الجزائر تتنفس غضبا شعبيا
سياسي/ رشيد لمسلم
الواقع الجزائري الذي بات يرفضه الشعب الجزائري الشقيق جملة وتفصيلا لما أصبح يعرفه من تقهقر وعدم المواكبة التنموية، أدى إلى خروج المئات من الجزائريين إلى الشوارع مطالبة بالتغيير وإسقاط رؤوس الفساد العسكريين الذين أغرقوا البلاد وأفقروا العباد.
هذه الصور المؤلمة التي تطل علينا عبر وسائل الإعلام الدولية غير الجزائرية الرسمية التي تعيش لحظة شرود وتيه بفضل التوجيهات العسكرية الموالية للنظام الحاكم في البلاد، تعكس مدى حجم الضرر الاجتماعي الذي يعيشه المواطن الجزائري والذي ضاق درعا من سياسة الجر للوراء دون الاندماج في المشاريع التنموية القادرة على النهوض بالأوضاع الوطنية للجزائر، وعدم مواكبتها للمتغيرات والتحولات الطارئة حوله.
هذه الصور للمظاهرات التي تتقاطر علينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الدولي وتدخل الأمن لردع المواطن الجزائري وثنيه عن المطالبة بحقوقه وما يواكب ذلك من حملات الاعتقالات الواسعة في صفوف المناهضين للنظام، تؤكد بالملموس ضعف الجهاز الحاكم الذي حقق ثروات فاحشة على حساب الجماهير الشعبية الجزائرية وتؤكد، أيضا ، أن الشعب الجزائري ظل لسنوات متعددة يعاني في صمت جراء السياسات الممنهجة في حقه عبر مختلف الأنظمة الحاكمة والتي فوتت عليهم فترات حقيقية من الرقي والتقدم والازدهار وأدت إلى تخلف واضح على مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية، ولم يحظوا باهتمام الحكام الذين تداولوا على سدة الحكم، حتى تفشت كل مظاهر الفقر والتخلف وأدى إلى اختناق شعبي بعد هذا الاحتقان في توالي الأزمات.
وفي الوقت الذي على النظام الجزائري (يدخل سوق راسو ويديها في مشاكل بلادو) أصبح ينفث السموم في جيرانه الذين قطعوا أشواطا في التنمية وفي الحقوق الاجتماعية، مدافعا عن شرذمة البوليساريو في تسيب واضح ودون احترام أو صون لعلاقات الجوار.
هكذا أصبحت الجزائر تتنفس غضبا شعبيا تحت قمع العسكر الجزائري وتعيش أسوأ الظروف من خلال سياسة الجر للوراء بدل التقدم والتوجه نحو الأمام.