الخلط بين حرية الرأي وحرية التعبير
الخلط بين حرية الرأي وحرية التعبير
عبد السلام المساوي
يتحدث الجميع عن حرية الرأي وحرية التعبير كأنهما شيء واحد؛ والحال إن البون شاسع بين الأمرين. ذلك أن الحرية الأولى تكون عادة مبنية على حد أدنى من المعرفة بالموضوع، محور التداول والحوار والتجاذب بين الناس، أي الإلمام بأهم المعطيات التي تسمح بتكوين رأي مستقل منه أو تأييد رأي قائم، تمت بلورته من قبل آخرين على أساس من المعرفة، بينما ليس هناك أي حاجة إلى هذا النوع من المعرفة، بالنسبة لحرية التعبير، التي قد تنحصر في شعور هذا أو ذاك، الذي ليس بحاجة إلى أكثر من ذلك، ليحق له التعبير عنه بكل الحرية الضرورية.
فشعوري بالألم، على سبيل المثال، لا يحتاج إلى معرفة مسبقة بما يعنيه الألم لأعبر عنه بأي طريقة كانت؛ في حين أن الإسهام برأي حول قضية ذات طبيعة موضوعية ومعرفية أو قانونية أو سياسية يتطلب توفري على الحد الأدنى من المعرفة بالقضية لأزعم كوني أمتلك عناصر تسمح بتكوين الرأي فيها، مهما كان هذا الرأي صائبًا أو خاطئًا لأن هذه مسألة مغايرة تمامًا.
كثيرًا ما يتم الخلط في هذه المسألة فيكثر اللغط وتقل المحصلة النهائية من المعرفة والرأي معًا.