لماذا بكى وحزن محمد شكري على كلبه؟
فنجان بدون سكر:
لماذا بكى وحزن محمد شكري على كلبه؟
بقلم عبد الهادي بريويك
يبدو من خلال ما سأحاول كتابته من استحضار هذا الموقف للكاتب المغربي والعالمي الذي عاش ( تحت الدص) لواقعية كتاباته المرحوم محمد شكري صاحب الخبز الحافي، علاقته بكلب التقطه من الشارع وحن قلبه له وشاركه طعامه كما أواني الأكل وسمفونيات وكتابات والم وجوع ورفاهية، كلب من الشارع جعله أعظم من البشر أو بعض البشر الذين يأكلون ويعضون ويسبون ويلعنون وهم يعيشون تحت رحمة هذا الوطن.
لم يكن محمد شكري يؤمن بالتأثر الوجداني الزائد عن موضعه أو محله، لكن مع الكلب الصديق حزن أكثر وغلق الأبواب وحزن لموته ورفاقه أثناء غيابه ورق قلبه وقل اكله في وفاء سويالي جميل وعميق المغزى.
ماذا كان يعني لنا شكري وماذا كان يعني له الكلب؟؟؟!!!
هذه العلاقة التي تخرج من إطار موضة اليوم من أجل التعبير على الرقي الاجتماعي واستلهام مبتغى الطبقة الاستقراطية من خلال تربية الكلاب والسير معا جنبا الى جنب، بل جعل شكري من ذاك الكلب الذي تربى في الشوارع صديقا له وبكى بكاء لفراقه ولبث بيته حزنا بعد فراقه.
الكلب في مقبرة الحيوانات محترما ولم يتم رميه في الشوارع أو زبالة بني آدم ويحمل شارة واسما والأدهى من ذلك لا نأخذ العبر.
شكري الإنسان من ذوي طبقات كتاب هذا الوطن وشعرائنا الذين يستمنون الحرف من أجل الكتابة ويكتبون بدفء وغزارة لا يأبهون بالانتصارات ولا بتسجيل الأهداف بل فقط يؤمنون بالكتابة والرغبة في ملاءمة الحرف ومغازلته بكل رقة ووداعة.
كلب محمد شكري تخلد في التاريخ الروائي المغربي بحكم ثقافة أنيسة الحيوان الذي يحمل ألفة لامتناهية في الرفق بالإنسان.
لا أعلم كيف تذكرت الكلب وتذكرت الروائي المغربي الكبير محمد شكري في هذا اليوم.
لكن العبرة بالدلالة والدلالة وضوح والوضوح أجمل مافي اللغة العربية من حكمة.