سقوط وزير سابق ورئيس جهة في فخ العدالة
سياسي/ الرباط
بعد اقتنائه لسبع سيارات من نوع “توراك” بمبلغ مالي يناهز 284 مليون سنتيم له ولنوابه، مع رئاسته لأفقر جهات المغرب والتلاعب بالبنية العقارية بجهة درعة تافيلالت يمتثل النائب البرلماني ورئيس مجلس الجهة لحبيب الشوباني أمام محكمة جرائم الأموال بفاس للنظر في الاختلالات المالية التي عرفها المجلس طيلة مدة ولايته.
وكان الوكيل العام للملك لدى استئنافية فاس أعطى تعليماته للشرطة القضائية، من أجل فتح تحقيق في الاختلالات المالية التي شابت تدبير مجلس جهة درعة تافيلالت منذ تشكيله سنة 2015، وذلك بعد توصله بشكاية وضعتها فرق المعارضة.
وبناء على تعليمات النيابة العامة المختصة، في ظل الأوضاع المزرية التي تعرفها الجهة التي لم تشهد تقدما ملموسا في مختلف المستويات ولا سيما أن الرئيس ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية والذي جعل من مسؤوليته السياسية غطاء لتحقيق الثروة وإرضاء أتباعه داخل المجلس دون حسيب ولا رقيب.
ومن المرجح أن تعمل النيابة العامة على طرح الخروقات والاختلالات المتعلقة بصرف المال العام، من بينها تعويضات التنقل ونفقات الإطعام، التي كلفت مبالغ كبيرة، استفادت منها جمعيات رياضية بطرق ملتوية عن طريق شركة في ملكية رئيس جماعة ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية، ولاسيما أن ميزانية الجهة لا تتضمن نفقات تتعلق بنقل الفرق الرياضية، وقد تم تمرير هذه الصفقة تحت غطاء نقل الضيوف، وكذلك صفقة اقتناء حافلات النقل المدرسي.
فبعد فشل الرئيس في تنزيل برنامج التنمية الجهوية والمخطط الجهوي لإعداد التراب، اللذين يعتبران وثيقتين مرجعيتين للتنمية بالجهة واستفلاله لمنصبه السياسي في ظل حكومة العثماني التي ساهمت بشكل أو بآخر في تحويل نائبها البرلماني ورئيس الجهة إلى إمبراطور يتلاعب بالقوانين وبالمال العام وقد أخلف الموعد مع التنمية التي لطالما نادى بها عاهل البلاد، غير مكترث بالضمير السياسي في معالجة ملفات الجهات والارتقاء بها رغم الموارد المالية المهمة للجهة التي تحولت بفضل سياسة التبذير واستغلال النفوذ إلى أفقر جهة بالمملكة في ظل تسيير الحزب الإسلاموي، حزب العدالة والتنمية.
فهل ستقول العدالة كلمتها في إعطاء الدرس الحقيقي في ربط المسؤولية بالمحاسبة؟ أم ستتدخل العدالة والتنمية في شخص رئيس حكومتها لطي هذا الملف وذر الرماد في العيون انتصارا للحزب ولسمعته السياسية وضدا في إقرار العدالة وإنصاف الساكنة التي تجتر الفقر في مختلف مظاهره وصوره.