المغرب إنتصر انتصارا مشرفا لصحراءه المغربية ويلحق بإسبانيا هزيمة قوية تعطي درساً مهماً لأوروبا.. والجزائر
سياسي/رشيد لمسلم
في قراءة للوضع القائم في إسبانيا واستبعادها لوزيرة شؤونها الخارجية التي لم تحسن تدبير الملف مع المغرب وتجاوزت حدود اللباقة الدبلوماسية بين البلدين، وإقالتها أو الزج بها في بحر الظلمات لدليل واضح على عدم تمكن إسبانيا من استيعاب التحولات الكبرى التي يعرفها المغرب والتطورات التي يعرفها وتعاملت بشكل عنصري وخاطئ في تدبير الاختلاف الذي كان نتيجة استقبالها للزعيم الوهمي للجبهة الوهمية البوليساريو وبطريقة غير شرعية على ترابها الوطني.
إضافة لردود الفعل لحزب الفوكس الإسباني الذي يهاجم المغرب في تصريحات وخرجات إعلامية معزولة ومسمومة، يؤكد بالملموس كما أشارت بعض الصحف الأجنبية أن المغرب انتصر لقضيته الترابية انتصارا مشرفا باعتراف المنتظم الدولي بقضيته العادلة ومغربية صحراءه، وهو اعتراف ضمني بهزيمة النظامين الإسباني والجزائري، ودليل واضح على أن الإسبانيين تكبدوا خسائر مالية ضخمة من خلال تضرر اقتصادهم وعدم استفادتهم من عملية ” مرحبا” بمناسبة عودة الجالية المغربية إلى وطنهم وعدم استخدامهم إسبانيا كمعبر لولوج المغرب أو العودة إلى بلدان المهجر، وهي الضربة الموجعة التي وجهها المغرب إلى إسبانيا، ضربة أقل ما يمكن القول عنها ضربة في صميم الاقتصاد الإسباني إضافة إلى إيقاف التبادل التجاري وبخاصة على المستوى الفلاحي الذي أظهر قوة المغرب وضعف الاقتصاد الإسباني الذي كان ينتعش من خلال استفادته من المنتوجات الفلاحية المغربية.
وفي هذا السياق وبعد استفحال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بإسبانيا التي أصبحت تعيش على عروش خاوية، أصبحت بعض المقاطعات أو الولايات الإسبانية تحاول التواصل مع المغرب خارج الإطار الحكومي الإسباني نتيجة الأضرار والخسائر التي تكبدتها إسبانيا التي كانت مندفعة إلى حد كبير في إدارة الأزمة، والتي حاولت الضغط على البرتغال من أجل إيقاف كل تعاملاتها مع المغرب حتى لاتستفيد من هذه المبادلات وحثها على عدم استخدام معبرها للمغاربة مما يؤكد جسامة الضربة الموجعة التي وجهها المغرب لإسبانيا.
ما الذي تغير؟
إسبانيا تنشر خريطة المغرب كاملة لأول مرة بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وهو الحدث الذي كان محور نقاش لمجموعة من وسائل الإعلام الغربية والتي فسرته بكون هذه الخطوة هي محاولة من إسبانيا لتهدئة الوضع مع المغرب واعتراف بسيادة المغرب على كل أراضيه دون أن ينقص منها حبة رمل،
فهذا الدرس الذي وجهه المغرب لإسبانيا هو درس موجه لأوروبا بشكل عام، حيث أكد المغرب أنه لايمكن التعاطي مع الملفات الدبلوماسية باستخفاف وأن المغرب لن يكون الخاسر في مثل هذه المعارك بل أكد للعالم أنه بلد قوي بملكه وشعبه ومؤسساته.