حقيقة التطبيع ووهم المساندة :تاريخ شعب فلسطين كما روته كتب التاريخ
حقيقة التطبيع ووهم المساندة :تاريخ شعب فلسطين كما روته كتب التاريخ : الجزء الثاني (02).
( خلاصات مقالات موثقة عن تاريخ فلسطين من ما قبل التاريخ إلى إندلاع الحرب العربية الإسرائيلية.
أعدها للنشر :سدي علي ماء العينين ،دجنبر ،2020.
العرب الكنعانيون كانوا أول السكان المعروفين لفلسطين. خلال الألف الثالثة قبل الميلاد وقد أصبحوا مدنيين يعيشون في دول ومدن منها أريحا، وكانت ساحة للحروب بين القوى العظمى و خاضعة لهيمنة الإمبراطوريات المجاورة،
الهيمنة المصرية والحكم الذاتي للكنعانيين كان في الألفية الثالثة قبل الميلاد، ثم بدأت السلطة المصرية بالضعف بعد القرن الرابع عشر قبل الميلاد، بحلول المحتلين الجدّد ومنهم العبرانيين
بعد خروج القبائل العبرية من مصر (1270 قبل الميلاد) قاموا بغزو مدن الكنعانيين. وتم لهم بقيادة جوشوا السيطرة على أجزاء من فلسطين (1230 قبل الميلاد). أستقر العبرانيون في تلال البلاد،
لكنّهم كانوا غير قادرين على السيطرة على كلّ فلسطين. الإسرائيليون، وهم إتحاد القبائل العبرية، أخيرا هزموا الكنعانيون حوالي 1125 قبل الميلاد. لكن تم غزوهم و قوتلوا قتالا شديدا من قبل الفلسطينيين.
حيث أسّس الفلسطينيون دولة مستقلة لهم على الساحل الجنوبي لفلسطين وسيطروا على مدن الكنعانيين بما فيها القدس.و هزموا الإسرائيليين بشدة حوالي 1050 قبل الميلاد.
التهديدات المخّتلفة أجبرت الإسرائيليين على التوحد وتأسيس الحكم الملكي. نبي الله داوود عليه السلام، فهزم الفلسطينيون بعد قليل من سنة 1000 قبل الميلاد، وتم لهم كامل السيطرة على أرض كنعان.
وحدة إسرائيل وضعف الإمبراطوريات المجاورة مكّنا داوود من تأسيس دولة مستقلة كبيرة عاصمتها القدس.
في عهد إبن داوود ووريث، نبي الله سليمان علية السلام، تمتّع بنو إسرائيل بالسلام و الإزدهار، لكن مع موته في 922 قبل الميلاد قسّمت المملكة إلى إسرائيل في الشمال ويهودا في الجنوب.
عندما أستأنفت الإمبراطوريات القريبة توسعها، سقطت إسرائيل تحت سلطة الإمبراطورية الآشورية في 722-721 قبل الميلاد، ويهودا هزمت في 586 قبل الميلاد من قبل بلاد بابل، الذين حطّموا القدس ونفوا أغلب اليهود الذين يعيشون فيها.
اليهود المنفيون سمح لهم بالمحافظة على هوياتهم و الحكم الفارسي سمح لليهود بالحكم الذاتي. جدّدوا جدران القدس وصنّفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الإجتماعية والدينية
الحكم الفارسي لفلسطين إستبدل بالحكم اليوناني عندما أحتل الأكسندر الأكبر المقدوني المنطقة في 333 قبل الميلاد. ورثة الأكسندر، بتوليميس .
في القرن الثاني قبل الميلاد، تمرّد اليهود تحت ماكابيس وبدأت دولة مستقلة (141 – 63 قبل الميلاد) حتى قهرهم بومبي العظيم من روما وجعلها مقاطعة حكمت من قبل الملوك اليهود.
خلال حكم الملك هيرود العظيم (37-4 قبل الميلاد) ولد سيدنا عيسى علية السلام. كان هناك ثورتان لليهود وقعتا في 66-73 و 132-35. بعد الثانية، قتل عدد كبير من اليهود، والعديد بيع كعبيد، أما البقية فلم يسمح لهم بزيارة القدس. بدل أسم يهودا إلى إسم سوريا فلسطينيا.. أغلب السكان أصبحوا مسيحيين.!!
قطع الحكم البيزنطي (الروماني) خلال فترات قصيرة بغزوات فارسية وأنتهى تماما عندما فتحت الجيوش العربية الإسلامية فلسطين والقدس في العام 638.
بدأ الحكم الإسلامي لفلسطين لمدت 1300 سنة. فأصبحت فلسطين مقدّسة للمسلمين لأن الله أمر سيدنا محمد بأن تكون القدس القبلة الأول للمسلمين فأصبحت القدس المدينة الأقدس الثالثة للإسلام.
الحكام المسلمون لم يجبروا دينهم على الفلسطينيين، وخلال أكثر من قرن تحول الأغلبية إلى الإسلام.
المسيحيون واليهود الباقون أعتبروا أهل الكتاب. وسمح لهم السيطرة المستقلة ذاتيا في مجتمعاتهم وضمن لهم أمنهم وحريتهم في العبادة. مثل هذا التسامح كان نادرا في تاريخ الأديان و في تاريخ فلسطين.
أكثر الفلسطينيين تبنّوا العربية والثقافة الإسلامية
عندما إنتقلت السلطة إلى بغداد مع العباسيين في 750، أصبحت فلسطين مهملة.عانت البلاد بعد ذلك من الإضطراب والهيمنة المتعاقبة من قبل السلجوقيين، الفاطميين، والغزوات الصليبية.
فجاء الأتراك العثمانيون من آسيا الصغرى هزموا المملوكيين
1517، وحكموا فلسطين حتى شتاء 1917. البلد كان قد قسّم إلى عدّة مناطق (سناجق) منها القدس. إدارة
المناطق وضعت بشكل كبير في أيادي العرب الفلسطينيين. المسيحييون و اليهود، على أية حال، سمح لهم بكل الحريات الدينية والمدنية. إشتركت فلسطين في مجد الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشرة، لكن ضعف ذلك المجد ثانية للإمبراطورية في القرن السابعة عشر.
في القرن التاسع عشر. الأوروبيون جلبهم إلى الشرق الأوسط. بين 1831 و1840، محمد علي، الوالى العثماني على مصر، في محاولة لتوسيع حكمه إلى فلسطين.
تصاعد القومية الأوروبية في القرن التاسع عشر، وخصوصا مع أنتشار اللاسامية، شجّع اليهود الأوروبيين لطلب اللجوء الى “أرض الميعاد” في فلسطين.
ثيودور هيرزل، مؤلف كتاب الدولة اليهودية (1896)، أسّس المنظمة الصهيونية العالمية في 1897 لحملّ أوروبا على حل “المشكلة اليهودية”. كنتيجة لتزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشّدة في 1880،
العرب الفلسطينيون وهم حوالي 95 بالمائة من السكان بدأوا يشعرون بالتخوف من هجرة اليهود وشراء الأرض ومن ثمّ تحولت الى معارضة للصهيونية.
بمساعد من قبل العرب(!!) ، أحتلت بريطانيا فلسطين من الأتراك العثمانيين في 1917 – 1918.
العرب تمرّدوا ضدّ الأتراك لأن البريطانيين وعدوهم، في 1915-1916 بإستقلال بلدانهم بعد الحرب.
بريطانيا، قدمت إلتزامات متعارضة أخرى في السرّ من خلال إتفاقية سيكيس بيكوت مع فرنسا وروسيا 1916، بالتعهد بتقسيم وحكم المناطق العربية مع حلفائها.
في إتفاقية ثالثة، في وعد بلفور 1917، وعدت بريطانيا اليهود بالمساعدة على تاسيس “وطن قومي” في فلسطين.
هذا الوعد دمج بعد ذلك في صك الإنتداب الممنوح لبريطانيا من عصبة الأمم في 1922.
خلال إنتدابهم من 1922 الى 1948،البريطانيون وجدوا أن وعودهم المتناقضة إلى اليهود و العرب الفلسطينيين صعبة التوافق. تصوّر الصهاينة بفتح الهجرة اليهودية بشكل واسع النطاق، والبعض تكلّم عن دولة يهودية تشمل كلّ فلسطين.
الفلسطينيون، رفضوا قيام بريطانيا بتقديم بلادهم إلى طرف ثالث و هم لا يملكونها، حدثت الهجمات المضادة للصهيونية في القدس في 1920 ويافا في 1921.
في 1928، عندما زادت الهجرة اليهودية بعض الشّيء، السياسة البريطانية تجاه الهجرة تأرجحت تحت تضارب الضغوط العربية واليهودية.و الهجرة تزايدت بحدّة بعد أضهاد النظام النازي في ألمانيا لليهود سنة 1933. في 1935 تقريبا حوالى 62,000 يهودي دخلوا فلسطين.
الخوف من الهيمنة اليهودية كان السبب الرئيسي للثورة العربية التي إندلعت في 1936 وإستمرّت بشكل متقطّع حتى 1939. في ذلك الوقت حدّدت بريطانيا الهجرة اليهودية ثانية ومنعت بيع الأرض لليهود.
الكفاح الفلسطين، الذي توقف خلال الحرب العالمية الثانية، إستأنف في 1945.
الرعب من المحرقة النازية المزعومة أنتج عطفا عالميا و أوروبيا لليهود وللصهيونية، وبالرغم من أن بريطانيا ما زالت ترفض هجرة 100,000 يهودي إلى فلسطين، العديد من اليهودي وجد طريقهم الى هناك بشكل غير قانوني.
الخطط المختلفة لحلّ مشكلة فلسطين رفضت من طرف أو آخر.
أعلنت بريطانيا أن الإنتداب فاشل وحولت المشكلة إلى الأمم المتّحدة في أبريل 1947.
اليهود والفلسطينيون أستعدوا للمواجهة. بالرغم من أن الفلسطينين فاقوا عدد اليهود (1300000 إلى 600000)، اليهود كانوا مستعدّين أفضل.
مفتي القدس، والناطق الرئيسي للفلسطينيين، رفض القبول بالدولة اليهودية.
عندما قررت الأمم المتّحدة تقسيم فلسطين في نوفمبر 1947، رفض العرب الخطة بينما قبلها اليهود.
في الحرب العسكرية التي بدأت بعد أنهاء بريطانيا للإنتداب هزم العرب والفلسطينيون.فقامت إسرائيل في 14 مايو/1948
في الجزء الثالث ستقوم الحرب العربية الإسرائيلية، وتلك حكاية أخرى.
الصورة من داخل مقر البرلمان الفلسطيني.