أخنوش هرب.. شعار المرحلة بأكادير
سياسي/ الرباط
على شاكلة “بنعلي هرب” كلازمة وشعار أساسيين طبعا الحراك الشعبي التونسي إبان الربيع العربي سنة 2011، تتردد نفس اللازمة هذه الأيام بمدينة أكادير، لكنها في حق عزيز أخنوش هذه المرة، وذلك بسبب هروبه من دائرة أكادير إلى دائرة تافراوت في إطار الانتخابات التشريعية المقبلة.
ذلك أن المحاولات المادية الجارفة والقوية التي نزل بها زعيم الأحرار عزيز اخنوش بجهة سوس ماسة منذ سنتين لم تعد تنفعه في تحقيق مخططاته، بل حتى إغراق هذه الجهة بالدعم الفلاحي “الزائد عن اللزوم” وبالدعم الخيري عبر “جود” و “مؤسسة الجنوب”، لم يعد يسعف زعيم الزرق في تحقيق مبتغاه الذي بعد سنوات من إنفاق الملايير بجهة سوس ستختلط أوراق هذه الجهة بين يديه وستعود لنقطة الصفر.
حيث أن أخنوش الذي صرف الملايير على جهة سوس ماسة، كان بهدف تهيئة الأرضية لترشيحه للبرلمان بمدينة أكادير، بعدما أقصى برلمانيين أكاديريين حاليين في مجلس النواب باسم التجمع “الأول نجح بأكبر بقية سنة 2016 والثاني فاز في الانتخابات الجزئية سنة 2017″، حيث فكر أخنوش بجمع هذين المقعدين لنفسه ليمر بسهولة في دائرة أكادير، غير أن الخبيرين بقضايا الانتخابات من حزبه حذروه بأن المقعد صعب المنال بمدينة اكادير، لأن البرلمانيين التجمعين الاثنين فازا بالصدفة الخارقة، حيث الأول كان قد فاز بمشقة الأنفس في المرتبة الرابعة وببضعة أصوات، بينما الثاني فقد استفاد من العزوف التي عرفته الانتخابات الجزئية سنة 2017، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن رجال المال الحقيقيين بمدينة أكادير لن يدعموا اخنوش لأنهم لن يغفروا لأخنوش استغلال قوته في السطو على المشاريع الكبرى بالمدينة، منها “المارينا” ومنها ما وقع ب”منتجع تاغازوت” لولا الغضبة الملكية، وبالتالي أن تقدم أخنوش لانتخابات 2021 بمدينة أكادير فيه خسارة مدوية لزعيم الزرق.
من جهة أخرى، فأمام قوة العدالة والتنمية “المرتبة الأولى في انتخابات 2016 بمقعدين” وقوة البام “المرتبة الثانية سنة 2016” وعودة الاستقلال لمدينة اكادير من خلال نزول حمدي ولد الرشيد شخصيا إلى أكادير حاليا، وبعد ترتيب البيت الاتحادي بعاصمة سوس، بات الزعيم الأزرق مهدد بهزيمة مدوية، مما جعله يهرول نحن مسقط رأسه بتافراوت باعتبارها دائرة المجال القروي الذي يسهل خداع عقول أهلها، على عكس شباب مدينة أكادير عاصمة سوس العالمة، حيث كانوا من أكبر داعمي المقاطعة التي تضررت منها شركات أخنوش، ناهيك عن معاناة قطاعهم الصحي المهترئ بالمدينة، والذي عانا الويلات أكثر مع نقص مادة “الأوكسجين” في مرحلة وباء “كوفيد 19” الأخيرة، علما أن شركة أخنوش هي من تحتكر الأوكسجين الذي يتنفس به المغاربة.
والمصيبة الأكبر أن أخنوش الذي يتصرف كمالك شركة التجمع وليس حزب الأحرار، لم يقرر الهروب لتافراوت فقط، بل قرر في تحد كبير لأبناء الحزب تبليص صديقه الوفي “التقنوقراطي” الحافيذي، على رأس المرشحين بأكادير، دون أدنى استشارة مع التجمعيين المؤسسين السوسيين الحقيقيين، مما جعل أبناء الحزب ومؤسسيه يشرعون في الرحيل نحو أحزاب أخرى.