swiss replica watches
مطالب بإقالة المدير التقني الوطني للجامعة الملكية للتنس مع ربط المسؤولية بالمحاسبة – سياسي

مطالب بإقالة المدير التقني الوطني للجامعة الملكية للتنس مع ربط المسؤولية بالمحاسبة

مقالة كتبها: زين العابدين الناوي

 

يتحدث فيه عن تجربته مع الجامعة الملكية المغربية للتنس باعتباره أب لاعب سابق في المنتخب الوطني و عن قضية رضا بناني بجميع التفاصيل المحيطة بها : (قراءة ممتعة ، مقال جد مهم لمن يريد معرفة واقع رياضة التنس في المغرب)

من خلال تجربتي كأب للاعب سابق في المنتخب الوطني للتنس المغربي سنتي 2017 و 2018، فقد كانت لي علاقة مباشرة ببعض أعضاء الإدارة التقنية للجامعة الملكية للتنس، تمكنت بعدها من تكوين فكرة عن آلياتها و اسلوبها في التعامل مع اللاعبين و آبائهم. و بالتالي، فهذه قراءتي لما ميز التنس الوطني خلال الأسابيع القليلة الماضية.

إن المهزلة التي تورط فيها المدير التقني الوطني للجامعة الملكية للتنس و فرضها على المغاربة عامة و مكونات التنس المغربي خاصة تعود اطوارها إلى ما قبل حالة رضا بناني بعدة سنوات، ان لم نقل منذ توليه المسؤولية داخل الجامعة المعنية. وما يزيد من مرارة هاته المهزلة، هو محاولة إشراك ايقونة سابقة للتنس المغربي، هشام أرازي، في قرار تغييب رضا بناني عن دوري الحسن الثاني. هذا التغييب الذي يعلم الجميع بانه صورة للحقد الذي يكنه هذا الشخص لهذا اللاعب الواعد و لكل لاعب حاول أو يحاول رسم و بناء مشروعه الرياضي بعيدا عن تسلط هذا الشخص.

وكل من باشر علاقة مهنية مع هذا الشخص، من خلال مشروع رياضي له أو لأولاده، فإنه يعي تماما بأن أمامه شخص لا يعير أي اهتمام للتنس المغربي سواءً اكان مشروعا فرديا أو وطنيا. فبالرغم من أن مستوى التنس المغربي تراجع الى أدنى مستوياته منذ تولي هذا الشخص منصب المدير التقني الوطني، فكل تصريحات هذا الشخص تصب في اتجاه واحد، و هو الإصرار على تمجيد صورته كمدير ولو على حساب اللاعبين أو الأندية. يكفي أن نتذكر ما عاناه العديد من اللاعبين المحليين من هذا الشخص، و لعل اخر لاعب مغربي دفع ثمن تسلط هذا الأخيرهو لامين وهاب، ( من منا لم يوافق هذا اللاعب بما وصف به هذا الشخص خلال دورة شالنجر المحمدية سنة 2015).

التصريحات التي خرج بها في الأيام الأخيرة هدفها بالأساس تبخيس المشروع الرياضي الذي بناه رضا بناني باستقلالية تامة و خارج تأطير الجامعة، إلى جانب فريقه التقني و العائلي (بالإضافة الى راعين أجانب !!!) . هذا الشخص يعلم جيدا أن أي نجاح سيسجله هذا المشروع دون اللجوء إلى دعم أو تأطير الجامعة سوف يوازيه عدة تساؤلات منها دور الإدارة التقنية للجامعة في انتقاء اللاعبين الشباب و مواكبتهم، و كذا عن جدوى المبالغ المالية الضخمة التي تستفيد منها إدارته بالمقارنة مع النتائج البئيسة المحصل عليها، اذا استثنينا البطولة الافريقية و العربية.

و ما لا يخفى على أي أحد في عالم التنس ببلادنا، فإن تكتيك هذا الشخص هو انتهاز أي مشروع رياضي يشتغل عليه لاعب الى جانب عائلته و مدربه في ناديه الخاص للانقضاض عليه (إعلاميا) و ضمه بأي طريقة ممكنة الى حصيلة الإدارة التقنية ثم الخروج و التطبيل كما لو أنه ساند فعلا المشروع بكل ما يجب على إدارة تقنية مسؤولة ان تقدمه. و إحدى أهم المناسبات الإعلامية التي يفضلها هذا الشخص هو قاعة الانتظار بمطار محمد الخامس أمام كاميرات التلفزة الوطنية مع نهاية كل بطولة افريقية وعربية. مع العلم أنني لا أتذكر أنه صاحب أعضاء أي فريق وطني في المناسبات الدولية حيث تكتفي الجامعة بتعيين أفراد مكتبها للقيام بهذه المسؤولية، بالرغم من أن مصاحبة الفريق الوطني هي مسؤولية المدير التقني بإمتياز !!! و حتى يتمكن من الضغط على اللاعبين و آبائهم و نواديهم، تبقى بطاقة الوايلد كارد wild card سلاحه المفضل للضغط على اللاعبين بكل فئاته العمرية و ضمان سكوتهم و امتناعهم عن أي انتقاد قد يوجه للإدارة التقنية.

و قد عاين العديد من المتتبعين حالات إبعاد و حرمان بعض اللاعبين من بطاقات الوايلد كارد، لا لسبب إلا لأنهم ينتمون الى أندية “مغضوب” عليها من قبل هذا الشخص؛ وقد يصل بهذا الأخير ان يصب غضبه الى اب لاعب ثم ينتقم من اللاعب نفسه. أما إذا طرح السؤال على أعضاء المكتب الجامعي ، فالجواب واحد موحد: هذه الأمور من اختصاص الإدارة التقنية، و لا يمكن التدخل في اختياراتها و قراراتها. تصبح مع هذه الوضعية بطاقة الوايلد كارد أداة لتربية و تلجيم اللاعبين ، عائلاتهم ، نواديهم و حتى مدربيهم ، بمباركة ضمنية من جل أعضاء المكتب الجامعي !!! هذا مع العلم أن دور الإدارة التقنية في كل مشروع فردي مثل رضا بناني يتعدى بكثير توزيع بطاقات الدعوة للدوريات الدولية و يجب ان يشمل جوانب أخرى لا مجال للتطرق اليها الان.

مثال آخر على التوجه السلبي للإدارة التقنية في السنوات الأخيرة هو علاقة الإدارة التقنية مع مركز الاتحاد الدولي للتنس ببلادنا. اختيار المغرب، و بالضبط مدينة الدارالبيضاء ، من طرف الإتحاد الدولي للتنس لإقامة هذا المركز على الصعيد الافريقي بالرغم من المنافسة القوية التي ابانت عنها دول أخرى كمصر، شكل فرصة أكثر من سانحة و إيجابية للرفع من مستويات التنس لدى الفئات الصغرى؛ و هو محور هيكلي كان بإمكان الإدارة التقنية ان تتخذه قاطرة للدفع بكل مكونات التنس المغربي على المدى البعيد.

عوض هذا، دخل هذا الشخص في صراع متعدد الأبعاد مع هذا المركز لانه فطن للخطورة و المنافسة التي اصبح يشكلها على ادارته في انتقاء اللاعبين المغاربة و تكوينهم. نسبة النجاح التي حققها المركز وضعت الإدارة التقنية في مأزق بالنظر الى مردودية كلا منهما بالمقارنة مع الإمكانيات المادية المرصودة لكليهما. تجربة هذا المركز، و بالرغم من تواجده في بلادنا منذ أزيد من عشر سنوات، فإن الإدارة التقنية فشلت في استنساخ نمودج تسييره و عمله في تكوين أبطال الغد.

من جانب اخر، لم يسع في أي وقت من الأوقات هذا الشخص إلى وضع شراكات تمكن من استفادة أطر ومدربي النوادي المغربية من تجربة المركز بالرغم من أن هذا الأخير يتوفر على كفاءات بشرية وتقنية (مغربية و أجنبية) عالية المستوى معترف بها من الاتحاد الدولي التنس. و لتأكيد هذا الامر، فإن المدرب التقني لرضا بناني هو إطار سابق في مركز الإتحاد الدولي للتنس بالدار البيضاء، راكم كفاءاته التقنية في هذا المركز لمدة تزيد عن خمس سنوات قبل ان يلتحق بفريق عمل هذا اللاعب. و بخلاف كل هذه المعطيات، فإن الدورات التدريبية والشراكات التقنية كانت شبه منعدمة بين الإدارة التقنية و هذا المركز؛ كما أن انتقاء المدربين المستفيدين من هذه الدورات التدريبية – و التي تعد على رؤوس الأصابع- ، يتم بشروط مزاجية يضعها هذا الشخص بنفسه و على مقاسه، و هو أن المدرب او النادي الذي ينتمي اليه يجب أن يسايرا الادارة التقنية في توجهاتها العامة و اختياراتها، و بعبارة أخرى، الانتماء و الخضوع للإدارة التقنية.

‏كما أن هذا الشخص حاول دائما و بإلحاح أن يخدع مكونات التنس المغربي خاصة و إيهام الرأي العام المغربي بصفة عامة بأن تاريخ التنس المغربي اقتصر فقط على ثلاثة لاعبين (يونس العيناوي، كريم العامي وهشام أرازي) و أن تجربتهم لا يمكن بأي شكل من الأشكال استنساخها بما يعادل نتائجها مرة أخرى، و بأن الظروف آلتي نشأ فيها هؤلاء اللاعبين لا يمكن مقارنتها بما يعرفه التنس في الوقت الراهن .

والحقيقة، كما يعلمها خبراء التنس ببلادنا، أن المغرب تمكن دائما من إنجاب ثلة من أفضل اللاعبين، سواءً على مستوى الاناث و الذكور، و بالخصوص في السنوات الأخيرة. هؤلاء اللاعبات و اللاعبين كان لهم من المؤهلات ما يمكنهم من التباري في أعلى المستويات العالمية (بهية محتسن، نادية العلمي، فاطمة الزهراء العلامي، الهواري زينب، عتيق غيتة، بنهدي غيتة، رضا العمراني، المهدي الزيادي، ربيع الشاكي، منير لعرج، و اللائحة طويلة). إلا أن عدم توفر إرادة حقيقية من قبل الادارة التقنية لمواكبة وتطوير هؤلاء اللاعبين جعلت مشوارهم التنافسي يتوقف مبكرا قبل تسجيل نتائج من شانها رفع العلم المغربي في المحافل الدولية. هذه الأسماء عانت، كل واحد على حدة و بطرق مغايرة و لكن ممنهجة، من سياسة الاقصاء و التبخيس التي نهجها هذا الشخص ازاءها.

العارفين بالتنس يعلمون أيضا بأن بلدنا يتوفر على مؤهلات و خصوصيات متفردة ، تجعل منه مشتلا يمكن من اعداد لاعبين متميزين و في سن جد مبكرة. هذه المؤهلات يمكن تلخيصها في ثلاثة محاور: المحور الأول و هو الأرضية الترابية التي ينصح بها غالبية الاختصاصيون في بداية المشوار الرياضي لكل طفل/لاعب، هذه الأرضية هي نفسها التي تتوفر عليها كل الأندية بالمغرب؛ المحور الثاني و هو الظروف المناخ بالمغرب الذي يمكن من مزاولة التنس على فترة طويلة خلال السنة؛ و المحور الأخيرهو تواجد المغرب بجوار اروبا، الشيء الذي يمكن اللاعبين من التنقل بيسر الى الدوريات الأوروبية و التي تحتضن العديد من البطولات و على مدار السنة.

هذه المعطيات هي نفسها التي تتوفر عليها جارتنا اسبانيا، و يكفي بهذا الصدد ان نلاحظ عدد اللاعبين الإسبان الذين يشاركون بالدوريات الدولية بكل فئاتها العمرية ، بمساعدة مباشرة من الجامعة المحلية لهذا البلد. هذا يعني ان تطوير التنس في المغرب يمكنه الاستفادة من المعطيات أعلاه اذا توفرت أيضا و بالخصوص إرادة حقيقية من قبل الجامعة و اطرها.
و من المغالطات الفادحة الأخرى التي يحاول هذا الشخص ان يزرعها في اذهان اللاعبين و عائلاتهم (بما ان هذه الأخيرة هي النواة الأولى لكل مشروع لاعب)، و هو ان انجاب بطل هو مسؤولية العائلة بالأساس، و بأن دور الجامعة يقتصر على التوجهات العامة لتطوير هذه الرياضة ، و من اهمها رفع عدد المنخرطين لديها !!!

هذه المغالطة هي نقيض ما كان يطبل له هذا الشخص في بداية 2010، عندما أقصي المغرب من المجموعة الدولية لكأس ديفيس و تراجع الى اخر مجموعة في هذه البطولة ، وهي المجموعة الثالثة لمنطقة افريقيا و اروبا. مباشرة بعد هذه الانتكاسة ، حاول و خلال مناسبات عديدة إيهام الرأي العام المغربي بإمكانية وضع استراتيجية للعودة الى قمة التنس العالمي!!!

من منا لا يتذكر احد الأهداف التي التزم بها هذا الشخص في خرجاته الإعلامية ، و الذي وعد فيها المغاربة بإنجاب ثلاث أو أربعة لاعبين و لاعبات على الأقل بين المصنفين المائة الأوائل عالميا. هذا الهدف لم يكن فقط خرجة إعلامية لهذا الشخص، بل كان أيضا من اهم أهداف ” العقد البرنامج 2014-2010 ” الذي وقعته الجامعة مع وزارة الشبيبة و الرياضة بتاريخ 2009/12/23.

و حتى لا يحاول ان يبرر لنا اخفاقه في تحقيق هذا الهدف بقلة الموارد المالية، يجب ان نذكر بأن هذا العقد البرنامج مكن من رصد مبالغ مالية ( خمسة ملايين درهم سنويا و بمنحى تصاعدي في السنوات التالية )على أساسها التزمت الجامعة بالاهداف الأخرى التالية:

– مضاعفة عدد الممارسين لهذه الرياضة بأربع مرات ليصل الى 150 000 ممارس في أفق 2020؛

– رفع عدد اللاعبين المحترفين الى 30، من بينهم نسبة الثلث من الإناث في افق 2020؛

– اعتماد منظومة مشروع رياضة/دراسة ( Filière Sports/études ) انطلاقا من سنة 2011 لفائدة التلاميذ/اللاعبين الصغار و الشباب.

– عودة المغرب إلى التباري في المجموعة الدولية لكأس ديفيس.

و يمكن التأكد من أن هذه الأهداف قدمها هذا الشخص بنفسه لجريدة Le matin du Sahara بتاريخ 2010/03/16. و الى حدود اليوم، أي من هذه الأهداف تم تحقيقها بالرغم من أن المبالغ المالية استهلكت جميعها؛ والمؤشر الوحيد الذي سعى هذا الشخص لاحترامه هو الامتيازات المالية التصاعدية التي يتلقاها من الجامعة مقابل الإخفاقات التي يجري وراءها. اما مكونات التنس المغربي فعليها فقط اجترار الخطابات الفارغة و البئيسة التي يطل علينا بها هذا الشخص مع كل مناسبة.

يقر العارفون بهذه الرياضة ان مسؤولية العائلة تشكل نسبيا جزءا هاما من المشروع الرياضي للطفل ؛ اما الجزء الأهم و الذي يساعد اللاعب على الانتقال الى مستويات المنافسة العالمية، فهو ان مشروع اللاعب الطفل يجب ان يستند أيضا و بقوة على مؤسسة تلعب دور الحاضنة(Incubateur)، تمكنه من الاستفادة من الدعم المالي و التقني اللازم، و بالخصوص في غياب ثقافة sponsoring بين الشركات و المؤسسات المغربية. التكاليف السنوية اللازمة لمواكبة مشروع يستهدف المنافسة الدولية على اكبر المستويات لا تستطيع عائلة لوحدها ان تتكفل بها في غياب راعين متعددين و ممولين للمشروع ، و هنا يأتي دور الإدارة التقنية و الجامعة بكل مكوناتها: الى ان يتمكن اللاعب من بلوغ سن متقدمة تمكنه من البحث بمفرده عن راع لمشروعه الرياضي ، فإن دور الحاضنة هو مسؤولية الإدارة التقنية التي يجب عليها توفير الدعم المالي، التقني و تيسير الولوج الى Wild cards دوريات وطنية و دولية، الخ.

أما هذا الشخص، فلم يكتف بالتملص من هدف حصول المغرب على ثلاثة او أربعة لاعبين و لاعبات ضمن المائة لاعبين الأوائل في تصنيف اللاعبين المحترفين ، بل يحاول أيضا إلتنكر لمسوولية الإدارة التقنية في مساندة اللاعبين الواعدين. بل الأكثر من هذا ، فهو يحاول الدفع بكل الوسائل لتهميشهم و تبخيس مشاريعهم و إلحاق الأذى بمعنوياتهم و نفسياتهم كما كان الامر برضا بناني و لاعبين سابقين ممن ذكرت سابقا.

ومن باب المسؤولية ، فان من يجب عليه أن يسائل عن حيثيات مهزلة عدم استدعاء رضا بناني ليس المدير التقني فقط ولكنه المكتب الجامعي ايضا. فهذا الشخص لايعدوا ان يكون اكثر من موظف داخل الجامعة، و المسؤول الأول و المباشر عن قراراته هو المكتب الجامعي. مما يعني أنه يجب عليه ان يبلغ المكتب الجامعي بقراراته خصوصا في حالات مثل هاته. فقرار عدم استدعاء رضا بناني لا يتحمله إذًا هذا الشخص لوحده، ولا يمكن ان يتخذه دون إبلاغ أفراد المكتب الجامعي.

مساءلة المكتب المسير يجب أيضا ان تتعدى حالة رضا بناني لكي تشمل جدوى الامتيازات المالية و المادية الخيالية التي يتلقاها هذا الشخص من الجامعة بالمقارنة مع النتائج التي حصل عليها منذ توليه المسؤولية. من باب ربط المسوولية بالمحاسبة ، كنا نود لو اطلعنا المكتب الجامعي بما تشكله تكلفة هذا الشخص(الراتب السنوي مع احتساب تكاليف التنقل و المكافأت و باقي الامتيازات) بالمقارنة مع ميزانية الجامعة و تكاليف مواكبة اللاعبين!!

و بالعودة الى النتائج التي يطل علينا دائما بها هذا الشخص في كل سنة مع حلول دوري الحسن الثاني للتنس، فانها لم تتعد غالبا البطولة الأفريقية و العربية للتنس. كل من له دراية بهاته الرياضة ، يعلم ان هذه البطولات من اضعف ما يمكن العودة اليه لتقييم نجاعة استراتيجية تطوير التنس في بلد كالمغرب. ان أول مؤشر تعتمده الجامعات الوطنية للتنس في البلدان الأخرى هو عدد اللاعبين الذين يمثلون هذه الأخيرة في قائمة اللاعبين المائة أو المائتان الأوائل لدى رابطة اللاعبين المحترفين ، وليس فقط لدى الصغار و الشباب. لأن استراتيجية الجامعة و قوة حضورها لا تقتصر على فئات الاعمار الصغرى ، و لكن تتعداها الى ابعد من ذلك، حيث يصبح للعائلة دورًا معنويًا بالأساس و ليس البحث عن راعين او تمويل التداريب و المشاركة في الدوريات العالمية، الخ.

أما هذا الشخص، فإنه يفضل مع كل خرجة إعلامية العزف على بطولة افريقيا، و لربما يصنفها الخبراء الاسواء عالميا من ناحية المستوى التقني، و التي لن تفيد بأي حال من الأحوال لاعبا مصنفا في الرتبة 15 عالميا كما هو الحال لرضا بناني. اختلاف الأولويات يبدو جليا في هذا الجانب : الشخص يسعى لاضافة بطولة افريقية أخرى لسجله و الاطلال علينا في القناة التلفزية الوطنية للتطبيل لهذا الإنجاز الذي لا يعترف به الا هو؛ في حين ان اللاعب رضا بناني يسعى الى تحسين مستواه و ترتيبه العالمي لرفع العلم الوطني في ابرز الدوريات العالمية.

أاظن ان جل أفراد المكتب الجامعي رضخوا لهذا الوضع ، و بهدوء تام، في مقابل الامتيازات – التي تبقى رهينة مزاج هذا الشخص- التي يوفرها للأندية التي يمثلونها من قبيل المنح ودعوات المشاركة وتنظيم دوريات دولية إلى آخره. و انه لمن المفارقات العجيبة التي تعيشها الجامعة أن يكون هذا الشخص مجرد اجير لدى الجامعة، و يتحكم بالمقابل في توجهات غالبية أفراد المكتب الجامعي و الذين يمثلون الجانب المشغل لهذا الشخص. هذا الرضوخ يفسره جميع العارفين بكواليس الجامعة بالصداقة الشخصية التي تربط لئيس الجامعة بهذا الشخص، والتي يركب عليها لتمرير قراراته و أسلوبه ضدا على كل من عاكسه من أعضاء المكتب الجامعي.

و في الأخير، كان لزاما الوقوف على التبريرات التي حاول بها هذا الشخص ان يفسر لنا سبب ابعاد رضا بناني من دوري الحسن الثاني لهذه السنة. الشيء الذي الح عليه هذا الشخص في تعاليقه الصحفية التي تلت قرار الابعاد هو سلوك هذا اللاعب و تخاذله لتمثيل المغرب في البطولة الافريقية !!! و قد اكد هذا الشيء مدير دوري الحسن الثاني، هشام أرازي. لا يجب التركيز على هذا الأخير لان بقائه في منصبه كمدير للدوري رهين بتطابق أفكاره و مواقفه مع ما صدر عن هذا الشخص بخصوص هذا الموضوع و مواضيع أخرى بعلاقة مع التنس المغربي، و بالتالي فإن موقفه يفهم و لا يقبل بالضرورة.

و لنفترض ان هذا السبب الذي صرح به هذا الشخص حقيقة، ألا يعلم متتبعون هذه الرياضة مدى صعوبة سلوك ابطال عالميين في فترة سابقة من عمرهم، خصوصا و ان هذه الرياضة فردية، و الضغوطات النفسية على اللاعب داخل و خارج الملعب صعبة و مركبة. إلا أن سلوكهم لم يكن دائما حاجزا لمتابعة مشروعهم خصوصا اذا استطاعوا الاستفادة من تاطير تقني يؤمن بالتحدي و يعلم بأن سلوك اللاعب و نفسيته جزء آخر من اللاعب يجب التعامل معه بإيجابية مسؤولة . و هناك من اللاعبين الموهوبين من التجأ، مع كبر سنه، الى خبراء في التأطير النفسي من اجل الانتقال بمشروعهم و مشوارهم الرياضي الى ما هو أفضل (الأسترالي نيك كيريوس هو آخر مثال).

هذا الأمر ميز عددا كبيرا من ابطال التنس و تعيشه رياضات أخرى، و لعل ما ابهر المتتبعين الرياضيين في بلدنا هو وليد الركراكي. هذا الاطار الوطني سطر لنفسه أسلوبا آخر في بناء نسق جديد من العلاقات الإنسانية مع لاعبيه لم يكن معهودا بالمغرب، مكنه من بناء صرح من الثقة و الاحترام المتبادل مع جميع مكونات المنتخب الوطني ، بما في ذلك الصحافة و الصحفيين. ان صدقه في بناء الثقة في و مع اللاعبين مكنه من بعث روح من القتالية في لاعبيه، و لعل اهم إنجازاته في المكون النفسي مع عناصر المنتخب الوطني يكمن في حالة حكيم زياش. في السابق، كل المدربين الآخرين الذين لعب لهم هذا اللاعب ، سواءً على صعيد النادي أو المنتخب الوطني حكموا على موهبة زياش من خلال سلوكه، و ذهبوا لحد إقصائه من حمل القميص الوطني. لكن” كوتش وليد “كما يحب ان يناديه الجميع ، علم كيف يتعامل بأسلوب إنساني و مسؤول ليحول هذا اللاعب المنبوذ الى عنصر أساسي في النجاح الباهر الذي سجله منتخبنا في كأس العالم الأخير بقطر. الكفاءات آلتي أبان عنها “كوتش وليد” لم تكن بنفس الفعالية بين كأس العالم و كأس افريقيا الأخيرة، ولم تكن مطابقة؛ لكن أسلوبه الإنساني بقي نفسه. ما قدمه هذا المدرب لبلدنا لا ينحصر في نصف النهائي أو و ترتيب المنتخب عالميا، بل تمكن أيضا من بعث دينامية وطنية في نفوس لاعبين كانوا يترددون بين اللعب لحساب مواطن ازديادهم و حمل القميص الوطني المغربي؛ و لعل هذا ما يفسر التحاق لاعبين مرموقين في البطولات الاروبية، اخرهم إبراهيم دياز، الى المعسكر الوطني. بهذه الإنجازات تمكن “كوتش وليد” من تلقين دروس فاتت هذا الشخص. بهذه الإنجازات ترشح ايضا “كوتش وليد” الى جائزة أفضل مدرب عالمي . بهذه الإنجازات نقيس طينة الإدارة التقنية الوطنية وليس بالتبخيس و الحقد و الكراهية امام شاب في سن المراهقة ، يعترف له الجميع بموهبته.

الاعتراف بقدرات هذا اللاعب لم ينحصر داخل اسرته ، فريقه التقني و البدني ، بل تجسد في قيمة الراعين الدوليين الذين قبلوا بتمويل مشروع رياضي من هذا المستوى و في هذا العمر. للتذكير، فإن الراعين لرضا بناني هم شركات ON (التي يملكها اسطورة التنس روجر فيدرير) للمعدات الرياضية للتنس، ويلسون و AMG. لا أذكر ان لاعبًا مغربيًا تحصل في السابق على راعين من هذا المستوى في السابق.

ا يظن هذا الشخص ان شركة من قيمة ON قد يفوتها التمحيص في سلوك هذا اللاعب و شخصه قبل ان تمضي معه عقد الرعاية ؟؟

ايظن هذا الشخص ان عقد الرعاية لا يسبقه دراسة سابقة لكل جوانب اللاعب، بما في ذلك الجانب النفسي و الشخصي؟

الا يعلم هذا الشخص ان عقد الرعاية يجب ان يكون بالأساس تجسيدا لتطابق شخصية اللاعب مع الصورة التسويقية للعلامة التجارية التي يمثلها داخل و خارج الملعب ؟

أي صورة يقدمها اذن هذا الشخص لهذه الشركات و لمتتبعي التنس عندما يرفض تقديم دعوة لهذا اللاعب في الوقت الذي اقتنعت فيه هذه الشركات بجدوى التعاقد معهم لتمثيلهم ؟

أي مصداقيات يعطيها هذا الشخص للجامعات الدولية و لمؤسسات التنس الدولي عندما يقحم الجامعة في إقصاء لاعب مصنع 15 عالميا في الوقت الذي استضافته جامعات أخرى في الماضي (و لربما في المستقبل ) من منحه فرصة المشاركة و الاحتكاك في دوريات مصنفة لدى رابطة اللاعبين المحترفين افضل بكثير من دوري الحسن الثاني ؟

الا يشكل موقف هذا الشخص و الجامعة رسالة سلبية لكل اللاعبين الشباب ؟ اذا لم يستطع مستوى هذا اللاعب و مموليه من اقناع هذا الشخص، ومعه الجامعة ، فكيف سيكون الحال بالنسبة للاعب ليس بجانبه سوى عائلته و ارادته ؟ هل تجد هذه الأسئلة إجابات موضوعية و مسؤولة في تفكير هذا الشخص؟

هذه مهزلة ، انتكاسة أخرى تنضاف الى المسيرة التي دشنها هذا الشخص منذ توليه المسؤولية ،للدفع بالتنس المغربي في الاتجاه المعاكس لما تسعى اليه بلادنا كاستراتيجية للنهوض بالرياضة وبالانسان المغربي.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*