إصدار جديد عن المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر سنة 1975
نستالجية الحكي القاسي
عن مطبعة جسور بوجدة صدر للكاتب جمال العثماني مؤلف جديد عن تجربة الطرد التي تعرضت له الأسر المغربية من الجزائر شتاء 1975 عنونه ب “تخاريف حنَة يامنة” وهو امتداد لكتابه السابق “قُرارة الخيط” وكلاهما اشتغال على ذاكرة الطرد الذي أقدمت عليه الطغمة الحاكمة في الجزائر في حق هؤلاء المغاربة الأبرياء سنة 1975
قارئ هذه التخاريف سيجد لغة مختلفة عصية على التجنيس والتصنيف، وسيعثر بين تفاصيلها على أنقاض مرممة بالكتابة عن عالم متفرد عاشه الكاتب ذات زمن ب”حمام بوحجر” بالجزائر بلغة مهجنة نوستالجية وقاسية تنثال عفويا في مقاطع تختزل الذكرى والمعاناة..
كتابة لا تقرأ وانما تحس وتدرك. صرخة قوية تصور المعيشي وتوثق له..تجسد الصور وتترك للقارئ مهمة الإخراج والاستنطاق، صور تخرج صادقة عفوية بدون تنميق او تجميل لطفل ضاق مرارة الترحيل والهوان
هذه “التخاريف”…ليست خرافة جدة يسمر حولها الصغار شتاء، إنها جرحها النازف الذي حملته ذات شتاء قارس معها من “حمام بوحجر”
هذه التخاريف..سيرة حياة مغدورة.. سيرة رجل أغضبه الظلم فارتدى قبعة النثر وربط على عنقه سيرة ذاتية تراودها الحكاية تارة و الرواية تارة أخرى، مزيج بين الهزيج و الزجل، عصارة سنون الطرد ورعشة الهبوط من ثراء منهوب إلى نقطة الصفر… نقطة سوداء صارع بها (الطفل) فرحة الرجوع إلى الوطن و مرارة الرجوع بلا زاد ولا عتاد في ظروف مأساوية اختزلتها العين ووثقتها بأسف مرير
عن ما تعرضته العائلات المغربية من جراء هذا الطرد اللعين
(للإشارة، صورة الغلاف، جدة المؤلف…مزدادة 1893…كان في عمرها 82 سنة يوم الطرد، توفيت في 1980 بوجدة )رحمها الله