حينما تستخف بعجوز
فنجان بدون سكر:
بقلم عبدالهادي بريويك
في زمن الانطفاء والتعالي وقلة الحياء والاحترام، توجه شيخ عجوز الى مصرف البنك لسحب مبلغا ماليا نقدا ، سلم بطاقته الوطنية إلى موظف البنك وقال له اريد سحب مبلغ 100 درهم من حسابي.
قال له موظف البنك: لعمليات السحب التي لا تقل على المائتي درهم عليك استخدام الشباك الآلي.
سأل الشيخ العجوز لماذا ؟
قال الموظف : بتعال كبير “ونرفزة ” وهو يرد له بطاقته الوطنية، هذه هي التعليمات، وأرجو ثمة طابور من الصف خلفك ينتظرون ..وأرجو المغادرة، إذا لم يكن هناك أمر آخر ؟!
وقف الشيخ العجوز لبضع ثوان وتأمل الموظف ذو دهنة الشعر وربطة العنق السوداء ..وقال له ..أريد سحب رصيدي بأكمله وقد اعاد له بطاقته الوطنية وقال العجوز وأرجو مساعدتي ..
دهش الموظف عند مراجعته لحساب العجوز وقال له:
حسابك 500الف درهم والبنك لا يتوفر اليوم على هذه السيولة فهل لا عدت غدا ؟
وببرودة تامة سأل العجوز الشيخ الموظف هل يمكنني الحصول على مبلغ 5000درهم؟
أحضر لها المبلغ الذي طلبه منه وأخذ منه مبلغ 100درهما، وقال الموظف للعجوز هل من أمر آخر :
بهدوء رد العجوز أريد ايداع مبلغ 4900درهم في حسابي الخاص.!!
أصيب الموظف الشاب ذو دهنة الشعر وربطة العنق السوداء بالذهول .
ولم يعلم أنه من الصعب التعامل مع كبار السن وأصحاب الخبرات فقد أمضوا حياتهم في تعلم المهارات ..ولم يتعلم بعد شيئا من مدرسة الحياة .