فارس: “هناك إحساس “بالحكرة “ماض في الانتشار في مجتمعنا وهذا من بين ما نؤاخذ عليه حكومتنا “
المجلس الفدرالي لحزب الخضر المغربي يكرم امينه العام بعد انتخابه رئيسا لأحزاب الخضر الأفارقة
فارس “هناك إحساس “بالحكرة “ماض في الانتشار في مجتمعنا وهذا من بين ما نؤاخذ عليه حكومتنا “
عبد الصمد العميري
عقد حزب اليسار الخضر المغربي، نهاية الأسبوع المنصرم بازيلال، الدورة الاولى لمجلسه الفيدرالي تحت شعار” العدالة المجالية رافعة الانصاف الاجتماعي ” ايام 5،6 و 7 يوليوز الجاري .
وحضر أشغال هذا الملتقى بالإضافة إلى أعضاء المجلس الفدرالي كل اراند همسترا عن المسسة الدولية للمؤسسة الخضراء ،وهند نجيب عن المنظمة المغربية للنساء الخضر ،و عبد الرحيم شباط و فاطمة تشوى أعضاء المكتب السياسي، وتم محمد فارس الأمين لحزب اليسار الخضر المغربي بعد انتخابه مؤخرا رئيسا لفيدرالية أحزاب الخضر الأفارقة، هذا الإنجاز الحزبي المغربي بمرجعية إيكولوجية، جاء خلال أشغال المؤتمر الخامس لهذه الهيئة الإفريقية بعاصمة الكونغو الديمقراطية كينشاسا خلال الفترة الممتدة من 23 ماي الأخير إلى ال 26 منه2024 .
واكد محمد فارس الأمين العام للحزب نلتقي اليوم في ظل شروط دولية وإقليمية ووطنية أكثر تعقيدا مما سبق، ومفتوحة على كل الاحتمالات،ونعيش ربما حربا عالمية ثالثة بالتقسيط، فمن بين 198 دولة هناك 153 دولة لها خلافات مع دولة الجوار، أكثر من ربع هذه الخلافات تطور إلى نزاع مسلح، دولي أو غير دولي، وباتت الدول التي تعتبر نفسها حامية ومدافعة وسباقة إلى حقوق الإنسان والديموقراطية، تساند وتدعم النزعات الانفصالية وقيم اللاتسامح، وأصبح البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يمارسان سياسة لي الذراع للدول الدائنة ، ويفرضان شروطا مجحفة عليها، تغرق شعوب هذه الدول الدائنة في أوضاع اقتصادية واجتماعية وبيئية صعبة إن لم نقل كارثية. وأوضح محمد فارس ينضاف إلى هذه الظروف ما يتهددنا جميعا جراء استهتار الليبرالية المتوحشة بكوكبنا الأزرق وبخيراته وبناسه أجمعين، والذي من بين نتائجه التغيرات المناخية، هذه الأخيرة أدخلت بلادنا على الخصوص في ما يسمى مرحلة المناخ المحتر، أي أن الجفاف لن يغدو ظرفيا، أو موسميا بل سيكون في الغالب مستمرا، وسيكون مأساويا في بعض جهات المملكة.
وأشار فارس للأسف شاءت الجغرافيا والتاريخ أن يكون لنا جيران بعضها لا نفهم لماذا يكيدون لنا ولا يفهمون أن مصالحنا مشتركة ومصيرنا كذلك، وبعضها يحن إلى الماضي ويسعى إلى الاستمرار في استغلالنا وابتزازنا بمختلف الذرائع الواقعية منها والمفبركة لا أحد ينكر أن لهذه المتغيرات انعكاس على علاقاتنا وتحالفاتنا وانفتاحنا كدولة مغربية إقليميا ودوليا وأن ينعكس ذلك على أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لكننا لا نفهم لماذا يستمر انعكاسها على أوضاعنا المعيشية وعلى مستقبل أجيالنا.
واوضح فارس نحن ضد ثقافة الجحود على كافة المستويات وفي كافة المجالات، فهناك برامج واعدة ولا نبخس أي إنجاز مهما كان حجمه ومستواه، لكننا نعيش اختلالا كارثيا على مستوى الإنصاف، هناك إحساس “بالحكرة “ماض في الانتشار في مجتمعنا، وهذا من بين ما نؤاخذ عليه حكومتنا، ولا نقبل منها أن تتحجج لا بحرب أوكرانيا ولا بحروب غزة ولا بالوسطاء والمضاربين، فالمتغيرات الجديدة أخذت بها علما، والواقع المغربي تعرفه جيدا، لذا فمسؤولياتها إيجاد الحلول للمشاكل والاختلالات، وعلى الأقل العمل على عدم تفقير الناس واستنزاف الثروات الطبيعية وسوء تدبيرها بل في بعض الأحيان التسيب أو اللامسؤولية في استغلالها كالسياسة المائية بالعلاقة مع المخطط الأخضر والصناعة. باهيك عن المخططات الأخرى والتي تعرف جلها اختلالات لا يتضح أن هناك أفق للحد منها أو معالجتها للأسف.
وشدد فارس نحن حزب سياسي يدافع عن الحياة واستدامتها إلى أبعد مدى ممكن وعن العدالة المجالية والإنصاف الاجتماعي والعدالة المناخية، وعن الحرية والمساواة والتسامح ، وعن المحبة والتعايش والسلم ، ولكن كذلك وفي هذا الاطار عن المسؤولية والمحاسبة.
للأسف لازال هناك كثير ممن يعتقدون أن موضوعة الايكولوجيا تتلخص في اعتماد سياسة طاقية بديلة أو الاعتناء بالمساحات الخضراء أو بالنظافة أوباقتصاد الماء والحال أن الموضوع أعمق من ذلك ومعقد. فجوهر المشروع المجتمعي الإيكولوجي في التنمية المستدامة وهذه الأخيرة تتطلب استحضار البعذ الثقافي فالثقافة هي الناظمة للسلوك البشري، يجب أن نستحضر الأسرة والتعليم والاعلام والجماعة المحلية قروية كانت أم حضرية. وعلينا ان نستحضر الصحة للجميع وأن نعيد النظر في سياساتنا الفلاحية وفي استهلاكنا الذاتي في كافة أشهر السنة، وأن نقطع مع منطق العواشر، علينا أن نتعامل بمنطق علمي عقلاني ووجداني مع الطبيعة وخيراتها ومع الكون. هناك برامج بدت مغرية عند إقرارها فتبين فيما بعد أن بها اختلالات مثل أليوتيس والمغرب الأخضر والمخطط الأزرق، وترسيم اللغة والثقافة الأمازيغية، ناهيك عن برامج التشغيل الذاتي، وتشجيع الاستثمار،ولازالت هناك نواقص واختلالات عدة تتطلب الجرأة والإبداع وبطبيعة الحال الإمكانيات، وعلى الحكومة أن تكون مبدعة وتحسن الإنصات لإيجاد الحلول وتوفير إمكانيات إعمالها في الواقع. نحن لا نشخصن السياسات العمومية وبرامجها، نحن نسائل التحالف الحكومي الذي يقرها ويعمل على تنفيذها وتقييمها لأنها مسؤوليتهم المشتركة وليست مسؤولية فردية لوزيرة او وزير معين.
واضاف فارس “نحن حزب له مشروع مجتمعي يناضل من أجله، مجتمع الإنصاف الاجتماعي والتنمية المستدامة والأمن والأمان الدائمين، نؤمن بالعلم وبالعمل وبالإبداع وبنبل العمل السياسي وليس بخبثه، أو الاختباء وراءه لمصالح شخصية أو فئوية أو قبلية، ولا نوظف الديماغوجية.
لذلك هناك معطيات موضوعية، التغيرات المناخية، موازين القوى العالمية وصراعاتها على توزيع المصالح، وجب أخذها بعين الاعتبار”،لذلك ما يمكننا فعله هو بالدرجة الأولى صيانة وحدة البلد والمجتمع في تعدده الثقافي بالقطع مع النفاق الاجتماعي، وقبول تعددنا واختلافاتنا وتربية ناشئتنا على المحبة والتسامح والتعايش والحرية والتضامن والمساواة، وعلى ضمان الأمان والصحة للجميع، وعلى تأمين الأمن الغذائي والمائي والطاقي، وعلى تكوين وتأهيل وإدماج كل الطاقات البشرية أيا كانت مؤهلاتها في النسيج الإنتاجي والاقتصادي والتكنولوجي والاجتماعي والثقافي والبيئي لوطننا العزيز والاسهام الإيجابي في العالم.
ووجه فارس نداء لكل من يناصر الحياة والسلام والمحبة والإنصاف للعمل المشترك حول إحداث آلية للتباحت والتشاور حولها تكون دورية لقاءاتها منتظمة واستثنائية حسب الضرورة ولا يستثنى منها أي مكون سياسي مشروع وأي ذي خبرة معترف بها لضمان التعبئة الوطنية الضرورية، قضية الصحراء المغربية والكوارث الطبيعية والانتخابات والمناهج التربوية والأمن المائي كمثال، إذ لا يحق لجهة ما الاستفراد بالرأي حولها والتقرير بشأنها، بمنطق الاستقواء بالأغلبية العددية، وإقرار ضريبة على الثروة، خاصة وأن لدينا تجربة إيجابية في محن عاشها المغرب مؤخرا، جائحة كورونا وزلزال الحوز وما قدمه بعض أغنياء وطننا من دعم مباشر وقوي وباستعجال تعبيرا ليس فقط عن حسهم الإنساني التضامني بل عن انتمائهم لهذا الوطن الجميل وعن مواطنتهم الصادقة، لذا وجب تقنينها وتعميمها على الأغنياء الآخرين الذي يستفيدون من خيراته ومن موارده البشرية التي تؤهلها الدولة المغربية من المالية العمومية لدافعي الضرائب من هذا الشعب الكريم،والنهوض بالأوضاع الاقتصادية للطبقة الوسطى خاصة وتحصين هذه الأوضاع، لأنها صمام أمان للاستقرار الاجتماعي للوطن،والتداول حول سلطة القرار والتقرير في البلاد، ولا تداول بدون انتخابات ولا انتخابات بدون أحزاب سياسية، وكل الدول التي عاشت ربيعا عربيا ولم تكن فيها أحزاب حقيقية تعيش وضعا كارثيا لسنين وبكلفة بشرية ومادية ضخمة جدا، أي لا اسقرار سياسي بدون أحزاب سياسية، لذا علينا جميعا الا نبخس الانتماء أو العمل السياسي، وألا نعمم شبهة الفساد على السياسيين نظرا لتورط بعض الأعضاء من مختلف الانتماءات في ملفات مختلفة واقعية فعلا او مدبرة، الواقع معقد والبشر أصبح أكثر تعقيدا، ومن يتحكمون في العالم يعون جيدا كيف يمكنهم أن يثيروا الشك في أي شيء وفي أي شخص وفي كل شيء، وقادرون على إثارة الفتن من الداخل إن وجدوا المنافذ، لذا علينا تحصين وحماية تجربتنا الديموقراطية الناهضة بعدم ترك أي فجوة يمكن لهذا المتربص بنا الولوج من خلالها، وذلك من خلال مراجعة شاملة لمنظومتنا الانتخابية (قانون الأحزاب، قوانين الانتخابات، التقسيم الانتخابي، التمويل، شروط الأهلية للترشيح للمغاربة وللأجانب المقيمين…)،والحسم الثقافي في موضوع القيم المشتركة للحياة الاجتماعية للمغاربة وللمقيمين بالمغرب وترجمة ذلك على مستوى التشريعات والقوانين وصلاحيات السلطات العمومية في إعمالها بما يتناسب والنموذج التنموي الجديد وروح العصر وقيم حقوق الإنسان في شموليتها دون استثناء وجوابا على إشكالات الواقع المعاش وآثاره،وإعطاء الأولوية في السياسات العمومية لضمان الحق في الاستفادة من خدمات الصحة والتربية والتعليم أيا كانت وضعية المحتاجين لها، كل حسب إمكانياته أو رغباته، وتأمين الماء والغذاء والطاقة للمجتمع بكافة مكوناته وفئاته،والقطع النهائي مع المنطق الإحصائي في تقييم أداء القطاعات والمؤسسات العمومية واعتماد قياس الأثر على الساكنة، كمعيار أساسي للحكم على نجاعتها ومصداقيتها ونجاحها ،وعلينا أن نستوعب أن الجيل الجديد لا يماثلنا نحن “معطوبو ” ما قبل العولمة، أي الجيل القديم، نحن كنا نكتفي لأن أحدا استمع لشكوانا أو لطلبنا حتى وإن كانت النتيجة هي الرفض، هذا جيل لا يهمه أن تنصت لطلبه بل يهمه تلبيته، ومهما قدمت من حجج موضوعية لغير ذلك فلن ينصت لك وسيعتبرك ببساطة رفضت طلبه أو شكايته ظلما أو تعسفا أو تحقيرا أو كيدا أو تخلفا منك حسب الحالات والمواقف وفي أحسن الحالات يقول” ما صدقش أو ما فيدوش”.
وشدد فارس في أدبيات الخضر العالميين هناك توجيه يقول بوجوب أن تفكر كونيا وتعمل محليا، لأن النظام الإيكولوجي كوني والمسؤولية مشتركة بين الجميع لذلك علينا العمل كل في بلاده من أجل إنقاذ هذا الكوكب الأزرق الذي نعيش فيه ونعيش من خيراته ونستغله للأسف ببشاعة ووحشية من طرف البعض.