د.حميد المرزوقي يكتب: وأخيرا تعترف إسبانيا بمغربية الصحراء

د.حميد المرزوقي
بالرغم من أن الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز إلى جلالة الملك لا تعترف بشكل صريح بمغربية الصحراء نظرا لكون إسبانيا تجر ورائها ماضي كولنيالي طويل، ربما يجعلها تتردد في اتخاد قرار من هذا القبيل نظرا لبعض الفعاليات السياسية الداخلية والتزاماتها مع بعض شركائها الإقليميين، فإن رسالة سانشيز تحمل في طياتها العديد من المعاني التي تبشر بتحول جدري في مواقف إسبانيا من قضية وحدة المغرب الترابية، وبإلقاء نظرة أولية على رسالة رئيس الحكومة الإسبانية التي جاءت في ظرفية دقيقة نستشف أن الأمر يتعلق بالفعل بمنعطف مفصلي في العلاقات المغربية الإسبانية، التي سيتم بناؤها حسب رسالة السيد بيدرو سانشيز “على أسس شفافة والاحترام المتبادل والإمتناع عن كل عمل احادي الجانب” ، وهو اعتراف ضمني من الجانب الإسباني بالأخطاء التي ارتكبتها دبلوماسيتها والتي كانت السبب في دخول علاقات المغرب وإسبانيا لنفق مسدود، يميل نحو تجميد العلاقات الديبلوماسية، لذلك فاعلان “إسبانيا عزمها العمل من أجل التصدي للتحديات المشتركة،ولاسيما التعاون من أجل تدبير تدفقات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، والعمل على الدوام في إطار روح التعاون الكامل” إلى جانب اعلان رئيس الحكومة الإسباني اتخاد هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين” هو تصريح له عدة دلالات في العلاقات الدولية يؤكده اعتبار رئيس الحكومة الإسبانية “أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي أعلنها في 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية”، وهو نفس منطوق التصريح التي درجت الولايات المتحدة الأمريكية على استعماله في كل المناسبات التي تثار فيها قضية وحدة المغرب الترابية، الشئ الذي يعني أن إسبانيا أعلنت إصطفافها إلى جانب الدول الداعمة لمبارة المغرب المتعلقة بإقرار الحكم الذاتي في الاقاليم الواقعة بالصحراء المغربية، ومما يؤكد وقوع تحول هام في المواقف الإسبانية حيال وحدة المغرب الترابية اعلان رئيس الحكومة الإسبانية “اتخاد كل الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين”، لذلك فبالقدر الذي خلفت فيه مضامين الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز ارتياحا كبيرا في الأوساط المغربية المتتبعة لتطورات قضية المغرب الأولى، إلى جانب تسجيل ارتياح كبير لدى الشعب المغربي بكل شرائحه ومكوناته الثقافية، السياسية، الاجتماعية والاقتصادية، تم تسجيل إحباط كبير وانتكاسة مدوية في أوساط أعداء وحدة المغرب الترابية لدرجة دفعت النظام العسكري الجزائري يستدعي سفيره المعتمد باسبانيا للتشاور وهو اجراء دبلوماسي يسبق في الأعراف الدولية تجميد او قطع العلاقات الدبلوماسية، فتحية للدبلوماسية المغربية التي أدارت تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله بكفاءة كبيرة وواقعية ملف الصحراء المغربية.
د.حميد المرزوقي