جزائر الكابرانات و عشق الكذب و الخداع
جزائر الكابرانات و عشق الكذب و الخداع
إدريس الأندلسي
ينشغل عسكر الجزائر هذه الأيام على ملف تنظيم الغش لضمان انتخاب تبون رئيسا للمرة الثانية.
و لكنه يظل وفيا لغشه البدائي حين يتعلق الأمر بالصحراء المغربية.
لا تهمه الوسيلة و لو كانت مفضوحة و لكن الأهم هو سرقة لحظة لحضور مرتزقة البوليساريو في مؤتمر لا يحق لهم حضوره.
و نسي” المكولسون” الجزائريون أن الكاميرات في كل مكان.
يشكل المشهد الذي تم تصويره خلال الإجتماع الوزاري الذي يجمع اليابان بالدول الأفريقية حول التنمية الإقتصادية بطوكيو.
احد المرتزقة الذي يحمل الجواز الجزائري تسلل إلى قاعة المؤتمر و يجلس في زاوية.
يظهر “الفيديو الفضيحة” حركات يد المرتزق و هي تخرج ورقة من محفظة وضعها تحت الطاولة. يضعها أمامه و هو ينظر شمالا و يمينا خشية اكتشافه من طرف المنظمين اليابانيين.
كتب على الورقة كذبة و هي ” الجمهورية الصحراوية”.
و المعلوم أن اليابان سبق لها أن طردت البوليساريو من قمة تيكاد .
تؤكد الجزائر بأن ” من شب على الغش شاب عليه.”
يعتبر الغش لعبة تحولت إلى قاعدة سياسية في الجزاءر.
يقف تبون أمام قاعة تم ملؤها بأحباب المخابرات و خدامها.
يقسم مأمور الكابرانات بالأيمان الغليظة أن ” الجيش الجزاءري” مستعد للمشاركة في نصرة الفلسطينيين و خصوصا أهل غزة.
تهتز القاعة بالتصفيقات، فيسترسل المرشح، المنتصر سلفا، ليربط كلامه مستخدما شرطا مهما يهم فتح الحدود من طرف مصر.
ثم يعود ليخلط الأوراق و يسترجع بعض رشده و مؤكدا أن الجيش الجزائري مستعد لبناء أربعة مستشفيات بغزة.
رئيس القوة الضاربة أصابه الذعر مع العلم أن المساهمة العسكرية في نصر الفلسطينيين لا يحتاج إلى فتح الحدود. هل تمتلك اليمن و إيران حدودا مع أرض فلسطين.
بالطبع لا و لكن صواريخهما اخترقت حدود طبقية الكيان الصهيوني المصطنعة. و تمتلك القوة الضاربة كثيرا من الصواريخ طويلة المدى و العابرة للقارات و ذلك منذ أمد طويل .
و هكذا أعتذرت شهرزاد عن الكلام المباح و أكتشفت أن ليال ألف ليلة و ليلة لا تتسع لكذب الكابرنات. هؤلاء استولوا على كنز من ملايير الدولارات و الذهب و تمكنوا منه و صنعوا كذبة ملايين الشهداء. كرهوا جميع علماء التاريخ لأنهم يطبقون قواعد علم لا يعترف إلا بالدليل المادي و العلمي.
رضوا عن طيب خاطر باستقبال جماجم مجهولة الهوية ضحك العلماء من قبولها، ككذبة تاريخية، في متحف مزيف لهوية مزيفة و لتاريخ مزيف. كانت الحكاية في الأول تعترف بقليل من المجاهدين و كثيرا من الانتهازيين الذين استولوا، بدعم من فرنسا، على المقاومة و كتبوا، بأمر من المستعمر، تاريخا آخر.
و هكذا صنعوا المكيدة و قتلوا بعضهم و فتحوا الطريق أمام كابرانات فرنسا الذين يحكمون جزائر اليوم. تبون الجزاءري يجد صعوبة في التعبير عن أي مشروع يخدم مواطنيه.
يتكلم بلغة عسكر الإستعمار الذين يكرهون المغرب لأنه دولة و تاريخ و حدود تاريخية لن يغيرها قرار من كانوا يحكمون الجزاءر الفرنسية.