الدكتور”إبراهيم موسى”..مسار طبيب صحراوي عالج قضية الصحراء بدبلوماسية حكيمة
الدكتور”إبراهيم موسى”..مسار طبيب صحراوي عالج قضية الصحراء بدبلوماسية حكيمة
سياسي: رشيد لمسلم
هم رجال بصموا بحكمة ورزانة في ترك تاريخ شخصي وواقعي ساهم في بناء الدولة المغربية الحديثة والمعاصرة، وهم رجال دافعوا عن الوطن بكل تفاني من عدة واجهات.
من رجال الوطن المنتمين للصحراء المغربية، نجد الشخصية المغربية الصحراوية درس الطب في اكبر الجامعات الاسبانية بمدريد إبان الاستعمار، وهو سلسل عائلة بقبيلة ممتدة في الصحراء المغربية، عائلة وطنية من جد إمتهن التجارة، وكان أول من وضع البناء الإسمنتي بزخرفة مغربية في الصحراء المغربية.
رحل عنا، الدكتور الحاج ابراهيم موسى، الذي بدأ مساره العلمي والمعرفي بالدراسة بمدرسة جزر الكناري، وانتقل للجامعة بمدريد بكلية الطب وتخرج حاملا مفاهيم العلم وأدوات العلاج ليجد نفسه طبيبا اختار العمل بوطنه بالصحراء المغربية منذ تخرجه سنة 1973، وترك اسبانيا حيث كانت تريد ان يكون مسؤولها الطبي بالصحراء.
عمل الدكتور ابراهيم موسى، كأول طبيب صحراوي درس باسبانيا، ليعمل بالداخلة، وليعالج الآلاف من مواطني بلده بكل تضحية وتفاني مقدسا قسم ” ابقراط” وظل قلبه دائما ينبض من أجل الوطن والدفاع عن الصحراء المغربية وشارك في المسيرة الخضراء، وعينه الراحل الملك الحسن الثاني طبيا رئيسا في الداخلة ووادي الذهب حتى 1982، لينتقل الى مدينة طنجة لينقل خبرته الطبية والعلمية من جنوب المغرب الى شماله.
حب الراحل الدكتور ابراهيم موسى لوطنه والدفاع عن قضية الصحراء، مكنته من ان ينقل خبرته الى الدبلوماسية الدولية وتم تعيينه قنصلا للمغرب بجزر الكناري حتى سنة 1992. تم سفيرا للمغرب بالجمهورية الموريتانية 1997.
وبعد نجاحه في المجال الدبلوماسي باسبانيا وموريتانيا، في مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ المغرب في استرجاع أراضيه والانتصار لقضية الصحراء، تم تعيين الدكتور ابراهيم موسى سفيرا للمغرب بأمريكا لاتينية، وتم تعيينه سفير بنفنزويلا 2009، وفي سنة2016 تقلد مسؤولية سفير جمهوية دومينكان وجزر الكرايبي.. وهو المنصب الدبلوماسي الكبير في دول كانت تعتبر مؤيدة لجمهورية الوهم البوليساريو، حيث تمكن الراحل السفير ابراهيم موسى من ان يتحرك على اكبر المستويات والواجهات في اقناع العديد من الدول في التراجع عن الاعتراف بالبوليساريو، ومكن دول امريكا لاتينية في التأسيس لعلاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع المغرب، وتم التراجع اكثر من اعتراف 14 دولة بجمهورية الوهم البوليساريو..
ما تحقق اليوم في الانتصارات الدبلوماسية المغربية خصوصا في أمريكا لاتينية يرجع الى الكفاءة وحنكة الراحل السفير ابراهيم موسى، وما تركه من تراكمات في العلاقات الدولية بين المملكة المغربية والعديد من الدول في امريكا لاتينية، حيث كان الدكتور ابراهيم موسى محاورا حكيما، ودبلوماسيا ناجحا في تقريب الرؤى والتصورات والتعريف بالمغرب وتنوعه الثقافي وحضارته التاريخية، مع دحض الأطروحات الوهمية والأساطير الخرافية التي حاول بعض اعداء الوطن تمريرها.
الراحل الدكتور ابراهيم موسى، عايش ملوك ورؤساء دول، وكانت لقاءاته بالراحل الملك الحسن الثاني، بمثابة خارطة الطريق ليشق الراحل طريقه في الدفاع عن بلده ووطنه المغرب، سواء كطبيب ميداني عالج الآلاف من المواطنين في زمن الأوبئة ، او كقنصل وسفير جعل من الدفاع عن وطنه مسؤولية كبرى منحها كل وقته وعقله وفكره، لمدة 17 سنة من الدبلوماسية بامريكا لاثينية حتى سنة 2016.
كما يعتبر الدكتور الراحل ابراهيم موسى المنتمي الى الصحراء المغربية، أول طبيب صحراوي وجامعي اختار معالجة أمراض المواطنين في الصحراء المغربية وهي تحت الحماية الاسبانية منذ سنة 1945.
وسبق ان التقى الراحل الدكتور ابرهيم موسى، الجنرال فرانكووالامير حوان كارلوس، ليعيش مراحل صعبة نظرا للظروف السياسية التي كانت تعيشها اسبانيا، ليختار الرجوع الى وطنه..
كما التقى الراحل الحسن الثاني الذي قال له ( “ارجع يا دكتور إلى الصحراء إذا أردت. ليس في قلبك غْرام واحد من الانفصال، وإذا أعطاك الإسبان أي مسؤولية تسلّمها، حتى ولو وضعوك على رأس دولة في الصحراء،) لكن بمشيئة الله في دجنبر 1975 سأشرب معكم الشاي في العيون”. جملة لم أفهمها، المهم ذهبت إلى الدار البيضاء ومنها إلى باريس، ولم أفهم ما رمى إليه الملك الراحل إلا في 16 أكتوبر 1975 عندما أعلن سيدنا عن نداء المسيرة الخضراء. كنت حينها في الداخلة مع الوالد رحمه الله في بيته، وكنا ننصت إلى نشرة الواحدة ظهرا من الرباط، كعادتنا، وعندما سمعنا نداء المسيرة من طرف الملك، في 16 أكتوبر 1975، قلت للوالد إن سيدنا سيشرب فعلا معنا الشاي في دجنبر….)
رحم الله الفقيد الراحل الدكتور ( ابراهيم بن موسى)