فيلم “سيگا” يعرض بالقاعات السينمائية ويدحض أكذوبة البوليساريو
فيلم “سيگا” يعرض بالقاعات السينمائي
ويدحض أكذوبة البوليساريو والدعاية الاستعمارية
ينطلق عرض الفيلم السينمائي الشيق “سيگا” لكاتبه ومخرجه ربيع الجوهري، ومنتجه مصطفى بوحلبة، بدءا من الثاني من نونبر 2022 في مختلف القاعات السينمائية على صعيد المملكة. ويأتي هذا العرض في سياق تخليد المغرب للذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء المغربية برصيدها التاريخي الرمزي، بما هي حدث دولي بارز في التاريخ المعاصر، ومسيرة سلمية استطاع من خلالها المغرب استرجاع أقاليمه الجنوبية المغتصبة.
يقدم فيلم “سيگا” توليفة من جذور العلاقات الاجتماعية العميقة والمترابطة التي تجمع المغاربة في كافة جهات المملكة، وتبرز التعدد الثقافي والتفاعل المتميز لهذه العلاقات التي انصهرت لتصنع الوحدة المغربية بين كافة مكونات المجتمع المغربي بروافد تاريخية عريقة، وذلك عبر صورة سينمائية تعبر عن الأزمنة التي تتقاطع لتنصهر في بوتقة زمن واحد هو زمن المغرب ماضيا وحاضرا ومستقبلا، كما تفند أطروحة البوليساريو، وكذا الدعاية الاستعمارية التي تهدف إلى فصل أهل الصحراء عن أسلافهم عبر التاريخ.
يحكي فيلم “سيگا” قصة الصحراء المغربية بأسلوب يقرب الجمهور المغربي والدولي، والمنظمات الحقوقية العالمية من حقيقة البوليساريو التي تبني وهم أطروحتها على مغالطات تحاول، من خلال ترويجها عالميا، أن تغطي حقيقة عدالة الصحراء المغربية بالأكاذيب والجرائم المقترفة.
ويأتي فيلم “سيگا” لمخرجه ربيع الجوهري في سياق استلهام سينمائي لمقولة صاحب الجلالة: “الصحراء قضية وجود وليست حدود”.
ويقدم الفيلم، وفق رؤية سينمائية، مجموعة من القصص التي تبدو في ظاهرها منفصلة، لكن تجمعها روح وطاقة ولحمة شعورية سرعان ما تبرز لتشكل جسرا للتواصل بين كل تلك القصص، التي اختار المخرج لكل منها لونا وطريقة إخراج مختلفة.
تماما كالفسيفساء المغربية التي إذا رأيتها للوهلة الأولى اعتقدت أنها شذرات من الأوان والأشكال، لكن سرعان ما تكتشف ترابط أشكالها الهندسية التي تولد أشكالا أخرى بطريقة ديناميكية مستمرة في الزمان والمكان، هكذا هي قصص “سيگا”، إذ يعتقد أعداء الوحدة الترابية أنها منفصلة عن جذورها، إنما هي متصلة كاتصال الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، متصلة هي بقوة التاريخ والأرض، وبجمال وبهاء جمالية التعبير السينمائي.
وظف المخرج ربيع الجوهري فرجة شيقة، تجمع بين الأهازيج الغنائية الأمازيغيةوالحسانية والجبلية والريفية، كما عرض مشاهد من الأكشن، مثل مشهد معركة الشيخ ماء العينين ضد الاستعمار الفرنسي، وهي مشاهد تذكرنا بعديد من الأفلام العالمية في هذا المجال.
أبدع في أداء أدوار “سيگا” كل من الحسين بوحسين، وتوفيق شرف الدين، وفضيلة الهامل، وسيدي أحمد شكاف، وفاطمة بوشان، وسارة الدريوش، ومحمد ابهياج، وحمادة آملوكو، ومصطفى الزغاري، والتهامي الهاني، وحسن الخيام وخالد أبزيرة ومصطفى التوبالي، وغيرها من الأسماء التي أشاد بأدائها كل من شاهد الفيلم.
فيلم “سيگا” يشكل نقلة نوعية في السينما المغربية، بتمويل ذاتي من إنتاج مصطفى بوحلبة الذي آمن بضرورة النضال من آجل قضيتنا الأولى، والاصطفاف وراء جهود صاحب الجلالة، كما وضع ثقته في المخرج وفي فريق التمثيل، وكذا فريق التصوير. فجميعهم أبلوا البلاء الحسن لإخراج هذا العمل السينمائي إلى حيز الوجود