الوصول “فيه وفيه” !
دور الشباب في السياسة الذي كان محور حلقة ليلة أول أمس من برنامج “قضايا وآراء”، هذا الدور في حاجة إلى إعادة قراءة وتحديد لمفهومه، حتى لا تبقى ممارسة السياسة تدور في حلقة مفرغة رحاها تحقيق التسلق الشخصي لا غير.
هذا النقاش جعلني أستحضر “خطبة عصماء” لقيادي شبابي أمام جمع من الشباب حديثي العهد بالسياسة، حيث دعاهم إلى “الصبر من أجل أن يصلوا” ( من الوصول لا من الصلاة، حتى لا تختلط الخطبة بخطبة الجمعة).
واسترسل هذا القيادي لا فض فوه بالقول” من خلال تجربتي الشخصية، لقد صبرت وقاومت وها أنا قد وصلت”.
صدقوني…99،99 في المائة من الشباب الحاضر طلقوا السياسة منذ الخطبة و فضلوا العزوبية السياسية على الزواج بسياسة شعارها الوصول (ية).
واقع الحال يقول أن غائية العمل السياسي وطعمه أصبحا مختزلان في “لائحة وطنية” تمنح صفة برلماني بدون قاعدة شعبية أو “تقطاع للصباط”، أو الحصول على مناصب ريعية، وليذهب التأطير إلى الجحيم.
لقد اشتقنا إلى الماضي حين كان الشباب يختار من أجل قضية ومبدأ، ويضحي من صحته وماله القليل وربما من حريته لكي يرى وطنه يصل إلى أعلى المراتب، دون أن يخطر بباله لحظة أن يصل هو قبل الوطن.