المغرب- ألمانيا.. طموح مشترك للارتقاء بالعلاقات الثنائية
وتجسدت هذه الإرادة القوية لتعميق العلاقات الوثيقة بين البلدين، في فبراير الأخير، حين اتفق وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، في لقاء عبر الفيديو، على إعادة بناء الجودة الخاصة للعلاقات الثنائية في جميع المجالات، بروح سياسات يطبعها الانسجام والاحترام المتبادل.
وأعقب هذا اللقاء عبر الفيديو بين المسؤولين زيارة عمل قامت بها السيدة أنالينا بيربوك للمملكة، بهدف تسطير مسار تعاون متجدد وإعطاء دفعة للعلاقات الثنائية التي عرفت دينامية جديدة منذ الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية الفيدرالية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة السنة الجديدة.
وكان الرئيس الألماني قد نوه في رسالته بالإصلاحات الواسعة التي انخرطت فيها المملكة تحت قيادة جلالة الملك، مؤكدا الدعم المتواصل والقوي من بلاده للتنمية المبهرة التي يعرفها المغرب والخطوات المجددة التي يقوم بها جلالة الملك في مكافحة التغير المناخي والانتقال الطاقي.
من جهة أخرى، تجسد عزم الرباط وبرلين على تعزيز شراكتهما الاستراتيجية بانعقاد دورة جديدة من مفاوضات التعاون من أجل التنمية بالعاصمة الألمانية يومي 18 و19 أكتوبر الماضي.
وكان الجانب الألماني قد أكد، بالمناسبة، دعمه للإصلاحات التي يقوم بها المغرب، تحت قيادة جلالة الملك، من أجل مجتمع واقتصاد مغربيين أكثر انفتاحا وحيوية، خصوصا على ضوء النموذج التنموي الجديد والجهوية الموسعة.
وخلال هذا اللقاء، الذي شارك فيه وفد هام من كبار مسؤولي مختلف القطاعات الوزارية والهيئات المغربية، تم تأكيد أجندة التعاون التي ستشمل قطاعات استراتيجية ذات أولوية مثل المناخ والطاقة والمرأة والتشغيل والتكوين المهني وكذا التنمية الاقتصادية المستدامة.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي المغربي المقيم بألمانيا، جاد مدني، لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب وألمانيا، وهما شريكان طبيعيان في النظام العالمي متعدد الأقطاب، يتقاسمان أهداف سياسية ورؤى متماثلة في ما يتصل بمجالات حماية المناخ وتقوية مكانة المرأة في الوسط المهني ورقمنة الإدارة.
وأشار إلى أن المسار التنموي للمملكة كموقع إنتاجي تنافسي يتوفر على بنية أساسية لوجستيكية ممتازة كفيل بجذب اهتمام العديد من المجموعات الألمانية الرائدة.
ورأى جاد مدني أن بإمكان المغرب تعزيز موقعه لدى ألمانيا والتحرك بشكل استباقي، معتبرا أن مبادرات من قبيل “المغرب الآن” لا يتعين أن تكون سوى بداية لعروض مغربية عديدة تتجه إلى المجتمع الألماني.
وأضاف أن الحرب في أوكرانيا وإعادة التنظيم الألماني للبنية الطاقية نتيجة لذلك هو عامل مسرع للتعاون ويتيح إحياء أفكار مشاريع سابقة. وعلى جميع الأطراف الاستفادة من هذه اللحظة لتطوير الشراكة.
فصل جديد من التعاون ينفتح بين المغرب وألمانيا، وفرص واعدة ترتسم لوضع لبنات علاقة متجددة قائمة على الاحترام المتبادل والتنسيق في أفق بناء مستقبل أكثر رفاها.