قد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعه الدوري يوم الإثنين 14 دجنبر2015، وتداول، ضمن جدول أعماله، في عدد من القضايا الدولية والوطنية، كما واصل متابعته، بالمناقشة والتقييم والبرمجة، لقضايا الحزب الداخلية، تنفيذا لمقررات الدورة الأخيرة للجنة المركزية.
Ø يدعو أوروبا إلى تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع بلادنا وتطويرها
وفق مقتضيات الشرعية الدولية وفي احترام للالتزامات المتبادلة
وتناول المكتب السياسي، في بداية أشغاله، الحكم الصادر عن محكمة العدل الأوروبية، مؤخرا، والقاضي بإلغاء الاتفاق الفلاحي الموقع بين بلادنا والاتحاد الأوروبي، معبرا عن استيائه العميق بخصوص هذا الحدث ذي الحمولة السياسية، والساعي إلى التشكيك، اللامشروع، في وحدتنا الترابية غير القابلة للتصرف أوالمساومة.
وإذ يؤكد المكتب السياسي على الأهمية القصوى التي تكتسيها الشراكة الاستراتيجية والمتقدمة لبلادنا مع أوروبا، بالنسبة للجانبين على حد سواء، على جميع المستويات والأصعدة، فإنه يعتبر أن الاتحاد الأوروبي مطالب بالقيام بجميع ما يستلزمه الحفاظ على البناء التعاقدي الذي بلوره الطرفان على مدى سنوات طويلة، وفق مبادئ ومقتضيات الشرعية الدولية والتعاون والاحترام المتبادل للالتزامات.
وفي نفس السياق، يعرب المكتب السياسي عن تثمينه للإجراء الأوروبي القاضي باستئناف الحكم المذكور، ولمضمون البيان الختامي الذي اعتمده الاتحاد الأوروبي في ختام الدورة الثالثة عشرة لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، من حيث توضيح الموقف السياسي الرسمي لأوروبا الحريص على استمرار وتطوير الشراكة الأوروبية مع بلادنا، والتأكيد على احترام أوروبا لدور المغرب ومكانته المتميزة إقليميا ودوليا، وتقديرها لإصلاحاته الجوهرية في مختلف المجالات.
Ø يثمن النتائج الإيجابية للمؤتمر 21 حول التغيرات المناخية
ومواصلة منه لمتابعة قضايا التنمية المستدامة بمناسبة المؤتمر الواحد والعشرين حول التغيرات المناخية الذي اختتم فعالياته بباريس، يعبر المكتب السياسي عن ارتياحه لتوصل دول العالم، ومن بينها المغرب، إلى اتفاق تاريخي وإيجابي حول إجراءات والتزامات تمنح الأمل في الحد من تلوث الأرض، وفي إمكانية ضمان جودة إطار الحياة بالنسبة للأجيال المقبلة، خاصة من خلال تحفيز الانتقال إلى استعمال الطاقة النظيفة وحصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وإبقائه دون درجتين مئويتين.
كما يؤكد المكتب السياسي على أن الرهان الحالي والمستقبلي، الذي يتعين أن تتعبأ حوله قوى اليسار، خصوصا، وعموم القوى الحية عبر العالم،متجسد في ضرورة مقاربة الكيفيات المثلى التي تجعل من هذا الاتفاق أمرا واقعا، من حيث آليات ومراقبة تنفيذ الالتزامات، لاسيما فيما يتصل بالبلدان الصناعية الكبرى المطالبة، أيضا، بالوفاء بالتزاماتها التمويلية تجاه البلدان النامية.
Ø يواصل التحضير للمؤتمر الوطني الاستثنائي والعمل التنظيمي المتعلق بإعادة الهيكلة
من جانب آخر، اطلع المكتب السياسي، على الورقة التي تقدم بها الفريق المكلف بتحضير مسودة التعديلات الجزئية للقانون الأساسي للحزب، والتي تروم تحسين الأداء التنظيمي والسياسي للحزب بالنظر للتحول السياسي الذي تشهده الساحة الوطنية ولما تعرفه رقعة الحزب التنظيمية من اتساع مطرد.
وقرر المكتب السياسي تخصيص الحيز الأوفر من اجتماعه المقبل للمدارسة التفصيلية لمضامين التعديلات المقترحة، وفق المقاربة والتوجهات المعلن عنها سابقا، ثم عرضها على أنظار الأجهزة الحزبية المعنية، قبل عرضها للمصادقة خلال المؤتمر الاستثنائي المقرر يوم 13 فبراير 2015.
وفيما يتصل بالنشاط الحزبي الداخلي، استمع المكتب السياسي إلى تقارير أعضائه الذين أشرفوا على تأطير اللقاءات والاجتماعات على صعيد الفروع، خلال نهاية الأسبوع المنصرم، تفعيلا لمقررات اللجنة المركزية الخاصة بإعادة الهيكلة التنظيمية والشروع في التحضير لمختلف الاستحقاقات السياسية والانتخابية المقبلة، ويتعلق الأمر بفروع تنتمي إلى جهات: الشرق، الرباط سلا القنيطرة، الدار البيضاء سطات، مراكش آسفي، وسوس ماسة.
وفي ذات الإطار، واصل المكتب السياسي برمجة أنشطة حزبية داخلية أخرى، داعيا جميع مناضلاته ومناضليه، عبر ربوع الوطن، إلى مزيد من التعبئة والحماس، من أجل إنجاح عملية تطوير هياكل الحزب وآليات اشتغاله، وتحديث بنيات استقباله، باعتماد مقاربة النجاعة والانفتاح على جميع الطاقات المجتمعية المتنورة والتواقة إلى المساهمة في مسيرة الإصلاح، من خلال أداة حزب التقدم والاشتراكية.
وفي ختام اجتماعه تداول المكتب السياسي في بعض الحالات المتصلة بالانضباط الحزبي، وفي عدد من النقط المختلفة الأخرى، واتخذ التدابير اللازمة في شأنها.