نزهة داخل إسطبل القبح
نزهة داخل إسطبل القبح
كتبها: احمد الدافري
فتحت قبل قليل الهاتف كي آخذ فكرة عما حدث وما يحدث في العالم.
دخلت إلى المواقع الإخبارية التي أتابعها، ومنها تلك التي تصلني إشعارات منها.
قرأت ما قرأت.
بعدها دخلت إلى حسابي هذا.
بدأت بالاطلاع على تعليقات أصدقائي وصديقاتي الذين يتفاعلون مشكورين مع منشوراتي، وأجبت عنها كالعادة.
قبل الخروج من هذا الحساب والتوكل على الله والذهاب إلى قضاء ما لدي من أغراض، انتقلت إلى le fil d’actualités ونقرت عليه.
أول منشور واجهني هو لبروفايل فيه صورة سيدة شابة ترتدي غطاء شعر فوق رأسها وتبتسم بإغراء، مستعينة بفيلتر كي تغير ملامحها الأصلية، .
المنشور وضعت فيه السيدة صورة الممثلة نزهة الركراكي رفقة ابنها سعد المجرد وزوجها البشير عبدو، وكتبت فيه بسخرية بأنه يبدو أن نزهة الركراكي قد أصبحت تتناول اللحسة الصحراوية.
تعني هذه السيدة بذلك أن نزهة الركراكي أصبحت ذات وزن زائد، وثخينة، وسمينة، وقل ما شئت من الأوصاف التي تدل على عدم الرشاقة وسوء المظهر..
المثير في هذا المنشور هو العدد الهائل من المعلقين الذين سايروا السيدة في استهزائها بشكل نزهة الركراكي..
شاب كتب يقول : “ولات كتشبه للداسوكين”، ووضع إيموجي الضحك.
لقد أصبح وجه الراحل الداسوكين بالنسبة إلى هذا الشاب موضوعا للضحك، ولم يجد سواه كي يسخر من وجه نزهة الركراكي.
تأملت وجه هذا الشاب الذي شبه وجه نزهة الركراكي بوجه الراحل الداسوكين، فقلت في نفسي، لو أنني كنت مثل بعض الذين يعجبهم الرد على تعليقات أشخاص لا يعرفونهم، ويبحثون عن الصدامات، وجاريت بعض الشرور العالقة داخل نفسي التي أحيانا تدفعني نحو مواجهة القبح بالقبح، لكتبت ردا على تعليقه وقلت له :”إن الراحل الداسوكين كان وجهه جميلا أما أنت فإن وجهك طويل وأذنيك مقلشتان وأنفك أفطس وملامحك تشبه كنغرا أستراليا شريرا”.
لكني لا أستطيع فعل ذلك. عيب.
نعم.
عدد هائل من المعلقين، منهم ذكور وإناث وشباب وكهول، تفاعلوا بتعليقاتهم مع منشور لسيدة تعتقد أنه أمر عادي وطبيعي أن تسخر من وجه امرأة أخرى.
هل من الطبيعي أن يكون لدينا نزوع نحو إيذاء الآخرين؟
الله يصلح الحال.
وهذا ما كان.