“الأمن الروحي للمغاربة و جودة التأطير الديني وسياق إطلاق خطة التبليغ من أجل حياة طيبة”
“الأمن الروحي للمغاربة و جودة التأطير الديني وسياق إطلاق خطة التبليغ من أجل حياة طيبة”
بقلم الدكتور يوسف الشفوعي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
يولي مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله عناية خاصة للأمن الروحي للمغاربة، باعتباره الركن الأقوم والثابت الأعظم من ثوابت الأمة المغربية: فمنذ تولي جلالته عرش اسلافه الميامين، قطع ورش إصلاح الحقل الديني أشواطًا مهمة دونها التاريخ الحديث بمداد من ذهب، وتحسب لجلالته ما آلت إليه محورية المغرب و الإشعاع الدولي و التأثير المباشر على المواطنات و المواطنين من خلال إيلاء امنهم الروحي العناية الكاملة، ومقاما سَّنِيا جليا لا ينقص أهمية عن أمنهم الجسدي و أمنهم الاجتماعي.
من منطلق شخصي، وبناء على ما عاينته من باب اهتمامي و قربي ومتابعتي للدينامية الحركية التي اطلقتها الوزارة الوصية بتعليمات مولانا أمير المؤمنين، واشتغالي داخل محيط أسري مرتبط بمستجدات منظومة الشأن الديني، فقد لمست ولاحظت التحول العميق والتغير الذي عرفه هذا الورش الزاخر منذ سنوات، فكان آخر محطاته إطلاق خطة التبليغ “من أجل الحياة الطيبة”و تجديد هيكلة الخطاب الديني مع ما يتوافق وثوابت الأمة، و كذا إبداع فضاءات جديدة، وتطوير وسائل التبليغ وفق ما يتطلبه العصر الحالي، من تجديد الوسائل والرسائل وطبيعة المسائل في افق احتضان المواطنات و المواطنين والوصول إليهم أينما وجدوا بفضل باستعمال التكنولوجيات الحديثة، مع استهداف فئة الشباب خاصة واختراق ان جاز التعبير عالمهم من أجل المساهمة في تنشئة اجتماعية سليمة صالحة مصلحة، تكفل لهم الحياة الطيبة و تحصنهم من الأخطار التي تتربص بهم في عالم مفتوح لاحدود له ولا قيود فيه، وبالتالي ضمان عدم المساس بالأمن الروحي للشباب والمرأة و الساكنة في الأحياء الشعبية وداخل مؤسسات التنشئة الاجتماعية (دور الرعاية و غيرها…).
إن هذا المشروع المولوي الطموح الذي اطلقته الوزارة الوصية بموافقة ورعاية ومواكبة و إشراف مولانا أمير المؤمنين، قد عرف بالموازاة هيكلة عميقة للوزارة من خلال تطوير وتجديد مناهج التكوين، و ضخ دماء جديدة في اوصالها و بالاعتماد على وسائل وكيفيات تواصلية و مناهج وآليات حديثة تراعي تطور و تحول بنية المجتمع وكذلك من خلال نافذة المجلس العلمي الأعلى، الذي أعطى مولانا أمير المؤمنين تعليماته لإعادة هيكلته من خلال الرؤساء الجهويين وترسيخ الجهوية المتقدمة في الشأن الديني إداريا، وتجديد هياكل المجالس المحلية من خلال تعيين أعضاء جدد و إشراك جهاز الأئمة المرشدين و المرشدات في العضوية من أجل مواكبة المجالس وإنشاء إدارة “خطة التبليغ” و إطلاق ورش التكوين المستمر لفائدة الأئمة والواعظات والوعاظ والمحافظات، ومؤطري برامج محو الأمية بالمساجد وبواسطة التلفاز والأنترنت،و غيرها من التكوينات التي تنم عن هندسة تكوينية حكيمة تحقق ما يصبو اليه امير المؤمنين حامي حمى الملة والدين ومن يقف وراءه من جموع الساهرين على الشأن الديني، وفق نسق تنفيذ لا يحيد ولا يميد عن الرؤية الملكية السديدة لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعز أمره وحفظه بما حفظ القرآن الكريم و شد أزره بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن واسبغ عليه سوابغ المنن.
يوسف الشفوعي
-دكتور في القانون العام و العلوم السياسية من جامعة محمد الخامس بالرباط
-الاجازة في التاريخ و الحضارة من جامعة ابن طفيل
-مستشار التوجيه الوظيفي لدى مكتب التكوين المهني و انعاش الشغل بالرباط