تذكر يا محمود عباس ، تذكروا أيها الفلسطينيون !!!
عبد السلام المساوي
من صميم العقل والوجدان ، ومن مواقفنا النضالية التضامنية مع فلسطين ، بالأمس واليوم وغدا ، ومن صميم الأحداث نذكر الفلسطينيين إننا بلد من البلدان التي قالت لا لبيع القضية الفلسطينية في لحظة حاسمة وحازمة .
لم ننجر حول شيء ، ولم نمل لشيء . قلنا ان هاته القضية وبغض النظر عن قيادتها هي قضية عادلة يلزمنها استمرار التضامن .
هذا الشعب هو الوحيد الذي يخرج بالالاف كلما نادت جهة ما _ مهما كانت تفاهة أو أهمية هاته الجهة _ بنصرة فلسطين .
وهذا الشعب هو الذي يتغنى أنصار وأكبر ناد كروي فيه بالانتماء الرجاوي الفلسطيني ويرددونها على مسامع الجميع .
وهذا الشعب هو الذي ظل ينتظر الوضوح الفلسطيني ورد الجميل بالجميل على امتداد التاريخ ، من أيام أبي عمار وصورته الشهيرة مع عبد العزيز المراكشي ، مرورا بانتقاد زيارة شيمون بيريز في إطار مساعي المغرب لإحلال السلام واصطفاف أبي عمار مع معمر القذافي رحم الله الجميع ، وحتى استفاق ياسر عرفات من الأوهام والشعارات التي كان يبيعها له العديدون ، وفهم أن التضامن الحقيقي الذي يقرن القول بالفعل يوجد في المغرب أكثر مما يوجد في بلدان وعواصم أخرى .
للأسف أحسسنا بألم شديد ونحن نرى محمود عباس إلى جانب ابن بطوش !!!
نعيد قولها بكل هدوء الكون : ” المغرب أولا ” ، وهنا حتى أشقاؤنا الفلسطينيون لن يلومونا فبلدهم مسبق على ما عداه لديهم ، وهم ينتظرون من أي شعب المعاملة بالمثل بكل تأكيد..
نعم ، فلسطين فينا شيء ثابت .
نعم ، فلسطين وعدالة قضيتها أمر لا يقبل النقاش.
لكن المغرب مسبق لدينا على كل ما ومن عداه . والمغرب لدينا أولوية الأولويات .
والمغرب في الصف الصف الأول ، وكل القضايا الأخرى دون استثناء في الصف الثاني ، مهما بلغ تعاطفنا مع هاته القضايا لأن قضايا وطننا تظل الأولى والأهم والأكثر حساسية وحيوية بالنسبة لنا ، وبعدها تبدأ بقية القضايا.
المغرب لا عقدة له في هذا المجال ، وما قدمه لفلسطين على امتداد عقود وعقود يكفيه شر التبرير أو شر الدخول بنية حسنة في الحديث مع أصحاب النيات السيئة .
نساند حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ، الى جانب جاره الإسرائيلي وفق حل الدولتين الذي يومن به العالم المتحضر ، ندين العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين من هاته الناحية ، وندبن عمليات الاقتحام والتنكيل التي تستهدف المدنيين من الناحية الثانية .
نتمنى ان يعود العقل للحمقى لكي يسود السلام أرض السلام ، والبلاد التي اختارتها العناية الإلاهية لكي تحتضن كل الديانات السماوية ، وذلك هو قدرها يوم تصبح الكلمة الأخيرة للعقلاء وليس للحمقى الموتورين.
هذه هي الخلاصة بكل بساطة وبكل اختصار .
ما عداها نشيد مزايدات جد مزعج في اللحن ، ساعدنا على النوم كل هاته السنوات ، وأضاع بالمناسبة هاته الفلسطين التي ندعي جميعا أنها عزيزة على القلوب .
ملك المغرب أكد ويؤكد أن المغرب لا يتعامل مع القضية العربية بمنطق مزاجي ومناسباتي وعاطفي لدغدغة شعور المقدسيين ، وبالتالي فلن يتاجر بقضية الفلسطينيين ولن يبيعهم الوهم ولن يردد على مسامعهم الشعارات الرنانة لتأبيد أوضاعهم المأساوية .
لكن مهما كانت الانعطافات الاستراتيجية التي يقوم بها المغرب للدفاع عن أمنه القومي وسيادته الوطنية فلن يتخلى رئيس دولة المغرب والمسؤول الأول عن بيت مال القدس عن ثوابت القضية الفلسطينية الضاربة في وجدان الدولة والمجتمع المغربيين .