بركاتك يا بخاري
بركاتك يا بخاري
كتبها: أحمد الدافري
في مونديال كرة القدم داخل الصالة الحالي، احتضنت مدينة بُخارى في أوزبكستان المجموعة التي تأهلت منها إيران في الرتبة الأولى وفرنسا في الرتبة الثانية.
مباراة إيران وفرنسا أصبحت فضيحة عالمية.
في المركب الرياضي الجامعي بمدينة بخارى، دخل المنتخبان لإجراء المباراة الثالثة التي جمعتهما وهما متأهلان للدور الثاني بعد أن فازا معا في المباراة الأولى والثانية، وكان يكفي إيران التعادل مع فرنسا كي تحتل الرتبة الأولى، أما فرنسا فقد كانت مجبرة على الفوز كي تحتل المرتبة الأولى.
فرنسا دخلت المباراة ضد إيران وهي تعلم أنها إن انهزمت أو تعادلت ستلتقي في دور الثمن مع تايلاند، وإن انتصرت ستلتقي مع المغرب الذي حل ثانيا في مجموعته.
فرنسا انهزمت ضد إيران بنتيجة 4-1.
الذين تابعوا المباراة أو بعض اللقطات منها شاهدوا كيف أن الحارس الفرنسي كان يجمع رجليه مع بعضهما كي يترك الكرة تدخل إلى شباكه، وكيف أن الفرنسيين كانوا يعطون الهدايا للإيرانيين كي يسجلوا عليهم الأهداف.
عدد من وسائل الإعلام العالمية اعتبرت أن الأمر
يتعلق بفضيحة رياضية وبسلوك مخزٍ.
ميغيل رودريغو، المدرب الإسباني للمنتخب التايلاندي، كتب تغريدة في حسابه معبرا عن استنكاره لما حدث في مباراة بُخارى بين فرنسا وإيران، واعتبر أن فرنسا وإيران متواطئان، وقال :
مهما حدث يوم 27، ومع الاعتراف بأننا الجزء الأضعف من هذه القصة التي حدثت اليوم في بخارى، أقول: “يا فرنسا، نحن ننتظرك بأذرع مفتوحة”.
إيران وفرنسا، مدربون ولاعبون، أهانوا رياضتي.
أنتم عار في العالم.
المنتخب المغربي سافر إلى بُخارى كي يلاقي إيران في دور الثمن.
إيران ستلعب في مدينة بخارى وكأنها تلعب في بلدها.
ملوك فارس غزوا بخارى منذ القرن السادس قبل الميلاد وأصبحت تابعة للإمبراطورية الفارسية.
أول فتح إسلامي تعرضت له بخارى كان سنة 673 م
على يد عبيد الله بن زياد والي معاوية مؤسس الدولة الأموية في الشام.
لكن لم يستتب الإسلام في بخارى إلا سنة 710 م، حين غزت الجيوش العربية الإسلامية الأموية بخارى تحت قيادة القائد قتيبة بن مسلم، الذي أدخل إليها الإسلام بشكل قار، هي وكل المناطق التي غزاها في آسيا ومنها خراسان وسمرقند وتركيا.
بالقرب من بخارى، ولد الفيلسوف والطبيب ابن سينا سنة 980 ميلادية، وولد في بخارى قبله الإمام البخاري سنة 810م / 194ه.
الإمام أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري، الذي وُلد بعيدا عن مكة بأكثر من 4100 كيلومتر، وبعد 178 سنة من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي يُعتبر أشهر من وثق الأحاديث النبوية، جاء زمن أصبحت فيه المدينة التي وُلد فيها تحتضن مونديال الفوتسال، ويتلاعب فيها الإفرنج وإيران في نتائج المباريات.
ما كيحشموش. 😄
وهذا ما كان.