أمريكا تدرس استقبال فلسطينيين من غزة.. وهذه هي الشروط
في خطوة من شأنها أن توفر ملاذا آمنا دائما لبعض الفارين من نيران الحرب في غزة، تدرس الإدارة الأمريكية استقبال فلسطينيين من القطاع.
هذا ما طالعته “العين الإخبارية” في شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية التي قالت إنها حصلت على وثائق حكومية حول الموضوع.
تفاصيل المقترح
وتظهر الوثائق- بحسب الشبكة- أن كبار المسؤولين في العديد من الوكالات الفيدرالية الأمريكية ناقشوا التطبيق العملي للخيارات المختلفة لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة الذين لديهم أفراد عائلات مباشرين من المواطنين الأمريكيين أو المقيمين الدائمين.
ويتضمن أحد هذه المقترحات استخدام برنامج قبول اللاجئين التابع للولايات المتحدة منذ عقود للترحيب بالفلسطينيين الذين تربطهم علاقات بالولايات المتحدة والذين تمكنوا من الفرار من غزة ودخول مصر المجاورة، وفقا لوثائق التخطيط المشتركة بين الوكالات.
وتشير الوثائق إلى أن كبار المسؤولين الأمريكيين ناقشوا أيضا إخراج المزيد من الفلسطينيين من غزة ومعاملتهم كلاجئين إذا كان لديهم أقارب أمريكيين.
مزايا الإقامة
والذين سيجتازون سلسلة من فحوصات الأهلية والفحوصات الطبية والأمنية سيكونون مؤهلين للسفر إلى الولايات المتحدة مع وضع اللاجئ.
وضعٌ سيمنع المستفيدين الإقامة الدائمة، ومزايا إعادة التوطين مثل المساعدة في السكن، وطريقًا للحصول على الجنسية الأمريكية.
وبينما من المتوقع أن يكون عدد السكان المؤهلين صغيرا نسبيا، فإن الخطط التي يناقشها المسؤولون الأمريكيون يمكن أن توفر شريان حياة لبعض الفلسطينيين الفارين من الحرب الإسرائيلية المستمرة لليوم الـ208 والتي تقول وزارة الصحة بغزة إنها أودت بحياة أكثر من 34 شخص وشردت المئات.
وفي بيان قدم لشبكة “سي بي إس نيوز” في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة “ساعدت أكثر من 1800 مواطن أمريكي وعائلاتهم على مغادرة غزة، وقد جاء الكثير منهم إلى الولايات المتحدة”.
وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة “ترفض بشكل قاطع أية أعمال تؤدي إلى النقل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية أو إعادة رسم حدود غزة”.
واعتبر أن أفضل طريق للمضي قدما هو “تحقيق وقف دائم لإطلاق النار من خلال وقف إطلاق النار”، مشيرا إلى أن “صفقة الرهائن ستؤدي إلى استقرار الوضع وتمهيد الطريق لحل الدولتين”.
وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت إسرائيل هجوما عسكريا وقصفا جويا على غزة بعد أن نفذت حماس هجوما غير مسبوق في مستوطنات إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 1200 شخص. كما تم اختطاف أكثر من 200 شخص، ولا يزال العديد منهم في الأسر.
الدلالة والتوقيت
ومن شأن المقترحات الخاصة بإعادة توطين بعض الفلسطينيين كلاجئين أن تشكل تحولا في سياسة الحكومة الأمريكية وممارساتها طويلة الأمد.
فمنذ بدايته عام 1980، لم يتمكن برنامج اللاجئين الأمريكي من إعادة توطين الفلسطينيين بأعداد كبيرة.
وعلى مدى العقد الماضي، أعادت الولايات المتحدة توطين أكثر من 400 ألف لاجئ فروا من العنف والحرب في جميع أنحاء العالم.
وفي السنة المالية 2023، استقبلت الولايات المتحدة 56 لاجئا فلسطينيا، أو 0.09% من أكثر من 60 ألف لاجئ أعيد توطينهم خلال تلك الأشهر الـ 12، وفقا لإحصاءات وزارة الخارجية.
وفي حين أن العديد من الديمقراطيين من المرجح أن يدعموا هذه الخطوة، فإن قبول الفلسطينيين كلاجئين قد يؤدي إلى المزيد من التحديات السياسية لإدارة بايدن فيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس.وفق “سي بي إس نيوز”.
وقد كشف الصراع بالفعل عن انقسامات داخل الحزب الديمقراطي، وأثار احتجاجات ضخمة في حرم الجامعات ومجتمعات منقسمة في جميع أنحاء أمريكا.
ماذا يحتاج اللاجئ لدخول أمريكا؟
للتأهل لدخول الولايات المتحدة كلاجئ، يجب على المتقدمين إثبات أنهم يفرون من الاضطهاد بناء على معايير معينة، مثل جنسيتهم أو دينهم أو آرائهم السياسية.
وفي حين يمكن لبعض الفلسطينيين أن يقولوا إنهم يفرون من قمع حماس، يمكن للآخرين أن يعتبروا الجيش والحكومة الإسرائيلية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة والمتلقية للمساعدات الأمريكية، كمضطهدين.
في المقابل، يمكن أن تثير مسألة إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين، حتى لو كانت على نطاق صغير، انتقادات من الجمهوريين، الذين سعوا إلى إثارة المخاوف بشأن الهجرة والمعابر غير القانونية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهو ما سيحدد القضايا في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وكالات