المغرب يطلق من وجدة نداء إحياء المغرب الكبير
سياسي/ رشيد لمسلم
في مبادراته الوحدوية المتعددة الجوانب والملامح طالب المغرب من مدينة وجدة الدول المغاربية بالعودة إلى حضيرة النقاش من أجل إحياء المغرب الكبير، الذي يعتبر الإطار الوحدوي بين الدول والشعوب المغاربية التي تطمح إلى تحقيق التعاون الاقتصادي والأمني والتي تكتسي أهمية كبيرة في الوقت الراهن نظرا للتحديات العالمية والمتغيرات التي تستدعي الاحتكام للحكمة والتبصر وخلق قنوات التواصل الجاد والمجدي بين دول المنطقة باستحضار التطورات التي تعرفها المنطقة والحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر.
إن هذا النداء الذي ينم على المسؤولية الجماعية التي يوليها المغرب لشعوب المنطقة من أجل رسم خارطة طريق مشتركة تمكنها من إقلاع اقتصادي حقيقي وتنموي كفيل بتقدم الشعوب مع ما يدعو ذلك من التعاون المشترك من أجل ذرء مخاطر الإرهاب والتطرف الذي بات وباء حقيقيا يهدد المنطقة ويهدد سلامة شعوبنا ناهيكم عن الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه اتحاد المغرب العربي في النهوض بالأوضاع الاجتماعية وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات ولا سيما أن العائق الوحيد الذي يحول دون تحقيق هذه الوحدة هو النظام الجزائري الذي ينفث سموم الحقد في الاستراتيجيات التنموية التي يعرفها المغرب الذي استطاع بفضل حنكة ملك البلاد العودة بقوة إلى حضيرة الاتحاد الإفريقي ومساهمته في تعزيز الأمن و التنمية في مجالات متعددة باتت وسام اعتراف لدول إفريقيا تجاه المغرب الذي يدعو دوما إلى التعاون والسلم والاستقرار ناهيكم عن المكتسبات البينة التي حققها على مستوى استكمال وحدته الترابية واسترجاع صحراءه كاملة أمام اعتراف المنتظم الدولي بمشروعية هذا الحق الذي ظل لسنوات متعددة في أدراج محكمة العدل الدولية.
إن استثمار هذه المعطيات في خلق جو ملائم للمصالحة الجماعية وما يقتضيه الأمر من رسم خارطة طريق واعدة بين الشعوب المغاربية بما يعزز المستقبل المشترك الذي يستلزم أكثر من أي وقت مضى الانخراط في إنعاش العلاقات الدبلوماسية وطرح مختلف القضايا على طاولة النقاش والخروج باقتراحات وبدائل قادرة على جعل المنطقة من أكثر البلدان المتقدمة.