حزب التقدم والاشتراكية: تاريخ ، قيم واستشراف للمستقبل
فنجان بدون سكر
بقلم عبدالهادي بريويك
إن أية مراجعة نقدية لمسيرة العمل الوطني منذ فجر الاستقلال يجب أن تفضي إلى صوغ استراتيجية وطنية بديلة تكفل التناغم بين اتجاه العمل السياسي، والتفكير الجدي في إنعاش الحياة الاقتصادية والاجتماعية بما يجعل الحياة الوطنية العامة تسير نحو التقدم والرفاهية وأكثر ضمانا وصونا لحقوق الإنسان.
والسعي بجدية أكبر إلى إيجاد الحلول المناسبة للحد من بعض المظاهر المخلة بالحياة الطبيعية التي كان سببها أناس تحملوا تدبير الشأن العام و كرسوا أزمة التشغيل وانتشار السكن الغيراللائق واستفحال مظاهر الرشوة والفساد الإداري والأخلاقي، وغيرها من المظاهر التي يحفل بها هذا الوطن، لابد من القطع مع جيل الانحرافات الذي سعى بكل ما لديه من قوة من أجل تدهور الأوضاع الاجتماعية وتهميش الشباب وهدر طاقاتهم .
مبادرة لاعتماد استراتيجية وطنية بديلة لتشكيل نخب سياسية واعدة:
ولعل “الجيل الجديد من الإصلاحات من أجل مغرب الديمقراطية” الذي أتى به حزب التقدم والاشتراكية في إطار رسم استراتيجية عمل سياسي يتوافق والأوضاع العامة للبلاد، هو جيل نخبة سياسية واعدة ،متجددة في طاقاتها ومؤمنة بما أنيط بها من مسؤوليات سياسية ووطنية تهدف إلى تخليق الحياة السياسية عبر إشراك جميع المواطنات والمواطنين في فعل التنمية والرفع من مستوى العيش وضمان الجودة والكرامة للجميع، وهو جيل يحمل مشروعا مجتمعيا يضع نصب أعينه الأوضاع الاقتصادية الراهنة وكيفية معالجتها حتى تكون عاملا أساسيا في تفعيل وتنمية الحياة الاجتماعية بما يضمن الكرامة و الحرية والمعرفة والقطع نهائيا مع كل مظاهر التخلف والأمية اللذان يعتبران عدوان حقيقيان لأية تنمية وطنية.
وهو جيل الوجودية الذي يتعامل مع الأوضاع بلغة المنطق العلمي من دون السقوط في ازدواجية الشخصية السياسية والمزايدة لاستمالة عواطف الأمة والشعب بما لايتوافق ومستقبل شعبنا.
الشباب المغربي برهن على طبيعته وحنكته وخالف كل الأحكام الصادرة في حقه كونه شباب غير قادر على صنع الاستراتيجيات السياسية وبأنه شباب كما يحلو للبعض أن يقول لا يحمل هما وطنيا وغير منشغل بالحياة العامة ،بل أكد،كما أقر –حزب التقدم والاشتراكية- على أنه رهن إشارة الوطن وأنه متتبع لما يروج في الحقل السياسي وهذا ما أكده من خلال جل التظاهرات التي قام بها في الآونة الأخيرة وهو يضع نصب أعينه سلامة الوطن وأمنه واستقراره.
وحزب التقدم والاشتراكية الذي أطلق مبادرة الانفتاح على الشباب كنخب سياسية واعدة قادرة على ضخ دماء جديدة في العمل السياسي ودافع عن حقوقهم ومطالبهم الطبيعية في الحياة،ويدعوهم في كل وقت وحين للانخراط في صفوفه اقتناعا ورغبة منه في ضرورة المشاركة السياسية والمساهمة الجدية في صناعة القرار عن طريف الانفتاح والحوار.
فحزب التقدم والاشتراكية تاريخ ، قيم واستشراف للمستقبل وقد ولد من رحم الشعب ومن أجل الشعب هكذا كان وما يزال وسيبقى كذلك.