وأنت تتألم لشراء أضحية العيد
وانت تتألم لشراء أضحية العيد
بقلم عبدالهادي بريويك
وانت تتألم لشراء
أضحية العيد
ايها المواطن الكئيب
لا تمد يدك لغيرك
فقد أخذ الأثرياء منك
الأبقار والماعز
واللبن ومشتقات الحليب
وانت تتحسر
لتحيي شعيرة دينك الحنيف
وقد أخذوا منك
حصاد الصيف
وجعلوك ترتعش كورقة انهكها ريح الخريف
حكومتك من أثرياء البلد
في كل برميل بنزين
لو وضعوا درهما رهن إشارة الفقير
لكان الفلاح منتعشا من أرضه
وانتعشت ماشيته
وابتاعك كبش العيد
مع كأس شاي مغربي
والزبدة والحليب
لا تتألم
فرئيس حكومتنا وزبانيته
امتلأت بطونهم ريعا
ولتفقير الشعب ماتريد !!
نحن الشعب المريد
في وطننا مغتربون
وهل مثلنا غريب
بهذا الفقر والنصيب ؟!
ازدادت ثرواتهم خلال ولايتهم
باسم القانون
باسم الكراسي والمناصب
وكلهم بهتان ومكائد
باسم الكذب والبهتان
يتحدثون في المنابر
عن سعادة الفقير
ونحن في قمة الهزائم
يستبيحون كرامتنا في الولائم
وما تركوا لنا غير
بقايا الريح
وقد استفادوا من دعاء الغيث
التي قدمناها في المساجد
فاستجاب القدر
وسقط المطر
باسم فقرنا ونياتنا
وكثرت لديهم الغنائم
فاغرقونا بالوهم كأننا البهائم
اقفلوا المصانع والمناجم
وضيعاتهم ملأى
بطونهم كثلى
ونحن نتألم هناك
هنالك
أمام مستوصفات دون دواء
نتألم ..ونعلم أنه لا شفاء
لكننا فقراء
ولله الحمد
نبتسم ونموت في كبرياء
هنالك وهناك وفي كل الأماكن
أمام اهلنا
نحلم بماشية العيد
في الاتوبيس
والحافلات وفي جميع وسائل النقل
العمومي
ونحن ننتظر ساعات طويلة في طوابير
الصباح
كي نصل لمكان العمل
خوفا من استفسارات التأخر
أو اقتطاعات تحتمل
لا نسمع غير الشكوى والبلوى
وكأننا عبيدا
من الزمن الآخر
يستلذون بفقرنا وفقرك
يمضغون عظامنا و عظامك
(يمشمشونه)
يسلخون جلودنا أحياء
يتراشقون ضحكا
منا
يسخرون من هيآتنا
كأنهم ليسوا منا
ونحن في قمة الأحزان
فأين الحلال وأين الحرام ؟!
يمرمدون كرامتنا وكرامتك
ينتعشون من أعطابنا
والألم المتكلم باسمنا
في مختلف المحافل
نحن عطبى حرب خلقوها في برامجهم
وجرحى الكرامة والعواطف
لا وصفة طبيب
فهل هو النصيب؟!