كتاب “أوراق من زمن السياسة، اليوسفي كما عشناه” كتاب أنيق شكلا ومضمونا، يستحق أن يُقرأ ويجادَل، يُناقَش ويُحاوَر، يُحاجَج ويُنتقَد

يوسف غويركات

من أراد أن يتعرف على جوانب من تاريخ الاتحاد الاشتراكي بعد وفاة قائده عبد الرحيم بوعبيد، والاقتراب من المعطيات التي أدت إلى نشوء تجربة التناوب التوافقي، والعوامل التي ساهمت في أفولها، وكيف غادر اليوسفي الحكومة والحزب… فما عليه إلا أن يعود لكتاب محمد حفيظ وأحمد بوز لحرق الزمن والوقوف على كثير من الوقائع والحقائق.
وهي تجربة جماعية خاضها المؤلفان بمعية العديد من رفاق ذلك الزمن، يقدمان بعضا مما عاشاه مسنودا بوثائق وشهادات ومعززا بتحليل موضوعي رصين..
عمل توثيقي مهم جدا، ابتعد فيه حفيظ وبوز عن العيوب التي التصقت بتجربة السير الغيرية، والتي لم تكن تخرج عن حدي التمجيد الذي يصل حد التأليه، أو التبخيس الذي ينكر أي فضل أو مزية للشخص المكتوب عنه، والأمثلة كثيرة بلا حصر..
وهو بهذا، مادة بين يدي المؤرخ الذي بإمكانه اكتشاف طبيعة الظاهرة السياسية ومنطقها الموضوعي، والأنساق الثقافية المضمرة والحالة الذهنية التي جعلت المناضل/ة يتصرَّف بطريقة دون أخرى، وأحيانا يسلك طريقا غريبا أو منهجا بعيدا كل البعد عن المنطق..
كتاب “أوراق من زمن السياسة، اليوسفي كما عشناه” كتاب أنيق شكلا ومضمونا، يستحق أن يُقرأ ويجادَل، يُناقَش ويُحاوَر، يُحاجَج ويُنتقَد… ولاينبغي النظر إليه إلا من زاوية المجهود الرائع الذي قام به حفيظ وبوز لتقريبنا من تلك الوقائع التي عشنا تفاصيلها كل من موقعه.
يوسف غويركات