى والأمّر ان بعضهم يربطه بزرع شريحة للمعلومات تترصد أسرار حاملها كما هو الحال في أفلام الخيال العلمي هههههه
آخرون لا زالوا يعتبرون كورونا وهما وسياسة دولية للتخويف وقتل كبار السن الذين هم عالة على مجتمعاتهم، و ان كورونا فيروس مصطنع، الطبيعة بريئة منه…. الخ
المغرب في رد مبطن على هؤلاء وغيرهم من المشككين، إعتبر ان جنود الصفوف الأمامية في مواجهة الجائحة هم السباقون لتناول اللقاح، و يعني ذلك أفراد القوات العمومية بمختلف اصنافها ،والقطاع الصحي، و التعليم بمختلف مستوياته ،و تدريجيا باقي القطاعات،
فيما عموم المواطنين سيستفيدون من اللقاح تباعا حسب مراكز بؤر الوباء كالدار البيضاء مثلا.
فهل يعقل يا من تشككون في اللقاح ان يغامر المغرب بقواته العمومية واطقمه الطبية و رجالات السلطة و التعليم ؟
من يعتبر ان الدولة تريد أن تجعل من المغاربة فئران تجارب عليه أن يراجع حساباته، ويا خوفي ان يجلس نفس هؤلاء خلف حواسيبهم و بالمقاهي وخلف عرباتهم المجرورة أمام المساجد يشتكون من اللقاح انه لم يصلهم او انه يوزع بزبونية،
فهؤلاء كل دورهم تبخيس عمل الناس، وزرع اليأس، و ضرب مبادرات الدولة، و تحقير ذكاء المغاربة.
العالم يتسابق إلى اللقاح، و الدول التي لم تنخرط منذ البداية تعيش اليوم في وضع لا تحسد عليه وهي تتوسل الحصول على اللقاح وتتفاوض حول ثمنه وكمياته، فيما بلادنا دبرت أمورها بشكل استباقي وياتي بعض الجهلة والجهال يحرضون على مهاجمة اللقاح و الطعن في نجاحه وكأنهم يا سبحان الله خريجي معاهد و مختبرات الوباء والميكروبات.
أنا اثق في دولتي، واثق في وطني، واثق في ملكي وحكومته، واثق في المعاهد الوطنية التي إجتهدت ودرست وساهمت في هذا اللقاء.
غير ذلك فكل تفكير قبيح هو تعبير عن قبح صاحبه.
فهل تعتبرون؟